الأغذية العالمي يعلق مساعداته الإنسانية في العاصمة اليمنية صنعاء

صنعاء ـ نيويورك (ديبريفر)
2019-06-17 | منذ 5 سنة

الحوثيون "قرار برنامج الأغذية العالمي لا إنساني

 

علّق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة المساعدات الإنسانية التي يقدمها للمحتاجين في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين (أنصار الله).

واعتبر الحوثيون "قرار برنامج الأغذية العالمي لا يرتقي إلى أي مستوى إنساني ومخالف للأعراف والمعايير الدولية الإنسانية"، وزعموا أن "هذا القرار اتخذ من ممر سياسي" وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء والتي تديرها الجماعة.

وحسب الوكالة فقد "ناقش اجتماع طارئ للجنة الفنية للإغاثة الإنسانية بأمانة العاصمة اليوم، تداعيات تعليق برنامج الأغذية العالمي للمساعدات الإنسانية بالأمانة".وشدد "على ضرورة تنسيق الجهود لمعالجة تداعيات هذا القرار من قبل المكاتب المعنية والهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية."


وفي إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين حذر ديفيد بيزلي مدير برنامج الأغذية العالمي من احتمال البدء في تعليق المساعدات الغذائية في اليمن تدريجياً هذا الأسبوع بسبب تحويل المساعدات لأغراض غير المخصصة لها وغياب استقلالية العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

ودعا بيزلي الحوثيين إلى تنفيذ اتفاقيات للسماح لبرنامج الغذاء العالمي بالعمل بشكل مستقل.

وقال للمجلس "إذا لم نتلق هذه التأكيدات، فسنبدأ تعليق المساعدات الغذائية تدريجياً، وعلى الأرجح قرب نهاية هذا الأسبوع. وإذا بدأنا التعليق، فسنواصل برنامجنا لتغذية الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والنساء الحوامل والأمهات الجدد".

وفي مايو الماضي هدد البرنامج التابع للأمم المتحدة بوقف توزيع المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين شمالي اليمن، بسبب مخاوف من وقوع "اختلاسات" وعدم إيصال المساعدات لمستحقيها.

وقال المدير التنفيذي للبرنامج في رسالة تحذيرية للقيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى الذي انشأته جماعة الحوثيين لإدارة الحكم في المناطق الخاضعة لسيطرتها، إنه في الأسابيع الماضية إن "عناصر في جماعة أنصار الله جاءت بطلبات جديدة تقوّض الاتفاقات الموقّعة"، مشدداً على ضرورة عمل البرنامج باستقلال واختيار المستفيدين بنفسه.

ودعا بيزلي القيادي الحوثي مهدي المشاط إلى "التقيّد بالاتفاقات"، محذراً من أنه إذا لم يتم تطبيق نظام اختيار المستفيدين والبصمة كما جرى التوافق عليه، فإن البرنامج "لن يكون إلا أمام خيار تعليق توزيع الغذاء في المناطق الخاضعة لسيطرة أنصار الله".

وفي وقت سابق اليوم الإثنين نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية عن مصادر مطلعة في صنعاء القول إن جماعة الحوثيين رفضت كافة المساعي التقريبية التي قادتها منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي بين برنامج الأغذية العالمي وقادة الجماعة، والرامية إلى إقناع الأخيرين بالموافقة على نظام البصمة لصرف المساعدات للمستفيدين.


وذكرت المصادر أن سلسلة لقاءات أجرتها المسؤولة الأممية مع مختلف القادة الحوثيين خلال الأيام الماضية شملت رئيس حكومة الحوثيين عبد العزيز بن حبتور ووزير خارجيته هشام شرف، والقيادي الأبرز في الجماعة أحمد حامد المعيّن مديراً لمكتب رئاسة الجمهورية، رئيساً لمجلس إدارة الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية التي أنشاتها الجماعة لإدارة ملف المساعدات الدولية في مناطق سيطرة الجماعة، غير أنها لم تفض إلى اتفاق.


وكشفت المصادر عن تمسك القيادي الحوثي أحمد حامد بضرورة خضوع توزيع المساعدات الغذائية لإشراف الجماعة ورفض نظام البصمة الذي يحاول برنامج الأغذية اعتماده للحد من سرقة المعونات.

وسبق أن اتهم برنامج الأغذية العالمي في ديسمبر الماضي، جماعة الحوثيين، بنهب وسرقة المساعدات الغذائية المخصصة لملايين المحتاجين في البلاد وبيعها في أسواق المحافظات والمدن الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وكان القيادي الحوثي أحمد حامد قال الثلاثاء الفائت خلال لقائه ليز غراندي، "إذا كان نظام البصمة هو الغاية لدى بعض المنظمات وهذا ما نلاحظه من إصرارهم في هذا الشأن، فوسائل التدقيق والتأكد متعددة ونحن جاهزون لدراسة وبحث كافة الخيارات الضامنة لسلامة القوائم ووصول المساعدات للمستفيدين، وبالإمكان أن يشمل ذلك فرق فنية لدراسة تلك الخيارات وعمل إجراءات التحقق اللازمة بما لا يخل بالقوانين".

وزعم "الحرص على بقاء برنامج الأغذية وكافة المنظمات العاملة في الساحة وسيتم تقديم كافة التسهيلات لها"، مستدركاً "ولكن إذا كان لدى البعض نية للمغادرة فنحن لا نستطيع منعه ولا يمكن أن نقدم تنازلات من شأنها الإضرار بالبلد".

ويوم الأربعاء الماضي اتهم برنامج الأغذية العالمي  جماعة الحوثيين (أنصار الله) بعرقلة بدء العمل بنظام القياسات الحيوية للتحقق من الهوية لتحديد الأشخاص الأكثر احتياجاً للمساعدات.

وقال المتحدث باسم البرنامج، إيرفيه فيروسيل، ، إن "استمرار وقف تسجيل بيانات القياسات الحيوية من جانب بعض قياديي جماعة الحوثي، يقوض عملية أساسية تتيح لنا التحقق بصورة مستقلة من أن الغذاء يصل للأشخاص الذين صاروا على شفا المجاعة".

ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014 ما أنتج أوضاعاً إنسانية صعبة، جعلت معظم سكان هذا البلد الفقير بحاجة إلى مساعدات عاجلة، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"،  وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet