البنتاغون يؤكد استمرار التعاون مع تركيا رغم شرائها منظومة

واشنطن (ديبريفر)
2019-06-16 | منذ 5 سنة

منظومة اس400 الروسية ، ومقاتلات إف 35 الأمريكية

أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، يوم السبت، استمرار علاقات التعاون الأمريكية التركية حتى إذا أقدمت على شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية المتطورة "إس – 400" ، واستبعادها من برنامج  المقاتلة "إف-35"

ونقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن المتحدث باسم البنتاغون لشؤون حلف شمال الأطلسي (الناتو)  وأوروبا، مايكل أندروز، قوله "نقدر العلاقة الإستراتيجية مع تركيا، وتعاوننا معها متعدد الأهداف من خلال إجراء تمارين مشتركة مع القوات التركية مثل مناورات نسر الأناضول وليس التنسيق معها محصورا ببرنامج طائرات إف-35 المقاتلة " الشبح الأمريكية ".

ورداً على سؤال حول إمكانية تعليق قرار مشاركة تركيا في برنامج إف 35، في حال تراجعها عن شراء منظومة إس 400، أفاد أندروز بأن "كل القرارات قابلة للتغير والتراجع إذا ما قررت تركيا إلغاء صفقة إس 400 قريبا".

ومضى قائلاً "واشنطن حينها ستعيد الترحيب بتركيا مجددا في البرنامج"، مشيراً إلى أنه "لا تزال هناك محادثات مع الأتراك حول الأمر".

ووقعت أنقرة وموسكو في ديسمبر 2017، على اتفاقية قرض بين البلدين، تشتري تركيا بموجبها أربع بطاريات "إس 400" بمبلغ 2.5 مليار دولار، في خطوة عمقت العلاقات العسكرية بين تركيا عضو حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا، لكنها أثارت غضب الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الحلف، لشعورها بالقلق من وجود روسيا في الشرق الأوسط، ومن أن النظام لا يتوافق مع دفاعات الحلف.

وأثار شراء تركيا لمنظومة صواريخ الدفاع الجوي "إس 400" الروسية، استياء الولايات المتحدة الأمريكية التي تقول إن هذه المنظومة ستشكّل خطراً على أنظمة حلف شمال الأطلسي"الناتو"، باعتبار أنقرة عضواً فيه.

وتؤكد واشنطن أن المنظومة الصاروخية الروسية قد تقوض قدرات الطائرات "إف 35" المقاتلة الأمريكية، التي تبرم بشأنها صفقة أخرى مع تركيا شريكتها في حلف "الناتو".

وهدد البنتاغون الشهر الفائت، أنقرة باستبعادها نهائياً من برنامج المقاتلة "إف 35" الأمريكية، في حال أقدمت على شراء منظومة "إس 400"، بعدما طلبت واشنطن من أنقرة الاختيار بين هذا النظام الدفاعي الروسي وشرائها مقاتلات أمريكية من نوع إف-35 التي تريد تركيا 100 منها.

وأكد القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، باتريك شاناهان، للصحفيين في 4 مايو الماضي ، أن بلاده ستحذف تركيا نهائيا من مشروع مشتري المقاتلات الأمريكية "إف-35"، في حال شراء أنقرة أنظمة "إس-400" الصاروخية الروسية، موضحاً أنه ناقش الموضوع حول مشاركة تركيا في هذا المشروع مع قيادة شركتي "لوكهيد مارتن" و"يونايتد تيكنولوجيس".

كما أمهل البنتاغون تركيا حتى 31 يوليو القادم، للعدول عن شراء أنظمة الدفاع الجوي الروسية "إس-400″، التي تعتبر واشنطن أنها تتضارب مع برنامج "إف-35"، ولا تتماشى مع أنظمة ومعدات حلف "الناتو".

