تقرير (ديبريفر) - أثار عيدروس الزبيدي عضو مجلس القيادة الرئاسي لغطاً كبيراً أثناء تأدية اليمين الدستوري يوم الثلاثاء أمام البرلمان اليمني بالعاصمة المؤقتة عدن.
وأستبعد الزبيدي الذي يترأس المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بالانفصال، خلال أداء القسم إحدى العبارات التي يتضمنها نص القسم الدستوري، والمتعلقة بـ"الحفاظ على الجمهورية والوحدة"، ما أثار حالة من الجدل لدى رواد منصات التواصل الاجتماعي في اليمن.
وأشار عدد من المراقبين الى أن تأدية الزبيدي القسم الدستوري بتلك الصيغة المعدلة، الهدف منه رفع الحرج أمام أنصاره، والتخفيف من حدة الضغوط التي قد يواجهها من قبل المتعصبين في المجلس الانتقالي ضد فكرة الحفاظ على الوحدة اليمنية.
وقالوا أن الزبيدي حُشر في زاوية ضيقة بعد قبوله بالمنصب الجديد، حيث وقع مابين مطرقة التحالف الساعي لتوحيد صفوف القوى المناوئة للحوثيين، وسندان القوى المتعصبة بشدة لفكرة الانفصال واستعادة الدولة الجنوبية وهي الشعارات التي طالما رددها الزبيدي سابقاً، وهو مادفعه لتلك الحيلة الذكية اثناء تأدية القسم.
وقلل الناشط اليمني محمد المليكي في منشور على صفحته في الفيسبوك من أهمية الموضوع، معتبراً إياه تعديلاً شكلياً لايلغي حقيقة تراجع الزبيدي عن شطحاته الانفصالية سواء كان ذلك بضغوط من الداعمين الخليجيين أم استسلاما لإغراءات المنصب الجديد.
موضحاً أن الزبيدي أدى اليمين الدستورية وخلفه علم الوحدة وأمامه الطير الذي يمثل شعار الجمهورية اليمنية في ترويسة الورقة التي يقرأ منها اليمين، ما يشير الى عدوله عن فكرة المطالبة بالانفصال -على الأقل- في المدى القريب.
من جهته اعتبر الناشط لبيب الذبحاني أن قبول الزبيدي بالمشاركة في المجلس الرئاسي المشكل بموجب مشاورات الرياض، أنهى الى حد كبير تطلعات المجلس الانتقالي الى الانفصال.
بدوره، قال أبو بكر المحضار إن الدستور الذي اقسم الزبيدي على احترامه هو دستور الجمهورية اليمنية والذي تنص المادة الأولى منه على أن"الجمهورية اليمنية دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة، وهي وحدة لا تتجزأ ولا يجوز التنازل عن أي جزءٍ منها، والشعب اليمني جزء من الأمة العربية والإسلامية".
لكن محمد الغيثي وهو قيادي بارز في المجلس الانتقالي كان له رأي مغاير، لافتاً الى أن قسم الزبيدي بدون ذكر الوحدة والنظام الجمهوري، يؤكد وضوح المجلس الانتقالي وتمسكه بموقفه الثابت.
وأضاف في تغريدات له على تويتر، أن مشاركة الزبيدي في مجلس القيادة الرئاسي يشير الى حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على المستقبل السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي للمنطقة العربية بشكل عام، لكنه لا يلغي حقيقة ان "الوحدة اليمنية مشروع فاشل"، وان "موضوع استعادة هوية ودولة الجنوب أمر قد قُضي"، حد تعبيره.
وتم تعيين المجلس الرئاسي في وقت سابق من هذا الشهر بعد تنحي الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي ونقل صلاحياته وسلطات نائبه علي محسن الأحمر إلى المجلس الجديد الذي سيدير البلاد ويقود محادثات السلام مع الحوثيين.
ويضم المجلس الى جانب الرئيس رشاد العليمي سبعة أعضاء آخرين من بينهم عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، وهي مجموعة من الميليشيات المدججة بالسلاح تدعمها الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2015.