فيما أنقرة ترفض قرار الكونغرس بفرض عقوبات عليها

الكرملين: سنسلم منظومة "إس 400" لتركيا في يوليو في الوقت المحدد ولا مشاكل

موسكو ـ أنقرة - واشنطن (ديبريفر)
2019-06-12 | منذ 5 سنة

منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية المتطورة إس 400 ومقاتلات اف 35 الأمريكية

أعلنت الرئاسة الروسية "الكرملين"، يوم الثلاثاء، أن عملية تسليم منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية "إس-400" إلى تركيا ستتم في وقتها المحدد خلال يوليو المقبل، وذلك في ظل تصاعد  توتر بين أنقرة وواشنطن حول هذه الصفقة المثيرة للجدل.

 

وقال يوري أوشاكوف أحد مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصحفيين يوم الثلاثاء "إن الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين روسيا وتركيا يتم الالتزام  بها في موعدها المحدد، ولا توجد مشكلات بين الجانبين".

 

 ورداً على سؤال حول موعد تسليم موسكو المنظومة الصاروخية لأنقرة خلال يوليو، أكد المسئول الروسي "نعم سيتم التسليم في هذا الموعد وفقا للخطة الموضوعة، وهذا ما ننوي القيام به بطريقة أو بأخرى".

 

يأتي تأكيد الكرملين تسليم أنقرة منظومة الصواريخ المتطورة "إس – 400"، بعد أيام قليلة من إعلان سيرغي تشيميزوف رئيس مجموعة روستيخ الروسية الحكومية إن بلاده ستبدأ تسليم منظومة صواريخ إس-400 لتركيا خلال الشهرين القادمين.

 

وقال تشيميزوف، في مقابلة تلفزيونية على هامش منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، يوم الجمعة، إن تنفيذ الصفقة يسير وفق ما خطط له مع الجانب التركي، وسيتم خلال شهرين البدء بتسليم منظومة "إس-400" إلى أنقرة.

 

وأضاف: "لقد استلمنا دفعات مالية مسبقة، وتم تجهيز القرض المالي للصفقة وإنفاق كل ذلك على المعدات التي تم إنتاجها بالفعل، كما أننا انتهينا عملياً من تدريب الجانب التركي على استخدام المنظومة".

 

ووقعت أنقرة وموسكو في ديسمبر 2017، على اتفاقية قرض بين البلدين، تشتري تركيا بموجبها أربع بطاريات "إس 400" بمبلغ 2.5 مليار دولار، في خطوة عمقت العلاقات العسكرية بين تركيا عضو حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا، لكنها أثارت غضب الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الحلف، لشعورها بالقلق من وجود روسيا في الشرق الأوسط، ومن أن النظام لا يتوافق مع دفاعات الحلف.

 

وأثار شراء تركيا لمنظومة صواريخ الدفاع الجوي "إس 400" الروسية، استياء الولايات المتحدة الأمريكية التي تقول إن هذه المنظومة ستشكّل خطراً على أنظمة حلف شمال الأطلسي"الناتو"، باعتبار أنقرة عضواً فيه.

 

الكونغرس يقر عقوبات

 

وتؤكد واشنطن أن المنظومة الصاروخية الروسية قد تقوض قدرات الطائرات "إف 35" المقاتلة الأمريكية، التي تبرم بشأنها صفقة أخرى مع تركيا شريكتها في حلف "الناتو".

 

 وهدد البنتاغون مراراً، أنقرة باستبعادها نهائياً من برنامج المقاتلة "إف 35" الأمريكية، في حال أقدمت على شراء منظومة "إس 400"، بعدما طلبت واشنطن من أنقرة الاختيار بين هذا النظام الدفاعي الروسي وشرائها مقاتلات أمريكية من نوع إف-35 التي تريد تركيا 100 منها.

 

وأمهل البنتاغون تركيا حتى 31 يوليو، للعدول عن شراء أنظمة الدفاع الجوي الروسية "إس-400″، التي تعتبر واشنطن أنها تتضارب مع برنامج "إف-35"، ولا تتماشى مع أنظمة ومعدات حلف شمال الأطلسي "الناتو".

 

وقال مسؤولون أمريكيون يوم الاثنين إن تدريب الطيارين الأتراك على طائرات مقاتلة من طراز إف-35 توقف بشكل أسرع من المتوقع في قاعدة جوية في ولاية أريزونا، حيث انتهت مشاركة أنقرة بسبب الخلاف الدائر حول أنظمة إس-400.

 

 وهددت الولايات المتحدة الأمريكية، تركيا بإيقاع عقوبات وصفتها بـ"الوخيمة" من شأنها أن تضر الاقتصاد التركي المصاب بالركود بالفعل وتثير تساؤلات حول دور تركيا في منظمة حلف شمال الأطلسي ، في حال استكملت صفقة شراء منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية "إس 400".

 

ويوم الاثنين وافق مجلس النواب الأمريكي على قرار فرض العقوبات على أنقرة. وطرح القرار في مايو تحت عنوان "إبداء القلق بشأن التحالف بين الولايات المتحدة وتركيا".

 

ويطالب القرار تركيا بإلغاء صفقة شراء أنظمة إس-400 ويدعو إلى فرض عقوبات عليها إذا قبلت تسلمها وهو الأمر الذي قد يحدث قريبا في يوليو. واعتبر القرار أن الصفقة ستقوض التحالف الدفاعي عبر الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة.

 

 

 

تركيا ترد

 

إلى ذلك اعتبرت وزارة الخارجية التركية في بيان، يوم الثلاثاء، أن قرار مجلس النواب الأمريكي، الذي ينتقدها بسبب شراء أنظمة دفاعية روسية ويحث على فرض عقوبات عليها، يمثل تهديداً غير مقبول.

 

 وقالت الخارجية التركية إن سياستها الخارجية ونظامها القضائي يتعرضان للإساءة من خلال مزاعم "جائرة" و"لا أساس لها" في القرار.

 

وأكدت أنه من غير المقبول اتخاذ قرارات لا تؤدي إلى زيادة الثقة المتبادلة ومواصلة الإبقاء على لغة التهديدات والعقوبات على جدول الأعمال وتحديد مهلات مصطنعة مختلفة.

 

وتقول الولايات المتحدة إن حصول تركيا على أنظمة الدفاعات الجوية الروسية إس-400 يشكل تهديدا لطائرات الشبح المقاتلة إف-35 التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن وتخطط تركيا أيضا لشرائها.

 

وقال إليوت إنجل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، يوم الاثنين "نادراً ما نرى هذا الأمر في الشؤون الخارجية، لكن هذه قضية أسود وأبيض. لا يوجد حل وسط. إما أن يلغي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الصفقة الروسية، أو لا يفعل".. مؤكداً أنه "لا يوجد مستقبل لأن تمتلك تركيا أسلحة روسية وطائرات إف-35 الأمريكية. لا يوجد خيار ثالث".

 

ورغم تصاعد حدة التحذيرات والتهديدات الأمريكية، إلا أنه يبدو أن تركيا تمضي قدما في شراء أنظمة إس-400. وأكد الرئيس التركي الأسبوع الماضي أنه "غير وارد" بالنسبة لتركيا التراجع عن اتفاقها الذي أبرمته مع روسيا لشراء منظومة صواريخ "إس-400" الدفاعية رغم الضغوط الأمريكية.

 

وستكون تركيا أول دولة بحلف (الناتو) التي تحصل على نظام صواريخ أرض- جو الروسي، لكنه غير متلائم مع أنظمة الناتو، كما تُعد تركيا الدولة الثالثة بعد الصين والهند، التي أبرمت اتفاقا مع روسيا لتزويدها بهذه المنظومات الدفاعية المتطورة.

 

ومنظومة "إس-400 تريومف" أحدث منظومة دفاع جوية بعيدة المدى، ومصممة من أجل تدمير الطيران والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية، بما في ذلك متوسطة المدى، كما يمكن استخدامها ضد الأهداف الأرضية، ويبلغ مداها 400 كيلومتر، وهي قادرة على تدمير الأهداف على ارتفاع 30 كيلومتر.

 

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet