عدن (ديبريفر) - أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، السبت، تعليق مشاركته في مشاورات تنفيذ اتفاق الرياض مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وذلك على خلفية توترات وصراع جديد على محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز.
ودعا المجلس الانتقالي في بيان، ممثليه في مباحثات استكمال تنفيذ اتفاق الرياض "إلى إيقاف كافة أشكال التواصل والاتصال المباشر مع الطرف الآخر، حتى يتم وضع ملف محافظة شبوة في صدارة أولويات تنفيذ اتفاق الرياض، ومعالجة الأوضاع فيها بشكل كامل".
واتهم المجلس الحكومة بالسعي لإفشال اتفاق الرياض، بعد اقتحام ما أسماها "مليشيات الإخوان" ساحة الفعالية الشعبية التي كان قد دعا إليها في منطقة عبدان بمديرية نصاب، محافظة شبوة حسب بيان صادر عن متحدثه الرسمي علي الكثيري.
وقال المجلس الانتقالي إن فعاليته التي كان يخطط لها في عبدان سلمية، لكن مصادر محلية قالت إن الفعالية كانت مسلحة، وإن الهدف من ورائها إحداث فوضى وتدبير انقلاب مسلح والسيطرة، كما حدث في مناسبات سابقة داخل عدن وسقطرى.
وزعم المجلس الانتقالي أن القوات الحكومية استقدمت بعض أفرادها من محافظتي مأرب والجوف، وارتكبت انتهاكات ضد أنصاره في شبوة واقتحمت القرى والمنازل.
واعتبر الانتقالي الجنوبي ما وصفه بالممارسات العدوانية للجانب الحكومي "نسفاً لاتفاق الرياض" ولجهود استكمال تنفيذه، لافتا إلى أن الطرف الآخر يعمد إلى إفشال جهود الوسطاء السعوديين لوقف التصعيد وتنفيذ الاتفاق.
واضطر المجلس الانتقالي لإقامة فعاليته في منطقة سقام في المديرية ذاتها، وقال في بيان منفصل، إن التظاهرة "أقيمت مساء السبت رغم إغلاق عدد من الطرقات بالترسانة العسكرية، وتنفيذ حملة اعتقالات لعدد من المشاركين، واقتحام موقع الفعالية الأساسي بمنطقة عبدان بالدبابات والمدرعات".
وذكر المجلس أن أنصاره "سلكوا طرقا وعرة وفرعية لتنفيذ الفعالية في منطقة سقام -جباه، لتكتمل اللوحة الجنوبية وترسل محافظة شبوة رسالة لكل المجتمع الداخلي والخارجي، مفادها أن شبوة لن تغرد خارج السرب الجنوبي، وستقف بقوة أمام ما يحاك ضدها من دسائس ومؤامرات عبر ضعفاء النفوس تستهدف جنوبيتها وتضحياتها وتطلعاتها"، وفقا للبيان.
وهذا ثاني تعليق للمجلس الانتقالي في مشاورات تنفيذ اتفاق الرياض خلال أقل من نصف شهر، حيث يستغل الاتفاق الهش للمساومة مع الشرعية، وذلك بهدف إعادة بسط نفوذه بشكل قانوني على محافظة شبوة الغنية بالثروات، والتي تم دحره منها في أغسطس 2019 على أيدي القوات الحكومية.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الوسطاء السعوديين حيال التصعيد الجديد من الانتقالي، والذي يُنذر بموجة قتال جديدة، وخصوصا في ظل مساعي الرياض لإعادة حكومة المحاصصة لممارسة مهامها من عدن بعد أكثر من 3 أشهر على مغادرتها.
وكانت اللجنة الأمنية العليا بمحافظة شبوة، اتهمت، المجلس الانتقالي بالسعي إلى تفجير الوضع عسكريا وجر المحافظة إلى مستنقع العنف والفوضى.
وقالت اللجنة في بيان إن المجلس الانتقالي مستمر في محاولاته الفوضوية الهادفة الى تمرير مشاريعه المشبوهة، معتمداً على أساليب التحريض والعنف بشعارات زائفة يدعي من خلالها السلمية، مؤكدة أن تلك المخططات لن تمر مرور الكرام وستواجه بمزيد من الحزم واليقظة.
وذكر البيان، أن عناصر مسلحة تتبع الانتقالي قامت بإطلاق النار بكثافة ومن أسلحة متنوعة على قوات اﻷمن المرابطة بمواقعها بمنطقة عبدان التابعة لمديرية نصاب، في محاولة لخلط الأوراق وإثارة الفتنة والقلاقل بالمنطقة
وأضاف أن أجهزة اﻷمن تعاملت بمهنية ومسؤولية عالية مع الحادثة، وتمكنت من احتواء الموقف بمساعدة أبناء منطقة عبدان الشرفاء الذين يرفضون تحويل مطارحهم إلى مسرح للأعمال والممارسات الفوضوية والتخريبية.