فيما مسؤول تركي يؤكد إنها ليست خياراً بل ضرورة

واشنطن تمهل أنقرة أسبوعين للتخلي عن صفقة صواريخ إس-400 الروسية

واشنطن (ديبريفر)
2019-05-22 | منذ 5 سنة

منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400 ـ أرشيف

أمهلت الولايات المتحدة الأمريكية تركيا أسبوعين للتخلي عن صفقة شراء منظومة الدفاع الصاروخي "إس-400" روسية الصنع ، والتي ساهمت كثيراً في توتير العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي " الناتو " .

ونقلت قناة “إس إن بي سي” الأمريكية ، مساء الثلاثاء ، عن مصادر مطلعة لم تسمها ، أن الولايات المتحدة منحت تركيا أسبوعين لتخليها عن شراء منظومة الدفاع الصاروخي إس-400 الروسية، لصالح منظومة صواريخ باتريوت الأمريكية.

وذكرت المصادر "بحلول نهاية الأسبوع الأول من شهر يونيو المقبل ، يتعين على تركيا إلغاء الصفقة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات مع روسيا ، وشراء نظام الدفاع الصاروخي باتريوت الذي يصنع في الولايات المتحدة الأمريكية ، أو مواجهة فقدانها الحصول على 100 مقاتلة من طراز “إف 35″ وعدت بها، وفرض عقوبات أمريكية، فضلاً عن رد فعل محتمل من الحلف الأطلسي " الناتو”.

وحذرت واشنطن مراراً ، أنقرة من المضي في إتمام الصفقة المثيرة للجدل ، وهددت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من استبعاد تركيا نهائياً من شراء مقاتلات إف- 35 ، بعدما طلبت واشنطن من أنقرة الاختيار بين هذا النظام الدفاعي الروسي وشرائها مقاتلات أمريكية من نوع إف-35 التي تريد تركيا 100 منها.

كما هددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات، إذا واصلت مساعيها لشراء منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية إس-400 التي لا تتماشى مع أنظمة ومعدات حلف شمال الأطلسي "الناتو".

ومراراً يؤكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكبار المسئولين الأتراك عدم التراجع عن خطط أنقرة شراء منظومة "إس 400" الروسية للدفاع الصاروخي.

السبت الفائت ، جدد الرئيس أردوغان التأكيد أنه لا تراجع مطلقاً عن صفقة شراء بلاده منظومة الدفاع الصاروخي "إس-400" روسية الصنع .

وقال أردوغان خلال لقاء عقده، مساء السبت، مع طلاب جامعيين في مدينة اسطنبول، إن تركيا تسعى أيضاً إلى بحث إمكانية مشاركة روسيا في إنتاج منظومة الدفاع المتطورة جداً إس-500.

وأضاف أنه "لا شكوك على الإطلاق في ما يخص صفقة إس-400. ولن تكون هناك أي خطوات تراجعية إطلاقا".. معتبراً أن اتفاق شراء بلاده منظومات "إس-400" الروسية للدفاع الجوي "عمل منجز"، ومن المقرر أن "يبدأ توريدها، في يوليو المقبل، وربما حتى أسرع من ذلك".

وأضاف أردوغان : "روسيا عرضت شروطاً جيدة جداً علينا. وبعد ذلك سيبدأ الحديث عن منظومات إس-500، بما في ذلك عن إنتاجها المشترك، كما هو الحال مع إس-400".

وفيما يتعلق بمعارضة أمريكا الشديدة لهذه الصفقة .. قال الرئيس التركي إن : "أنقرة ستسلم مقاتلات F-35 ومعداتها عاجلاً أو آجلاً كما أن منظومات إس-400 ستدخل إلى تركيا ".

وأضاف "إنهم (الأمريكيون) يمررون الكرة في منتصف الملعب الآن، ويعبرون عن بعض الرفض. لكن امتناع (الولايات المتحدة) عن تسليمها ليس خياراً".

وكان مسؤولون أمريكيون وصفوا شراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي إس-400 بأنه "إشكالية كبيرة" قائلين إنها تهدد شراكة أنقرة في البرنامج المشترك لمقاتلات إف-35 الأمريكية التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن كونها وتهدد سلامة تلك المقاتلات وتعرضها للخطر.

وتخشى الولايات المتحدة والدول الأخرى الأعضاء في حلف الأطلسي التي تمتلك مقاتلات إف-35 أن يتمكن الرادار الخاص بمنظومة الصواريخ الروسية إس-400 من رصد ومتابعة المقاتلات مما يحد من قدرتها على تفادي الأسلحة الروسية.

وتقول الولايات المتحدة إن منظومة "إس 400" لا تتوافق ومعدات حلف شمال الأطلسي، وتخشى أن يخرق هذا النظام الروسي المتطور جداً الأسرار التكنولوجية للمقاتلة "إف 35" الأمريكية المتطورة والتي ترغب أنقرة بشرائها أيضاً.

فيما تعتبر أنقرة المخاوف الأمريكية مبالغ فيها وتحث واشنطن على تشكيل مجموعة عمل لتقييم المخاطر التي قد تمثلها منظمة إس-400 على المقاتلة إف-35.

ووقعت أنقرة وموسكو في ديسمبر 2017 ، على اتفاقية قرض بين البلدين، تشتري تركيا بموجبها أربع بطاريات "إس 400" بمبلغ 2.5 مليار دولار، في خطوة عمقت العلاقات العسكرية بين تركيا عضو حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا، لكنها أثارت غضب الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الحلف، لشعورها بالقلق من وجود روسيا في الشرق الأوسط، ومن أن النظام لا يتوافق مع دفاعات الحلف.

من جهته أكد نائب وزير الخارجية التركي ياووز سليم قيران، إن قرار أنقرة التزود بمنظومة إس-400 الروسية للدفاع الجوي، "لم يكن خيارا بل ضرورة".

وقال قيران ، في ندوة بعنوان “العلاقات التركية الأمريكية" أمس الثلاثاء في الكونغرس الأمريكي بواشنطن ، أن منظومة إس-400 لم تكن الخيار الأول لتركيا بل الأخير.

وأوضح أن تركيا أجرت مفاوضات دون جدوى مع الولايات المتحدة، من أجل الحصول على منظومة باتريوت، على مدار أكثر من 10 أعوام ، مضيفاً "بالطبع قرارنا بشأن إس-400 لا يعني تغييرا استراتيجيا في المسار".

وعلقت الولايات المتحدة مطلع ابريل الفائت ، تسليم تركيا معدات أرضية على علاقة باستخدام طائرات إف-35، وهي طائرات مصممة لتتمكن من الارتباط في الوقت الفعلي بالأنظمة العسكرية للحلف الأطلسي، وبينها تلك المتعلقة بأنظمة الدفاع المضادة للصواريخ.

وتسلمت تركيا في يونيو 2018 طائرتين من نوع إف-35 ، لكنهما بقيتا في قاعدة لوك الجوية قرب فونيكس في ولاية أريزونا، لأن الطيارين الأتراك الذين سيقودون هذا النوع من الطائرات لا يزالون يخضعون لدورات تدريبية.

وقالت تركيا وهي مشتر محتمل وشريك في إنتاج طائرات إف-35، إنه ليس هناك تعارض بين صفقة منظومة إس-400 وصفقة إف-35 وإنها لن تتخلى عن صفقتها مع موسكو.

وستكون تركيا أول دولة بحلف (الناتو) التي تحصل على نظام صواريخ أرض- جو الروسي، لكنه غير متلائم مع أنظمة الناتو، كما تُعد تركيا الدولة الثالثة بعد الصين والهند، التي أبرمت اتفاق مع روسيا لتزويدها بهذه المنظومات الدفاعية المتطورة.

ومنظومة "إس-400 تريومف" أحدث منظومة دفاع جوية بعيدة المدى، ومصممة من أجل تدمير الطيران والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية، بما في ذلك متوسطة المدى، كما يمكن استخدامها ضد الأهداف الأرضية، ويبلغ مداها 400 كيلومتر، وهي قادرة على تدمير الأهداف على ارتفاع 30 كيلومتر.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet