نيويورك (ديبريفر) - حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، من أن الصراع الدائر في ليبيا بلغ مرحلة جديدة مع وصول التدخل الخارجي لمستويات لم يسبق لها مثيل.
وتعيش ليبيا في فوضى أمنية وصراع مسلح منذ الاطاحة بالرئيس معمر القذافي عام 2011، وتسيطر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً على العاصمة طرابلس والشمال الغربي لليبيا بينما تسيطر قوات خليفة حفتر الذي يحظى بمساندة الإمارات ومصر وروسيا على المناطق الواقعة شرقي البلاد.
وأكد غرتيريش أن الصراع في ليبيا "بلغ مرحلة جديدة مع وصول التدخل الخارجي لمستويات لم يسبق لها مثيل تشمل وصول المعدات المتطورة وأعداد المرتزقة المشاركين في القتال".
وقال غوتيريش "تساورنا الشكوك العميقة إزاء الاحتشاد العسكري المثير للانزعاج حول المدينة وذلك المستوى المرتفع من التدخل الأجنبي المباشر في الصراع في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن الدولي، وتعهدات قطعتها دول أعضاء في مؤتمر برلين".
وأشار إلى إنه "على مدار الفترة بين أبريل ويونيو، وثقت بعثة الأمم المتحدة ما لا يقل عن 102 حالة وفاة و254 إصابة في صفوف المدنيين، بزيادة نسبتها 172 في المائة مقارنة بالربع الأول من عام 2020".
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن المرافق الطبية وسيارات الإسعاف والعاملين في المجال الطبي تعرضوا لما لا يقل عن 21 هجوما.
ودعا غوتيريش مجلس الأمن لاتخاذ إجراء بشأن عرقلة عدة مسؤولين كبار لإجراء مراجعة دولية لحسابات بنك ليبيا المركزي.
ولفت غوتيريش إلى أن "الأمم المتحدة تعمل للتوسط في إنهاء الحصار الذي فرضته القوات المتمركزة في الشرق في يناير وأسفر عن خسائر في الإيرادات تزيد قيمتها عن 6 مليارات دولار لليبيا، على أمل تخفيف حدة الضائقة الاقتصادية التي تتفاقم بتضافر عاملي الصراع ومرض كوفيد-19".
وفي مايو الفائت أصدر مراقبو العقوبات المستقلون تقريراً وصف بالسري للغاية موجهين إياه للجنة العقوبات الليبية التابعة لمجلس الأمن، إن لمجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة ما يصل إلى 1200 شخص منتشرين في ليبيا، لمساندة قوات حفتر.
وحالياً تحشد الأطراف المتحاربة قواتها على الخطوط الأمامية الجديدة بين مدينتي مصراتة وسرت، وكانت مصر قد حذرت من أن أي جهد مدعوم من تركيا لقوات حكومة الوفاق للسيطرة على سرت سيدفع جيشها للتدخل المباشر.
والشهر الفائت زاد عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا سبعة أضعاف إلى أكثر من ألف حالة إلا أن أمين عام الأمم المتحدة رجح أن يكون النطاق الحقيقي لانتشار الوباء في ليبيا أكبر من هذا بكثير.