فيما الأردن يؤكد أن أي جهود لن تكون بديلاً لخطة سياسية شاملة لتنفيذ حل الدولتين

كوشنر يبدأ جولة شرق أوسطية للترويج لمؤتمر البحرين الاقتصادي وصفقة القرن

واشنطن - عمان ( ديبريفر)
2019-05-28 | منذ 5 سنة

جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي

Click here to read the story in English

بدأ جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره ، اليوم الثلاثاء ، على رأس وفد أمريكي جولة في عدد من دول الشرق الأوسط ، لحشد التأييد  للمؤتمر الاقتصادي العالمي الذي تنظمه الولايات المتحدة في البحرين نهاية الشهر المقبل ، يهدف لمساعدة الفلسطينيين ـ حد وصفها.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن كوشنر ، وجيسون جرينبلات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ، والممثل الأمريكي الخاص لإيران برايان هوك ، ومساعد كوشنر آبي بركويتس استهلوا جولتهم بالعاصمة المغربية الرباط ، لينتقلوا بعدها إلى العاصمة الأردنية عمان ، على أن يصلوا إسرائيل يوم الخميس.

وذكر المسؤول لـ"رويترز" بأن من أهداف الجولة الشرق أوسطية هذا الأسبوع ، حشد التأييد لمؤتمر يعقد يومي 25 و26 يونيو المقبل في العاصمة البحرينية المنامة ، حيث من المقرر أن يكشف فيه كوشنر النقاب عن الجزء الأول من خطة ترامب للسلام المثيرة للجدل بين إسرائيل والفلسطينيين التي طال انتظارها ، والتي يطلق عليها إعلامياً "صفقة القرن".

وسيجتمع كوشنر بعد ذلك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في لندن ، خلال الزيارة التي سيقوم بها ترامب للمملكة المتحدة الأسبوع المقبل.

والجولة تشبه تلك التي قام بها كوشنر وجرينبلات في فبراير الماضي لدول الخليج ، بهدف حشد التأييد للشق الاقتصادي من خطة السلام في الشرق الأوسط التي يعكفان على وضعها بطلب من ترامب.

وأعلنت الولايات المتحدة والبحرين في بيان مشترك عن عقد مؤتمر في المنامة بعنوان "السلام من أجل الازدهار" في 25 و26 يونيو المقبل.

وقالت مصادر مطلعة ، إن المؤتمر الذي من المتوقع أن تشارك فيه إسرائيل ودول عربية هو الجزء الأول من خطة سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتُعرف بـ"صفقة القرن".

ومن المتوقع أن تشجع الخطة، الدول العربية المانحة على الاستثمار في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل معالجة القضايا السياسية الشائكة التي تمثل جوهر الصراع.

وتعتقد الإدارة الأمريكية أن الفلسطينيين سيشعرون بالرضا عن استثمارات وحوافز اقتصادية تنتشلهم من الواقع الاجتماعي والاقتصادي المتراجع ، كبديل "مفترض" عن الدولة المستقلة التي يطالب بها الفلسطينيون ويعتبرونها شرطاً لأي مفاوضات سلام دائم مع الإسرائيليين.

وتتضمن خطة السلام في شقها الاقتصادي "المعلن" مساعدة الفلسطينيين على تعزيز اقتصادهم وتوفير مستقبل أفضل للفلسطينيين، بينما يتضمن الشق السياسي "غير المعلن" ما يتعلق بالقضايا الجوهرية مثل حق العودة والمستوطنات والوضع النهائي للقدس وقضايا أخرى تفضل الإدارة الأمريكية تأجيل البت بها ومناقشتها في المرحلة الراهنة.

وأعلنت السلطة الفلسطينية مقاطعتها لمؤتمر البحرين ، فيما أعلنت السعودية والإمارات إنهما ستشاركان في المؤتمر ، كما نقل مسؤول أمريكي بارز عن مسؤولين من قطر قولهم في أحاديث خاصة إن بلادهم من المتوقع أن تحضر كذلك.

ومن المتوقع أن يشارك في مؤتمر المنامة ما بين 300 و400 ممثل ومسؤول تنفيذي من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وربما بعض رجال الأعمال الفلسطينيين.

وقال مصدر مطلع على الترتيبات إن مصر والأردن وعمان ودول مجموعة السبع سترسل فيما يبدو ممثلين للمؤتمر.