من جهته اعتبر المتحدث باسم البنتاغون لشؤون السياسات الدولية، إيريك باهون، إن “موسكو تسعى لاستغلال الانقسام الناجم عن صفقة إس 400 من أجل كسر العلاقة العميقة بين واشنطن وأنقرة”.

ونقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن باهون القول ، يوم السبت ، " أكبر هدية يمكن أن تحصل عليها روسيا هي إحداث انقسام في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وهو أمر لن يحدث، علاقتنا مع تركيا ستستمر، فنحن حلفاء لسبعين عاما تقريبا".

وأكد باهون أن المحادثات بين واشنطن وأنقرة لم تنقطع وأن بلاده ترغب في " أن تلغي تركيا الصفقة مع روسيا وتأخذ نظام الباتريوت المستخدم في حلف الناتو، وما زلنا نتحاور مع أنقرة حول هذا الشأن".

وهددت الولايات المتحدة الأمريكية، تركيا بإيقاع عقوبات وصفتها بـ"الوخيمة" من شأنها أن تضر الاقتصاد التركي المصاب بالركود بالفعل ، وتثير تساؤلات حول دور تركيا في منظمة حلف شمال الأطلسي، في حال استكملت صفقة شراء منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية "إس 400".

وتستند واشنطن في فرض عقوباتها على أنقرة إلى قانون "ماجنيتسكي"، و "قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات"، الذي يسمح بفرض عقوبات ضد الجهات التي تتعامل تجاريا مع أجزاء من الدولة الروسية.

ويوم الاثنين ، وافق مجلس النواب الأمريكي على قرار فرض العقوبات على أنقرة. وطرح القرار في مايو تحت عنوان "إبداء القلق بشأن التحالف بين الولايات المتحدة وتركيا".

ويطالب القرار تركيا بإلغاء صفقة شراء أنظمة إس-400 ويدعو إلى فرض عقوبات عليها إذا قبلت تسلمها وهو الأمر الذي قد يحدث قريبا في يوليو. واعتبر القرار أن الصفقة ستقوض التحالف الدفاعي عبر الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة

أمس الجمعة ، هدد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو أن بلاده ستتخذ خطوات مماثلة" إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أنقرة بسبب شراء منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية من طراز "إس 400"، وذلك في ظل تصاعد توتر بين أنقرة وواشنطن حول هذه الصفقة المثيرة للجدل.

وقال أوغلو خلال مقابلة بثها التلفزيون التركي ردا على سؤال بشأن العقوبات الأمريكية المحتملة "إذا اتخذت الولايات المتحدة أي إجراءات سلبية نحونا فسوف نرد بالمثل".

وأكد إصرار بلاده على مواصلة صون استقلال الشعب التركي وحريته فيما يتصل بإتمام صفقة أنظمة إس-400. ولن تتراجع إطلاقا خطوة بغض النظر عن النتائج.

وشدد على أنه من المستحيل إلغاء صفقة شراء منظومة إس-400 الروسية التي من المتوقع أن تتسلمها تركيا الشهر المقبل، رغم التحذيرات الأمريكية من أنها ستؤدي إلى استبعاد أنقرة من برنامج طائرات إف-35 المقاتلة " الشبح".

وستكون تركيا أول دولة بحلف (الناتو) التي تحصل على نظام صواريخ أرض- جو الروسي، لكنه غير متلائم مع أنظمة الناتو، كما تُعد تركيا الدولة الثالثة بعد الصين والهند، التي أبرمت اتفاقا مع روسيا لتزويدها بهذه المنظومات الدفاعية المتطورة.

ومنظومة "إس-400 تريومف" أحدث منظومة دفاع جوية بعيدة المدى، ومصممة من أجل تدمير الطيران والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية، بما في ذلك متوسطة المدى، كما يمكن استخدامها ضد الأهداف الأرضية، ويبلغ مداها 400 كيلومتر، وهي قادرة على تدمير الأهداف على ارتفاع 30 كيلومتر.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet