واشنطن ـ كابول (ديبريفر) - أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أمريكية بأفغانستان الأحد الماضي.
وقال بايدن في كلمة مساء الإثنين إن أجهزة المخابرات حددت مكان الظواهري في وقت سابق هذا العام، مشيراً إلى عدم إصابة أي أحد من عائلة الظواهري أو مدنيين آخرين في الغارة.
وأكد بايدن أن الظواهري كان العقل المدبر لهجمات ضد الأمريكيين لعقود، مشيرا إلى أن أفغانستان لن تصبح مجدداً ملاذاً آمناً لمن وصفهم بـ"الإرهابيين".
وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن أصدر قرار استهداف الظواهري في 25 يوليو الماضي، مؤكداً أن بعض كبار قادة شبكة (وزير الداخلية الأفغاني سراج الدين) حقاني كانوا على علم بمكان الظواهري.
من جانبه قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي، إن الظواهري كان مختبئاً منذ سنوات وإن عملية تحديد مكانه وقتله كانت نتيجة عمل "دقيق ودؤوب" لمجتمع مكافحة الإرهاب والمخابرات.
وأشار المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أنه على مدار العام الماضي بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، كان المسؤولون يراقبون المؤشرات على وجود "القاعدة" في البلاد.
وأضاف أنه "هذا العام، حدد المسؤولون أن عائلة الظواهري (زوجته وابنته وطفلها) انتقلت إلى منزل آمن في كابول قبل أن يحددوا أن الظواهري في المكان نفسه.
وأشار إلى أن التخطيط للعملية بدأ قبل 6 أشهر غير أنه تكثف في الشهرين الماضيين.
وذكر المسؤول الأمريكي، أن الظواهري كان على شرفة منزله في كابول عندما تم استهدافه بصواريخ هيلفاير، بعد ساعة من شروق الشمس في 31 يوليو، وأنه لم يكن هناك جنود أمريكيون على الأرض في أفغانستان.
ولفت المسؤول الأمريكي إلى أن كبار مسؤولي طالبان كانوا على علم بوجود الظواهري في كابل، ووفروا لقيادات القاعدة ملاذا آمنا فيها بشكل يخالف اتفاق الدوحة.
وأضاف أن المنزل الذي كان يستضيف الظواهري كان مملوكا لأحد كبار مساعدي سراج الدين حقاني.
وشدد المسؤول الأمريكي على أن هناك أساسا قانونيا للعملية التي استهدفت الظواهري، وأن الولايات المتحدة تريد الاستمرار في الحوار مع حركة طالبان وتتوقع منها الالتزام باتفاق الدوحة، وفق تعبيره.
من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد إن القوات الأمريكية استهدفت منزلا في الحي الدبلوماسي بمنطقة شيربور وسط كابل بطائرة مسيرة.
ونددت الحكومة الأفغانية بالهجوم الأمريكي واعتبرته انتهاكا صريحا لسيادة البلاد. وأدانت الحركة الهجوم ووصفته بأنه انتهاك للمبادئ الدولية واتفاق الدوحة.
وأشار ذبيح الله مجاهد إلى أن هذه الأعمال هي تكرار للتجارب الفاشلة خلال السنوات الـ 20 الماضية وستضر بالفرص المتاحة.
وبموجب اتفاق الدوحة عام 2020، تعهدت طالبان بعدم السماح باستخدام أفغانستان مرة أخرى نقطة انطلاق للجهاديين، لكن خبراء يعتقدون أن الجماعة لم تقطع علاقاتها مع القاعدة.