في حين وصف "بنس" النظام الثوري الإيراني بـ"القاتل"

زعيم الحوثيين يدعو اليمنيين للخروج في مسيرات عقب مؤتمر وارسو

عدن (ديبريفر)
2019-02-16 | منذ 5 سنة

الحوثي يدعو اليمنيين للخروج في مسيرات عقب جلوس وزير خارجية "الشرعية" جوار نتنياهو في وارسو

دعا عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين (أنصار الله)، اليمنيين إلى الخروج في مسيرات جماهيرية حاشدة، غداً الأحد، "للتأكيد على براءة الشعب اليمني من أولئك الخونة المنافقين"، حد وصفه، في إشارة إلى مشاركة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في مؤتمر وارسوا بمشاركة إسرائيل.

وقال الحوثي في بيان له حول مؤتمر وارسو للأمن والسلام في الشرق الأوسط، الذي انعقد في العاصمة البولندية بمشاركة مسؤولي 60 دولة، إن المؤتمر الذي انعقد بـ"توجيه وإشراف أمريكي ما هو إلا محطة من محطات كثيرة حيكت فيها المؤامرات على الأمة، وما يميزه عن سابقاته من المحطات الكثيرة هو الظهور في العلن لما كان يجري في الخفاء"، وفق ما نشرته، الليلة الماضية، قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثيين.

وجماعة أنصار الله (التي كانت تُسمى بحركة الشباب المؤمن) هي حركة سياسية دينية مسلحة تتخذ من صعدة شمالي اليمن منبعاً ومركزاً رئيسياً لها. وعُرفت باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها الراحل بدر الدين الحوثي، ويعد المرشد الديني للجماعة، ويقودها الآن نجله عبدالملك خلفاً لشقيقه حسين بدر الدين الحوثي الذي لقي مصرعه عام 2004 على يد الجيش اليمني.

ومؤتمر "الأمن والسلام في الشرق الأوسط"، الذي انعقد في، وارسو، الخميس والجمعة الماضيين، تم بمشاركة 60 دولة بينها إسرائيل وست دول خليجية عربية بينها اليمن، في محاولة لاتخاذ موقف موحد ضد إيران.

لكن جلوس وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، خالد اليماني، إلى جوار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر وارسو، أثار ردود أفعال غاضبة داخل اليمن وفي دول عربية أخرى باعتباره تطبيعاً مع إسرائيل التي تحتل الأراضي العربية الفلسطينية.

اليماني يجلس بجانب نتنياهو في مؤتمر وارسو ما أثار غضب واسع

وقال خالد اليماني بعد ذلك إن موقف بلاده من القضية الفلسطينية "ثابت ولا يقبل المزايدة عليه"، وذلك في أول رد منه على الانتقادات الموجهة إليه بسبب جلوسه بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وذكر وزير الخارجية اليماني في تغريدة على تويتر، إن القمة لم تكن لمناقشة قضية فلسطين بل لحشد المجتمع الدولي لمواجهة التوسعية الإيرانية في اليمن، جزء من معركة استعادة الشرعية التي لا ينسحب منها إلا الجبناء.

وبرر جلوسه بجانب نتنياهو بقوله: "الأخطاء البروتوكولية هي مسؤولية الجهات المنظمة، كما هو الحال دائما في المؤتمرات الدولية"، مؤكدا أن "محاولات وضع صبغات مخالفة للواقع لغرض المزايدة السياسية لن يثنينا عن الدفاع عن اليمن" حد تعبيره.

واعتبر اليماني أن مشاركة اليمن في مؤتمر وارسو "في غاية في الأهمية، حيث تحاورنا مع قادة العالم على طاولة مستديرة كما نفعل دوما في الأمم المتحدة ونقلت رؤية الرئيس هادي لحل الأزمة اليمنية من خلال كبح التوسعية الإيرانية". مشيراً إلى أنه "تم مناقشة التهديدات الإيرانية لأمن وسلامة المنطقة ككل والخروج بآليات مشتركة لمواجهتها".

من جهته اتهم مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي دولاً أوروبية بارزة يوم الخميس بتقويض الحملة الأمريكية ضد إيران بمحاولة كسر العقوبات الأمريكية على طهران.

وقال بنس "بعض شركائنا الأوروبيين الرئيسيين لم يبدوا للأسف أي تعاون، بل قادوا في الحقيقة مساعي وضع آليات لإفساد عقوباتنا".

وأردف قائلاً "إنها خطوة غير حكيمة لن تؤدي إلا إلى تقوية شوكة إيران وإضعاف الاتحاد الأوروبي وتباعد أكثر بين أوروبا والولايات المتحدة".

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف مؤتمر وارسو بأنه "نقطة تحول تاريخية" لتحالف ضد إيران.

وفي حين غاب عن المؤتمر الفلسطينيون وإيران وروسيا ودول أخرى، أكد عبدالملك الحوثي في بيانه أن "ظهور ممثل الخونة المرتزقة إلى جانب نتنياهو رئيس وزراء كيان العدو الإسرائيلي في صورة فاضحة ومخزية وكاشفة عن الموقع الذي أراد الخونة وأسيادهم لشعبنا العزيز أن يكون فيه والعياذ بالله" على حد قوله.

وأوضح الحوثي، الذي لا يعرف أحد مكان تواجده بالضبط، أن من وصفهم بالخونة وأسيادهم أرادوا لشعب اليمن "أن يكون دمية لإسرائيل وأداة من أدوات أمريكا كما فعلوا هم، وأن يخرج بذلك من موقعه الذي شرّفه الله به موقع الإيمان، وأرادوا له في سبيل توجهاتهم وخيانتهم أن يضحي باستقلاله وكرامته وحريته وأن يتخلّى عن قيمه وأخلاقه، وهيهات هيهات".

وأضاف زعيم الحوثيين: "الشواهد الكاشفة تتوالى بكل وضوح عن خلفية وأسباب الأحداث التي تجري في المنطقة، وطبيعة الدور التخريبي والفتنوي والإجرامي لأدوات أمريكا وإسرائيل من المنافقين بكل فئاتهم وأنواعهم، فمؤتمر وارسو ما هو إلا محطة من محطات كثيرة حيكت فيها المؤامرات على الأمة".

ومضى قائلاً: "شعبنا العزيز ثابت على مواقفه الايمانية والأخلاقية والإنسانية الى جانب الشعب الفلسطيني والمقدسات ومتمسك بقضايا الأمة الكبرى، وموقفه في العداء للعدو الإسرائيلي الغاصب المعادي للأمة والإسلام موقف مبدئي عقائدي".

ولا ينكر الحوثيون هدفهم الرئيسي بإعادة إحياء الإمامة/الخلافة في اليمن، ويرون جواز ان يكون رئيس/حاكم الدولة ليس هاشمياً، لكن الإمام/الخليفة يجب أن يكون هاشمياً حسب معتقدهم. وتتلقى الحركة دعماً من إيران منذ بدايات تأسيسها تحت اسم "الشباب المؤمن".

وكانت جماعة الحوثيين (أنصار الله) استولت بالقوة المسلحة على السلطة في اليمن في 21 سبتمبر 2014،  وفرضت الاقامة الجبرية على الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في منزله بصنعاء لكنه استطاع الفرار منها إلى مدينة عدن جنوبي البلاد التي غادرها إلى الرياض عقب وصول قوات الحوثيين إلى أطرافها أواخر مارس 2015.

وترفع جماعة الحوثيين شعار: "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، وهو ذات الشعار الذي يرفعه النظام الإيراني.

شعار الحوثيين ذاته شعار النظام الإيراني

وتعيش اليمن منذ 26 مارس 2015 في حرب ضارية بين جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، والحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بقوات تحالف عربي عسكري تقوده السعودية والإمارات، تمكنت فيها قوات الرئيس هادي من استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة في البلاد، لكن الحوثيين لا يزالون يسيطرون على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات والمناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.

وتقول دول أوروبية إنها تشترك مع واشنطن في مخاوفها بشأن "سلوك إيران في المنطقة"، لكنها تعتقد أن الانسحاب من الاتفاق النووي كان خطأ ووعدت بمحاولة إصلاح الاتفاق ما دامت إيران تواصل الالتزام به. وبشكل عملي انسحبت شركات أوروبية من الاستثمار في إيران عقب فرض واشنطن لعقوبات صارمة على طهران.

وانسحب ترامب في مايو العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم مع طهران عام 2015، والذي وافقت بموجبه إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات.

ودعا مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، الأوروبيين لأن يحذوا حذو واشنطن وينسحبوا من الاتفاق. وقال "حان الوقت لكي ينسحب شركاؤنا الأوروبيون من الاتفاق النووي مع إيران وينضموا لنا". وأضاف أن آلية وضعها الاتحاد الأوروبي لتسهيل التجارة مع إيران هي "مسعى لكسر العقوبات الأمريكية على النظام الثوري الإيراني القاتل".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet