اعتبر أن مخرجات الحوار الوطني فُصلت على

اليمن.. بن بريك يكشف عن اتفاق بين الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي

عدن (ديبريفر)
2019-02-04 | منذ 5 سنة

هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن

Click here to read the story in English

قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، هاني بن بريك، اليوم الاثنين، إن المجلس والتحالف العربي لدعم "الشرعية" اليمنية بقيادة السعودية اتفقا على موقف موحد في حال أُعلن رسمياً فشل اتفاق السويد بين طرفي الصراع في هذا البلد الفقير الذي يعيش حرب طاحنة منذ قرابة أربع سنوات بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين (أنصار الله).

وأشار بن بريك، في مقابلة مع صحيفة "الأيام" اليمنية الصادرة في عدن اليوم، إلى التزام المجلس الانتقالي بالشراكة مع التحالف العربي واستحالة اتخاذ أي موقف انفرادي قد يضع دول التحالف في حرج شديد، حد تعبيره.

والمجلس الانتقالي الجنوبي، كيان مدعوم من الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في تحالف تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً. وتم إنشاءه في مايو العام ٢٠١٧ ، وتنضوي تحت مظلته بعض القوى من جنوبي اليمن تطالب بالانفصال عن شماله واستعادة الدولة في جنوبي البلاد التي كانت قائمة قبل عام 1990 عندما توحد شطري اليمن.

ويُنصِّبُ المجلس الانتقالي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن المجلس يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.

وفي ما يتعلق ببيان المجلس الجنوبي في أكتوبر الماضي الذي أعلن فيه فك ارتباطه مع الشرعية، قال بن بريك إن ذلك البيان يقصد أنه "إذا تحركت النقابات الجنوبية ضد الفساد الحاصل في المؤسسات كافة وأرادت هذه النقابات السيطرة على المؤسسات الإيرادية ودحر الفساد وتعرضت لها أي قوة كانت، فإن المقاومة الجنوبية ستقوم بحمايتها، فالمجلس في بيانه نص على هذه الفقرة كما حدث في يناير 2018 عندما تعرض الشعب لاعتداء فدافعت المقاومة الجنوبية عن الشعب".

وذكر القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي أن المجلس يعمل خلال المرحلة الحالية، باعتبارها انتقالية، على "إعداد الجنوب للاستقلال وتأهيل الكوادر المدنية والعسكرية سواء في الجيش أو الأمن لتسلم البلاد حتى لا تقع في فوهة الفراغ الحكومي". ودعا "كل الشعب الجنوبي من المهرة إلى باب المندب إلى الاصطفاف حول قيادته السياسية التي تقود هذه المرحلة، ونقول لكل الشعب إن كل ما التزم به المجلس الانتقالي الجنوبي سيجاهد حتى يفي به لشعب الجنوب"، حد تعبيره.

وفي رده على سؤال، هل سيكون هذا العام عام التمكين العسكري للمجلس الانتقالي؟، أجاب بن بريك: "القوة في الأرض من القوات الجنوبية كلها من أفراد المقاومة الجنوبية، فالجنوب الذي يملك القوات وليس المجلس الانتقالي، فالمجلس هو ممثل سياسي، ومن الطبيعي أن القوة على الأرض يكون لها موجه سياسي".

وأضاف: "التمكين العسكري هو أصلا موجود ميدانياً، فالقوات الجنوبية اليوم داخل محافظة الحديدة، كما وصلت هذه القوات أيضا إلى عمق صعدة (أقصى شمال اليمن) ومنتشرة في كل الأرض، بقيت بعض المناطق كوادي حضرموت ومكيراس في محافظة أبين فيها معسكرات لم تأخذ طابع الاحتلال، معسكرات تحمل صبغة الحكومة الشرعية".

وحذر نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي من أنه "إذا أعلنت تلك القوات بأنها ستفرض الوحدة بالقوة سيكون الشأن آخر، سيهب الشعب بأكمله مثل ما تم محاولة رفع علم الوحدة في الكلية العسكرية في صلاح الدين ومحاولة رفعه في أكثر من مناسبة حيث تصدى لها الشعب الجنوبي المقاوم، فالتمكين العسكري موجود أصلاً".

وأردف: "نحن حافظنا على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، ولا زلنا محافظين لحكمة عظيمة، نحن لا نريد للبلد أن تسقط في فلتان وفي ضياع الدولة وتسقط مؤسسات الدولة وتنهار البلاد وندخل في غابة".

ويقصد بن بريك بالقوات في وادي حضرموت، قوات عسكرية موالية لنائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، الموالي لحزب الإصلاح (فرع الأخوان المسلمين في اليمن)، وهي قوات أغلب عناصرها من المحافظات الشمالية لليمن وينتمون لحزب الإصلاح، ويتهمها البعض بالتواطؤ مع مسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي وتمكينه من السيطرة على المكلا عاصمة محافظة حضرموت كبرى المحافظات اليمنية، لمدة عام كامل، رغم القوة العسكرية البشرية الكبيرة والعتاد والأسلحة الثقيلة والخفيفة التي كانت تمتلكها ونهبها مسلحو القاعدة.

وفي ما يتعلق بموقف "الانتقالي الجنوبي" في حال عملت الحكومة اليمنية الشرعية على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي توصلت إليه مختلف الأطراف اليمنية في يناير 2014 بعد أكثر من 10 أشهر من الحوال.. أوضح بن بريك: "لقد وجدوا الرد من الشعب، هم لا يستطيعون أن ينفذوا شيئاً من مخرجات هذا الحوار، وهي أساساً سبب حرب 2015. كلنا نعلم أن أول من انقلب على مخرجات هذا الحوار هم الحوثيون، يعني من قوى الشمال، أما الجنوبيون لم يشاركوا فيها".

وتابع قائلاً: "مخرجات الحوار فُصلت تفصيلاً ملائماً لتنظيم الإخوان المسلمين؛ ليحكم سيطرته على كل الأقاليم، فهو ثوب فُصل تفصيلاً إخواني، لهذا هي مخرجات حوار إخونجية خالصة انطلت على بعض الوطنيين من القوى الشمالية وبعض الجنوبيين الذين هم أعضاء في أحزاب شمالية".

ويفرض المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، سيطرته العسكرية على أغلب المناطق في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد. ونفذ المجلس في نهاية يناير العام الماضي، محاولة انقلاب عسكري فاشلة ضد الحكومة الشرعية.

ولا يقر الانتقالي الجنوبي بتبعيته لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ويؤكد أن مساندته لقوات التحالف بقيادة السعودية تندرج في أطار مساعيه لتحقيق "مشروع استعادة دولة الجنوب" حد تعبيره.

ويعيش اليمن منذ قرابة أربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet