تقرير (ديبريفر) - تلعب المملكة العربية السعودية دوراً مهماً من أجل تطبيع أكبر عدد من الدول العربية مع إسرائيل، كما لو أنها قد كلفت بهذه المهمة التي لم تعد خفية، وتبذل الرياض في سبيل نجاحها أموالاً طائلة.
ويبدو أن السلطات السودانية الجديدة، أدركت جيداً أن توجهها للتطبيع مع إسرائيل، سيكون مرضياً للسعودية والإمارات وبطبيعة الحال لأمريكا، ولذلك عملت بذكاء على الاستفادة منه، كونه في آخر المطاف سيتم كما قال مسؤول سعودي رفيع مطلع أكتوبر الجاري.
والسودان الذي لا يزال يعيش مرحلة انتقالية صعبة للغاية، عقب الاطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير، يعاني من اقتصاد شديد الضعف، وتسعى سلطاته الجديدة إلى الخروج من هذه المرحلة بمكاسب كبيرة تمكنها من القفز بالسودان خارج دوائر الفقر والخلافات السياسية والأزمات التي تخنقها منذ أكثر من نصف قرن، ولو كان ذلك على حساب قضية فلسطين التي ظلت مقدسة عند القيادات والشعوب العربية زمناً طويلاً.
وكشفت وسائل إعلام سودانية ومصرية، عن أن السعودية ستدفع 335 مليون دولار للولايات المتحدة من أجل تسريع تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل.
وأكد تقرير لموقع "ميدل ايست مونيتور" البريطاني، تدخل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عقب اشتراط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دفع السودان تعويضات لضحايا "الإرهاب الأمريكيين" قبل إزالة اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.
وبحسب التقرير، سيذهب مبلغ التعويض البالغ مقداره 335 مليون دولار، إلى عائلات وضحايا تفجير السفارة الأمريكية عام 1998، في شرق أفريقيا، والهجوم على المدمرة "يو إس إس كول" وهي مدمرة صاروخية موجهة، تم استهدافها قبالة سواحل عدن اليمنية في 12 أكتوبر عام 2000.
واعتبر ترامب موافقة الحكومة السودانية الجديدة، دفع 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم، بمجرد "خبر عظيم"، وأكد أنه وبمجرد الإيداع سيتم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مضيفاً على حسابة في "تويتر" الإثنين الماضي:" أخيراً، العدالة للشعب الأمريكي.. وخطوة كبيرة للسودان".
وكان السودان وافق مسبقًا على تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل شطب اسمه من قائمة الإرهاب الأمريكية؛ لكن الاتفاق لم يتم بسبب اشتراط ترامب التعويض، ليتضح لاحقًا أن المبلغ لن تدفعه السودان كما صرح رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ولكن الرياض من ستتكفل بذلك.
ووفقاً للموقع البريطاني، هناك صفقة كاملة حول موضوع يشمل دعم السعودية والإمارات للسودان، تبدأ فور توقيع الأخيرة على "اتفاقات إبراهيم"، ومن الواضح أن اجتماعاً بين مسؤولين سودانيين من جهة وأمريكيين وإسرائيليين وإماراتيين وسعوديين من جهة أخرى، حدد تفاصيل الصفقة ومراحل تنفيذها وتعهدات الوسطاء.
ويشير إلى أن "صفقة التطبيع" تتضمن تفاصيل حول كيفية التعامل مع الاحتجاجات الشعبية التي لا مفر منها في السودان، بعد إعلان الحكومة تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.