فيما قيادي في "الانتقالي الجنوبي" ينفي ذلك

حكومة الحوثيين تندد بالترحيل "العنصري" لأبناء المحافظات الشمالية من عدن وتؤكد استعدادها لاستقبالهم

صنعاء (ديبريفر)
2019-08-03 | منذ 4 سنة

يمنيون شماليون على متن شاحنات يتم ترحيلهم خارج عدن

وصفت حكومة الإنقاذ الوطني في العاصمة اليمنية صنعاء، والخاضعة لجماعة الحوثيين (أنصار الله)، اليوم السبت، عمليات الترحيل القسري لأبناء المحافظات الشمالية من مدينة عدن جنوبي البلاد، بـ"العنصرية والمناطقية المقيتة".

وندد وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ الناطق الرسمي باسمها، القيادي الحوثي البارز ضيف الله الشامي، في تصريح نقلته قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين اليوم السبت، بما "يحصل لأبناء المحافظات الشمالية في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً (الشرعية) عاصمة مؤقتة للبلاد.

واعتبر الشامي أن ما يجري في عدن لأبناء المحافظات الشمالية "ظلم وبطش وتهجير وإغلاق للمحلات من قبل أذناب الاحتلال ومرتزقتهم بدوافع عنصرية ومناطقية مقيتة"، في إشارة لما تقوم به قوات موالية للإمارات العربية المتحدة ومدعومة منها في عدن من عمليات ترحيل وطرد للمواطنين الذين ينتمون للمحافظات الشمالية منذ الخميس الفائت.

وأكد ناطق حكومة الحوثيين، استعداد حكومته لاستقبال المواطنين المرحلين من عدن وإفساح المجال لهم للعيش بكرامة والعمل بكل حرية في صنعاء أو في أي محافظة أخرى من المحافظات الواقعة تحت سلطة حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي الأعلى الذي أنشأه الحوثيين كمجلس حكم للمناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وقال القيادي الحوثي إن "حكومة الإنقاذ ستدافع عن اليمنيين أينما كانوا. صنعاء عاصمة كل اليمنيين والحاضنة الأم لكل المواطنين من شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه وكذلك الحال في بقية المحافظات غير المحتلة".

وتابع قائلاً: "إن العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الحرة تتسع لكل أبناء الوطن في ظل ما تنعم به من أمن واستقرار، وتوفير الأسباب والظروف الممكنة والملائمة للعيش بحرية وكرامة رغم الظروف الصعبة الناتجة عن العدوان والحصار".

ومنذ مساء الخميس الفائت، تقوم قوات الحزام الأمني في عدن والمدعومة من الإمارات العربية المتحدة والموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المسلح، بتنفيذ عمليات اعتقال وترحيل وطرد طالت المئات من ابناء المحافظات الشمالية من محافظة عدن جنوبي اليمن في حملات يصفها المراقبون بـ"عنصرية".

وروى لوكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، شاهدا عيان من أبناء مدينة عدن، تفاصيل عمليتين تم فيهما اعتقال وترحيل قوات الحزام الأمني مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية يعملان في مهن بسيطة.

تأتي عمليات ترحيل اليمنيين الشماليين عقب سقط ما لا يقل عن 50 قتيلاً وعشرات الجرحى في هجومين استهدافا صباح الخميس عرضاً عسكرياً ومركز شرطة في محافظة عدن.

وأعلنت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، مسؤوليتها عن أحد الهجومين، مؤكدة أنها استهدفت بطائرة مسيّرة وصاروخ باليستي قصير المدى، عرضاً عسكرياً لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وقوات الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً في معسكر الجلاء بمديرية البريقة غربي عدن، قتل فيه 37 عسكرياً بينهم قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير اليافعي المكنى بـ"أبو اليمامة".

وجاء هجوم الحوثيين بعد دقائق من هجوم آخر قُتل فيه 13 جندياً بتفجير سيارة مفخخة استهدف مقر شرطة في مديرية الشيخ عثمان بعدن، وأعلن تنظيم "داعش" المسؤولية عنه، يوم الجمعة.

ويعيش اليمن منذ نحو أربع سنوات ونصف، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية.

وكانت قوات الحزام الأمني بمحافظة عدن المدعومة إماراتياً أغلقت، يوم الخميس، كافة المنافذ البرية بين المحافظات الشمالية والجنوبية ومنعت حركة المغادرة إلى خارج اليمن عبر مطار عدن أحد المنفذين الرئيسيين لمغادرة البلاد، واعتقلت المئات من أبناء المحافظات الشمالية من مالكي وعمال محلات تجارية ومطاعم وبوفيهات وسيارات أجرة ونازحين من الحديدة وتعز، وتم نقلهم على متن ناقلات وشاحنات كبيرة إلى حدود محافظة تعز "الشمالية، بحجة الاشتباه وتقديمهم معلومات لجماعة الحوثيين.

ورغم توجيهات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مساء أمس الجمعة، السلطات المحلية والأجهزة الأمنية في المحافظات الجنوبية بوقف عمليات الترحيل التي طالت أبناء المحافظات الشمالية، إلا أن ذلك لم يتم لا سيما مع سيطرة قوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المسلح ولدولة الإمارات، على أغلب المناطق في جنوبي البلاد.

وفي وقت لاحق اليوم السبت، نفى عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، فضل الجعدي، أن تكون هناك عمليات ترحيل لمواطنين "شماليين" من مدينة عدن، متهماً من أسماهم "خصوم الجنوب" ببث الإشاعات.

وقال الجعدي في تغريدات له بتويتر: "تعج مواقع خصوم الجنوب الإعلامية ببث الإشاعات ونشر فيديوهات ملفقة عن طرد اخواننا من مواطني الشمال، وبقدر فجاجة هذا الكذب وهذه الحرب الإعلامية التي تهدف إلى تشويه الجنوب أخلاقيا والإضرار بقضيته، بقدر غباوة من يتماهى مع هذا الزيف".

وزعم أن "الجنوب عانى كثيرا من الظلم والاستبداد لكنه لم ينسى مطلقا أخلاقياته ويرفض مثل هذا السلوك شكلاً ومضموناً".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet