غزة (ديبريفر) - ساد الهدوء، أرجاء قطاع غزة، مع بدء سريان وقف إطلاق النار فجر الجمعة، بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بوساطة مصرية، بعد 11 يوماً من تصعيد عسكري هو الأعنف بينهما منذ العام 2014 .
وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية في مصر، مساء الخميس، التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية، وحركة حماس، قبول وقف إطلاق النار.
ومع اللحظات الأولى، لوقف إطلاق النار، خرج آلاف الفلسطينيين، بالضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، في تظاهرات ابتهاجاً بـ "انتصار المقاومة"، على إسرائيل.
وفي خطاب أمام المحتفلين الذين احتشدوا رافعين رايات حماس ومردّدين هتافات مؤيّدة للحركة ومناهضة للدولة العبرية، قال خليل الحيّة، القيادي الكبير في حماس، إنّ "هذه نشوة النصر"، وأضاف "نقول لأهلنا الذين دُمّرت بيوتهم والذين شُرّدوا، سنبني البيوت التي دمّرها الاحتلال وسنعيد البسمة".
وتابع "نقول للعدوّ الذي يدّعي الانتصار، أيّها العدوّ لقد انتصرت على أشلاء الأطفال والنساء".
وألقى الحيّة كلمته في حين كانت الحشود تردّد هتافات من مثل "ضربنا تلّ أبيب" و"حطّ السيف قبال السيف، نحن جنود محمد الضيف"، القائد العام لكتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وعلى وقع تكبير الحشود، قال القيادي الحية "نحن نحتفل بهذا النصر ونقول للاحتلال إن عدتم عدنا".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: "أؤكد أن القادة الإسرائيليين والفلسطينيين تقع على عاتقهم مسؤولية تتجاوز استعادة الهدوء وتتمثل في بدء حوار جاد لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع".
وأشار إلى أن "غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، وينبغي بذل كل جهد لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية تنهي الانقسام".
من جهته أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن التزام بلاده بالعمل مع الأمم المتحدة والجهات الدولية لتقديم مساعدات لسكان غزة.
وقال بايدن: "ما زلنا ملتزمين بالعمل مع الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الدولية النافذة لتقديم مساعدة إنسانية عاجلة وحشد الدعم الدولي لسكان غزة ولجهود إعادة إعمار غزة".
وأضاف: "أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء يستحقون أن يعيشوا في أمن وأمان وأن ينعموا بدرجات متساوية من الحرية والازدهار والديمقراطية".
وخلّف العدوان الإسرائيلي خسائر باهظة في الأرواح والممتلكات، والمنشآت السكنية والتجارية، والمؤسسات الحكومية، والأراضي الزراعية، في غزة.
وأسفرت الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على القطاع، براً وجواً وبحراً، عن استشهاد 232 فلسطينياً، بينهم 65 طفلاً، و39 سيدة، 17 مُسنّاً، فيما أدت إلى إصابة أكثر من 1900 بجروح مختلفة، منها 90 صُنفت شديدة الخطورة.
ومن بين الإصابات، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، 560 طفلاً، و380 سيدة، و91 مُسناً.
وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فقد أفضت الهجمات الإسرائيلية إلى نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني من مساكنهم، لجأ منهم 28 ألفاً و700 إلى مدارس الوكالة، إما بسبب هدم بيوتهم، أو هرباً من القصف، فيما لجأ الآخرون إلى بيوت أقربائهم في مناطق فلسطينية أخرى.
ووفق إحصاءات حكومية، فقد تعرضت 1447 وحدة سكنية في غزة للهدم الكلي بفعل القصف الإسرائيلي، إلى جانب 13 ألف أخرى تضررت بشكل جزئي بدرجات متفاوتة.
وهدم الجيش الإسرائيلي، بشكل كلي، 205 منازل وشقق وأبراج سكنية، ومقرات 33 مؤسسة إعلامية، فضلاً عن أضرار بمؤسسات ومكاتب وجمعيات أخرى.