خامنئي يؤكد مواصلة إيران تعزيز قدراتها الدفاعية رغم ضغوط واشنطن

طهران (ديبريفر)
2019-03-21 | منذ 5 سنة

المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي

Click here to read the story in English

أكد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، اليوم الخميس ، أن إيران ستواصل جهودها الرامية لتعزيز قدراتها الدفاعية والعسكرية ، رغم تزايد الضغوط الأمريكية لكبح برنامج طهران الخاص بالصواريخ الباليستية التي تقوم بتطويرها ويثير قلق الغربيين.

وقال خامنئي في كلمة له بمناسبة السنة الإيرانية الجدیدة، "أن أعداء الشعب الإیراني یمارسون الحرب النفسیة ، كما إن المشاكل الأساسية فی بلدنا مرتبطة بالحظر الأمريكي المفروض، وجانب یسیر منها مرتبط بقضایا داخلیة ".. معتبراً أن الحظر الأمريكي سیجعل إیران فی حالة اكتفاء ذاتی وأقل اعتماداً علي عائداتها النفطیة، خاصة أن أحدى اكبر مشاكل إيران  تكمن فی الاعتماد علي النفط بشكل أساسي.

وتفاقمت الضغوط والصعوبات والتحديات الاقتصادية على إيران ، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، في 8 مايو الماضي ، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الدولي الموقع بين الدول الكبرى وإيران عام 2015 من جانب واحد ، لكن باقي الدول الموقعة على الاتفاق ، وهي روسيا والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، رفضت الانسحاب وأكدت التزامها به.

وأعادت واشنطن بموجب هذا الانسحاب في 5 نوفمبر ، فرض كافة العقوبات التي تم تعليقها على طهران نتيجة التوصل إلى هذا الاتفاق غير المسبوق، بما فيها العقوبات على الدول التي لها أعمال واستثمار وتجارة مع إيران.

وأكد خامنئي في نبرة تحدي ، أن إيران ستواصل تطوير قواتها الدفاعية رغم أنف الأعداء وضغوط أمريكا ولن تخضع لضغوط الآخرین .. موضحاً " نحتاج لنقل إيران إلى نقطة يدرك عندها الأعداء أنهم لا يستطيعون تهديدها ، عقوبات أمريكا ستجعل إيران مكتفية ذاتيا“.

واعتبر خامنئي إن وضع الجمهوریة الإسلامية الإيرانية هي أفضل وأعلى من جمیع دول المنطقة من حیث الإمكانات العسكریة والدفاعیة ، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية " أرنا " .

يأتي حديث خامنئي رداً على تصريحات مسئولين في الإدارة الأمريكية مؤخراً ، حيث جددت الولايات المتحدة الأمريكية ، الثلاثاء ، تأكيدها على أن برنامج إيران الصاروخي يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط ويزيد من مخاطر حدوث "سباق تسلح إقليمي".

وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للحد من التسلح يليم بوليت، إن واشنطن ستتصدى بقوة "لنشر إيران صواريخ باليستية في المنطقة ونقلها أسلحة بصورة غير قانونية".

وفي مؤتمر لنزع السلاح عقد برعاية الأمم المتحدة ، حثت بوليت "كل الدول المسؤولة" على تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي التي تفرض قيوداً على نقل التكنولوجيا المتعلقة بالصواريخ إلى إيران.

وتصاعدت حدة المشاحنات بين قياديين أمريكيين وإيرانيين بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران وفرض عقوبات اقتصادية "غير مسبوقة" عليها ، وسط اتهامات بمواصلة نشاطها النووي والصاروخي والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار ودعم "الإرهاب".

ووسعت إيران برنامجها الصاروخي خاصة صواريخها الباليستية، في تحد لاعتراض الولايات المتحدة وللقلق الذي أبدته دول أوروبية.

ولعدم قدرتها على استيراد الكثير من الأسلحة بسبب العقوبات الدولية وحظر السلاح، طورت إيران صناعة أسلحة محلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال تصنيع العتاد العسكري، وكثيراً ما تعلن عن تصنيع أسلحة تقول إنه يمكنها مضاهاة المنظومات الغربية المتقدمة.

واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية ، في منتصف ديسمبر الماضي ، إيران بزيادة نشاطها الصاروخي الذي "خرج عن السيطرة.

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ، إن إيران تتحدى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي صدر لدعم الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران وقوى عالمية بطرق عديدة.

وأضاف بومبيو في مؤتمر صحفي  عقب جلسة لمجلس الأمن حينها ، أن إيران كانت وما زالت تقوم بعدد كبير من الاختبارات ونشر واسع للصواريخ.

وحذر بومبيو  إيران ، من المضي قدماً في تنفيذ ثلاث عمليات لإطلاق صواريخ إلى الفضاء، في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي، لأن تلك الصواريخ تستخدم تكنولوجيا الصواريخ البالستية.. موضحاً أن إيران أعلنت خططاً لإطلاق ثلاثة صواريخ خلال الأشهر المقبلة تطلق عليها اسم "مركبات إطلاق فضائية" .

ويدعو قرار مجلس الأمن إيران إلى عدم إجراء أنشطة تتعلق بالصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس نووية ، بما في ذلك عمليات الإطلاق التي تستخدم التكنولوجيا نفسها ، لكن القرار لم يصل إلى حد منعها صراحة من مثل هذه الأنشطة.

وحددت إيران طوعاً مدى صواريخها بألفي كيلومتر، ما يكفي لتصل إلى إسرائيل والقواعد الغربية في الشرق الأوسط ، لكن واشنطن وحلفاءها اتهموا طهران بمواصلة تعزيز قدراتها الصاروخية التي تشكل تهديداً لأوروبا.

وتقول إيران، التي تحظى بدعم روسي في مجلس الأمن،  إن البرنامج الصاروخي دفاعي تماماً ،لكن خبراء غربيين يشتبهون في أنه ربما يكون غطاء لتطوير تكنولوجيا صواريخ حربية.

يذكر أن الاتفاق النووي الدولي الموقع عليه في عام ٢٠١٥ بين الدول الست الكبرى و إيران لم يشمل الحديث عن الصواريخ الباليستية الإيرانية، ورفض المسؤولون الإيرانيون خلال السنة الأخيرة أية محاولة غربية لربط موضوع الصواريخ الباليستية بالاتفاق النووي، مؤكدين أن تطوير الصواريخ الباليستية حق مشروع لإيران لردع أعدائها.

ويؤكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ، أن طهران ستواصل تعزيز قدراتها الدفاعية والعسكرية يوماً بعد يوم ، معتبراً أن مخاوف الولايات المتحدة يدل على أنها الأسلحة الأكثر فاعلية .

وتثير البرامج الباليستية الإيرانية قلق الغربيين الذين يتهمون إيران بأنها تريد زيادة مدى صواريخها وزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط وإسرائيل.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet