صنعاء (ديبريفر) - علق القيادي البارز في جماعة الحوثيين (أنصار الله) وعضو مجلسها السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، على إعلان الإمارات تسهيلها عملية لم شمل عائلة يهودية من اليمن ببقية أفرادها المقيمين في لندن.
وقال الحوثي في تغريدة على "تويتر" مساء الأحد: "الإمارات تستقدم اليهود للإمارات من أجل الكنيس الذي يقومون ببنائه في الإمارات ويصورون للعالم أنه فعل إنساني".
وأضاف "فهل نسيت الإمارات أنها قامت بتشريد الملايين من الشعب اليمني وجوعتهم بمشاركتها في التحالف، وأن الآلاف من اليمنيين مرضى أو عالقين في مطارات العالم تم منعهم من العودة لليمن".
وكانت وكالة الأنباء الرسمية في الإمارات، نشرت يوم السبت مقطع فيديو وثق لحظة لم شمل عائلة يهودية من اليمن ببقية أفرادها المقيمين في العاصمة البريطانية لندن ليجتمعوا معا في الإمارات بعد فراق دام 15 عاماً ووصفت جمع العائلة "بالإنسانية التي تتجلى في أبهى صورها".
وقالت وكالة أنباء الإمارات "وام" في تقرير لها إن أبو ظبي لمّت شمل هذه الأسرة بعد فراق قسري، وذلك "تجسيدا لنهج دولة الإمارات في ترسيخ القيم الإنسانية".
وأشارت إلى جهود الجهات المعنية في الدولة التي تضافرت "من أجل تسهيل سفر الأب والأم من اليمن إلى الإمارات، كما أنه تم اتخاذ التدابير اللازمة من أجل سفر بقية أفراد الأسرة، وهم الابنة والابن وزوجته والأحفاد من لندن إلى الإمارات".
وأثار الموضوع جدلاً واسعاً في منصات التواصل الاجتماعي؛ حيث وجه ناشطون انتقادات شديدة للإمارات التي تسببت بتشريد مئات الآلاف من الأسر اليمنية وأشرفت على اغتيال عشرات السياسيين جنوب اليمن، متهمين أبو ظبي بمحاولة تحقيق مكاسب إنسانية، في الوقت الذي تقوم فيه بتدمير دول وتهجير آلاف من أوطانهم من دون رحمة.
ورأى مغردون كثيرون في هذه الخطوة تمهيداً للتطبيع مع إسرائيل، في حين رأى مؤيدون لسياسات الإمارات أنها دعوات للتسامح بين الأديان ولفتات إنسانية للدولة.
أحد الناشطين طالب أبوظبي بالإفراج عن المعتقلين في السجون الإماراتية من أجل أن يذهبوا إلى أسرهم. قائلاً "سيكون احتفاء الإمارات بلم شمل أسر يهودية يمنية ببعضها أكمل وأجمل لو أنها تلم شمل المختطفين في سجونها السرية بذويهم وأطفالهم، وسيكون منطقياً لو أنها تطلق سراح المعتقلين اليمنيين في سجونها، غير ذلك هي لا أكثر تبحث لها عن مكاسب إنسانية كاذبة".
أيضاً نشر آخرون صور نشطاء إماراتيين بالسجون تم اعتقالهم وتغييبهم عن أسرهم منذ سنوات بسبب آرائهم السياسة.
وكتب حساب باسم المعارض الإماراتي عبد الله الطويل مغردا: "هذا الوطن ضيّق جدا على مواطنيه وعلى المسلمين، ورحبٌ جدا على الديانات الأخرى!"
كما غرد الناشط سيف النوفي قائلا "إنها الإمارات، تجمع شمل عائلة يمنية يهودية وتدعي أن هذا النهج هو نهج التسامح والعطاء والتعايش الإنساني الذي تسير عليه الإمارات!!! فماذا عسى أن تسمي لنا الإمارات تجويع وتشتيت شمل عشرات الآلاف من العوائل اليمنية المسلمة؟"
فيما قال الصحفي الفلسطيني لؤي جعفر "اغرورقت عيناي، ماذا عن عينيك؟ يا رب ما يكملوا معروفهم ويودوهم على "أرض الميعاد" عند ولاد عمهم، كتير عنا من يهود اليمن عشان، ماذا عن مسلمي اليمن طيب؟ مين يجمع شملهم بعد ما انقصفت بيوتهم وصاروا بلا مأوى؟ هو مين قصف بيوتهم صحيح؟ عاشت الإنسانية المزدوجة، عاشت الإمارات، عاشت أبهى الصور".
وغرد الإعلامي الإماراتي حامد المعنشي مدافعاً عن بلاده، قائلاً "الإمارات أرض غرس فيها الشيخ زايد رحمه الله قيم التعايش والتلاقي الحضاري، ومقصد الشرق والغرب، وهذا الغرس يبهر العالم بهذا النموذج الكريم، ما أجمل الحب واحترام الآخر الذي تنشره الإمارات".