من جهته اعتبر وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي ، اليوم الثلاثاء ، إن أي طرح اقتصادي لمعالجة الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين "لا يمكن أن يكون بديلا لخطة سياسية شاملة لتنفيذ حل الدولتين".

ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية ، أكد الصفدي خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الايرلندي سيمون كوفني أن "أي طرح اقتصادي لمعالجة تداعيات الصراع لا يمكن أن يكون بديلا لخطة سياسية شاملة لتنفيذ حل الدولتين".

وشدد الصفدي على "ضرورة أن تنطلق جميع الجهود المستهدفة حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من حقيقة أن السلام سبيله إنهاء الاحتلال واعتماد خطوات عملية لتحقيق ذلك".

وأضاف "ذلك يكون عبر حل الدولتين الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على خطوط 4 يونيو 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وكان جاريد كوشنر ، أعلن أواخر أبريل الفائت، أن خطته المنتظرة للسلام في الشرق الأوسط التي يطلق عليها إعلامياً "صفقة القرن" تكرس القدس عاصمة لإسرائيل ولن تأتي على ذكر حلّ الدولتين وستكون نقطة بداية جيدة لمعالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ومن المفترض أن تعلن الإدارة الأمريكية الخطة التي يجري إعدادها منذ عامين، في يونيو القادم، وتتألف من شقين رئيسيين أحدهما سياسي ويتعلق بالقضايا الجوهرية مثل وضع القدس، والآخر اقتصادي يهدف لمساعدة الفلسطينيين على تعزيز اقتصادهم.

ويقود كوشنر، الذي يوصف بمهندس صفقة القرن، فريقاً من البيت الأبيض يعمل منذ قرابة العامين على صياغة خطة السلام المثيرة للجدل، والتي ما زالت قيد السرية، لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل بما فيها القدس واللاجئين والمستوطنات.

ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة هذه الخطة، ويتهم واشنطن بالانحياز لإسرائيل، وتعهد مراراً بعدم السماح بتمرير الصفقة التي يقول إنها "تسقط القدس واللاجئين وتبقي المستوطنات الإسرائيلية، وتعطي إسرائيل هيمنة أمنية".

 أمس الاثنين ، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه للمؤتمر الاقتصادي العالمي الذي تنظمه الولايات المتحدة الأمريكية في البحرين الشهر المقبل، قائلاً إن حل القضية الفلسطينية يجب أن يبدأ بالقضية السياسية .

وأضاف الرئيس الفلسطيني أن "من يريد حل القضية الفلسطينية عليه أن يبدأ بالقضية السياسية، وليس ببيع أوهام المليارات التي لا نعلق عليها آمالاً ولا نقبل بها لأن قضيتنا سياسية بامتياز... قضيتنا تتقدم خطوة خطوة وسنصل بإذن الله إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

ووصف عباس صفقة القرن بـ "صفقة العار"، مضيفاً ستذهب هذه الصفقة إلى الجحيم بإذن الله، وسيذهب المشروع الاقتصادي الذين يعملون على عقده الشهر المقبل ليقدموا لنا أوهاماً إلى الجحيم كذلك "، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

ولفت إلى أن حكومته لن تقبل بهذا الاجتماع ونتائجه، لأنهم يبيعون للفلسطينيين الأوهام التي لن يصل شيء منها إطلاقاً،مستطرداً " نحن لسنا بحاجة لدعمهم لأننا بفضل جهود أبناء شعبنا الفلسطيني قادرون على أن نبني دولة عصرية حديثة بكل امتياز".

ويتهم الفلسطينيون ترامب بالانحياز لإسرائيل، خاصة بعدما أعلن في 6 ديسمبر 2017، اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ثم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في 14 مايو العام الماضي.

ومنذ ذلك التاريخ قطع الفلسطينيون اتصالاتهم مع البيت الأبيض، ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس التعاطي مع إدارة ترامب، كما رفض الاجتماع مع فريق ترامب الخاص لإعداد خطة السلام "صفقة القرن".

ودعت القيادة الفلسطينية إلى رعاية دولية لعملية السلام كبديل عن الرعاية الأمريكية وإن كانت تقبل أن تكون الولايات المتحدة جزءاً من هذه الرعاية الدولية.

ويريد الفلسطينيون تأسيس دولتهم المنشودة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، واحتلت إسرائيل تلك الأراضي عام 1967 وضمت إليها القدس الشرقية وأعلنت عام 1980 كامل القدس بشطريها "عاصمة أبدية" لها.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet