دعا التحالف العربي للتدخل العاجل للقضاء على الإرهاب في وادي حضرموت

الانتقالي الجنوبي في اليمن: الإصلاح لا يؤمن بهزيمة الحوثي.. ومعركته في عدن وحقول النفط

المكلا (ديبريفر) تقرير
2019-02-16 | منذ 5 سنة

المجلس الانتقالي الجنوبي خلال اجتماع جمعيته الوطنية في المكلا (اليوم)

قال رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" في اليمن، عيدروس الزبيدي، اليوم السبت، إن حزب الإصلاح (فرع الاخوان المسلمين في اليمن)، لا يؤمن بهزيمة جماعة الحوثيين ، ولا يزال مصر على ان معركته في عدن وحقول نفط بيحان والعقلة ووادي حضرموت ومنفذ الوديعة الحدودي مع السعودية.

أضاف الزبيدي بكلمته في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرقي اليمن، خلال افتتاح أعمال الدورة الثانية، للجمعية الوطنية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي:"إن المؤامرة التي تُحاك ضد وادي حضرموت والعقلة وبيحان في شبوه، لها أكثر من وجه، غير ان استمرار استغلال الملف الإنساني والخدماتي في هذه المناطق الذي يفتقد  إلى الحد الأدنى من القبول، يُعد سابقة خطيرة وندرك أبعادها  فالتجييش في هذه المناطق على حساب الخدمات والتنمية لن يكون حلاً ولن يكون حاجزاً أمام أهل هذه المناطق فالشعب قد انتصر ولم يبقى إلا القليل".

ويقصد الزبيدي بـ"المؤامرة"، القوات الموالية لنائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر الموالي لحزب الإصلاح، وهي قوات أغلب عناصرها من المحافظات الشمالية لليمن، ويتهمها بعض الجنوبيين بالتواطؤ مع مسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي وتمكينه من السيطرة على المكلا، لمدة عام كامل، رغم القوة العسكرية البشرية الكبيرة والعتاد والأسلحة الثقيلة والخفيفة التي كانت تمتلكها ونهبها مسلحو القاعدة.

وهذه القوات تسيطر عسكريا على وادي حضرموت والعقلة وبيحان في شبوه ومنفذ الوديعة الحدودي، لكن المجلس الانتقالي الجنوبي يسعى عبر قواته المشكلة تحت مسميات النخبة الشبوانية والحضرمية، إلى السيطرة على تلك المناطق.

والمجلس الانتقالي الجنوبي، كيان مدعوم من الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في تحالف تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً. وتم إنشاءه في مايو العام ٢٠١٧ ، وتنضوي تحت مظلته بعض القوى من جنوبي اليمن تطالب بالانفصال عن شماله واستعادة الدولة في جنوبي البلاد التي كانت قائمة قبل عام 1990 عندما توحد شطري اليمن.

وأسهم المجلس الانتقالي الجنوبي والجناح المسلح التابع له، بدور فاعل على الأرض، إلى جانب قوات التحالف بقيادات السعودية والإمارات، في طرد قوات الحوثيين في يوليو 2015 من عدن ومدن في جنوبي اليمن.

واعتبر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تم إقالته من منصبه كمحافظ لعدن في 27 أبريل 2017م، أن "الإرهاب لا يزال يهدد أبناء وادي حضرموت ويمثل خطرا على السكان هناك ولا بد ان يعود وادي حضرموت لأهله مثلما عادت المكلا، وكافة مدن ساحل حضرموت".

ودعا الزبيدي، التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات إلى "التدخل تدخلاً عاجلاً للمساعدة في القضاء على الإرهاب في وادي حضرموت مثلما حدث في ساحل حضرموت والمناطق الأخرى"، مضيفاً: "التجربة أثبتت ان أبناء الأرض هم وحدهم القادرين على حماية أرضهم والذود عنها، ومن غير المعقول ان يحرس حضرموت من لا ينتمي لها، على القوات المنتشرة في وادي حضرموت أن تعود إلى مناطقها، فقتال الحوثي أوجب من البقاء في صحراء الجنوب ووديانه، ولا يعتقد احد أننا سنفرط بأي شيء".

وقال: "لن يستطيع أحد أن يرغم المجلس الانتقالي على القبول بمصير سياسي لا يمثل رغبة الجنوبيين ولا يعبر عن أرادتهم وتطلعاتهم، وهذا دور المجلس الانتقالي الذي لن نتوانى عن القيام به في كل الظروف". وزعم أن "الجميع في الجنوب قرر استعادة الوطـن الجنوبي من خاطفيه، وسيمضي الانتقالي الجنوبي قُدُماً متمسكين بثوابت القضية وطموح الشعب وآماله وأهدافه".

كما اعتبر الزبيدي أن "الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً، ليست حليفا صادقا وموثوقا لدول التحالف العربي، نظرا لسيطرتها من قبل جهات معادية للجنوب".

من جانبه دعا رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد سعيد بن بريك، في كلمته بالاجتماع كل أعضاء مجلس النواب اليمني للانضمام إلى ما أسماه "برلمان الجنوب الجمعية الوطنية"، لافتاً إلى مفاجأة سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القادمة.

وذكر بن بريك وهو محافظ حضرموت السابق، بأنه عندما تحرك المجلس الانتقالي إلى حضرموت تم تعزيز قوات المنطقة العسكرية الأولى في الوادي المكونة من سبعة ألوية، بلواءين جديدين، وأضاف: "نحن نراقبهم ونقول لهم لن تنفعكم هذه القوات لو أردنا تحرير الوادي بالقوة".

ويمتلك المجلس الانتقالي قوات محلية مدعومة من الإمارات العربية المتحدة وتناصب جماعة "الأخوان المسلمين" وجماعات إسلامية أخرى العداء، وتلك القوات تدعى "النخبة الشبوانية" و" النخبة الحضرمية" تدربت على يد قوات إماراتية وأمريكية في حضرموت وقامت بالانتشار  في ساحل حضرموت ومعظم مديريات ومناطق محافظة شبوة المجاورة.

ويُنصِّبُ المجلس الانتقالي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن المجلس يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.

ويفرض المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، سيطرته العسكرية على أغلب المناطق في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد. ونفذ المجلس في نهاية يناير العام الماضي، محاولة انقلاب عسكري فاشلة ضد الحكومة الشرعية.

ولا يقر الانتقالي الجنوبي بتبعيته لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ويؤكد أن مساندته لقوات التحالف بقيادة السعودية تندرج في أطار مساعيه لتحقيق "مشروع استعادة دولة الجنوب" حد تعبيره.

ويشهد اليمن حرباً دامية منذ قرابة أربع سنوات، بين قوات الرئيس هادي المسنودة بطيران التحالف العربي بقيادة السعودية والتحالف ، وجماعة الحوثيين (أنصار الله)، خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، وشردت ثلاثة ملايين مواطن داخل البلاد وفر الآلاف خارجها، فضلا عن تسببها بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفق الأمم المتحدة.

وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثييندعماً لقوات الرئيس هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet