نيويورك (ديبريفر) - من المقرر أن يخصص مجلس الأمن الدولي، اجتماعه الشهري لمعالجة الحرب المستمرة في اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، وتعثر محادثات وقف اطلاق النار بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وجماعة أنصار الله (الحوثيين).
وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، قد قدم في 28 يوليو الماضي، إحاطته الجديدة لمجلس الأمن الدولي، متضمنة نتائج اتصالاته مع الأطراف اليمنية بشأن مقترحاته لوقف إطلاق النار الشامل ومجموعة إجراءات إنسانية.
وفي الجلسة السابقة لمجلس الأمن الدولي، دافع رئيس المجلس السفير الألماني كريستوف هويسجن، عن المبعوث الأممي الخاص غلى اليمن، بقوله:" إنه يعمل بلا كلل ليل نهار من أجل جمع أطراف النزاع في اليمن إلى طاولة المفاوضات".
قضية خزان النفط العائم "صافر" تصدرت أولويات الملف اليمني في مجلس الأمن الذي دعا جماعة الحوثيين السماح لفرق الصيانة التابعة للأمم المتحدة لمعاينة الخزان وصيانته، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وبالعودة إلى الصراع في اليمن، كانت المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفاً عربياً عسكرياً داعماً للحكومة اليمنية الشرعية، قد اتخذت قراراً بوقف اطلاق النار من جانب واحد في مايو الماضي، لكنها عادت لتوجيه ضرباتها الجوية التي أحدثت دماراً هائلاً في كل من الأهداف العسكرية والمدنية في مناطق سيطرة الحوثيين شمالي البلاد.
ويعيش الشعب اليمني على وقع أزمات اقتصادية وإنسانية كارثية، منذ سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.
وأعلنت منظمات دولية في مارس الماضي تقليص مساعداتها الإنسانية لليمن، مما أثار مخاوف من زيادة انعدام الأمن الغذائي والصحي لنحو 24 مليون يمني بينهم مئات الآلاف من النازحين.
وفي العاصمة المؤقتة عدن، وبقية المحافظات اليمنية الجنوبية، دخلت الحكومة الشرعية بمعترك سياسي وعسكري مع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً منذ ثلاثة أعوام، على خلفية دعاوى انفصالية اطلقها المجلس الانتقالي، وتوجها في أبريل الماضي بإعلان الإدارة الذاتية، لكنه عاد وتراجع عن الإعلان في 29 يوليو الماضي، بُعيد إعلان السعودية آلية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والانتقالي.
ورغم سحب الانتقالي مطالبته بالحكم الذاتي، ودعوة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى توحيد الجهود لمواجهة الحوثيين، إلا أن مراقبين لا يبدون أي تفاؤل بنجاح الاتفاق بين الحكومة والانتقالي.
وقال مراقبون لوكالة "ديبريفر" أن الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف ليست قادرة على زحزحة الحوثيين عسكرياً، وأكدوا أن المفاوضات التي تدعو لها الأمم المتحدة ستظل عالقة لأنها تفتقر إلى الثقة بين أطراف النزاع في اليمن.
وذهب المراقبون إلى القول بأن التغيير الذي قد يحصل بالإدارة الأمريكية بفعل الانتخابات في نوفمبر المقبل، قد يزيد الضغط على السعودية بخصوص الحرب في اليمن، خاصة وأن الاستراتيجية السعودية أفقدت اليمن استقراره السياسي والعسكري، وأدخلته في جملة كوارث غير مسبوقة.