أحداث شبوة تثير خلافات غير معلنة في أروقة المجلس الرئاسي اليمني

ديبريفر
2022-08-11 | منذ 2 سنة

عدن (ديبريفر) - أثارت المواجهات المسلحة العنيفة التي شهدتها مدينة عتق مؤخراً بين عدد من الفصائل العسكرية المنضوية ضمن التحالف الحكومي المعترف به دولياً، أزمة سياسية غير معلنة وإنقسامات حادة بين أعضاء المجلس الرئاسي في اليمن حيال الموقف الرسمي والقرارات المتخذة بشأنها.

واعترف رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي (ضمنياً) بوجود تلك الخلافات والإنقسامات خلال كلمة له نشرتها وسائل الاعلام الرسمية مساء الأربعاء، تعليقاً على التطورات العسكرية بمحافظة شبوة، والتي وصفها بـ"الأحداث المؤسفة".

وقال العليمي في كلمة وجهها للشعب : " أؤكد لكم أنى وأعضاء مجلس القيادة في حالة اجتماعات متواصلة للوقوف على تلك الاحداث المؤسفة والعمل على معالجتها بروح التوافق وفقا لإعلان نقل السلطة".

وأضاف: إن "الأحداث في الميدان للأسف كانت تجرنا الى الصراع بعيدا عن روح هذا التوافق المنصوص عليه في اعلان نقل السلطة الذي جاء بتوفيق من الله ثم بجهود تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والامارات"، في إقرار ضمني منه بحدوث إنقسامات في مواقف أعضاء المجلس المؤلف من مختلف القوى والتيارات المناهضة للحوثيين.

وأشار العليمي إن القرارات التي اتخذها المجلس الرئاسي جاءت منطلقة من المسؤولية الدستورية في محاولة لقطع دابر الفتنة ومحاسبة المسؤولين عنها ودعم رمز الدولة وهيبتها الممثلة بالسلطة المحلية وقيادتها في سبيل وقف نزيف والدم وانفاذ إرادة الدولة.

وكان المجلس الرئاسي أصدر الاثنين الماضي قرارات بإقالة أربعة من كبار القادة العسكريين والأمنيين بمحافظة شبوة (محسوبة على حزب الإصلاح الاسلامي) وذلك على خلفية المواجهات المسلحة، وتعيين قيادات بديلة، في خطوة فسرها البعض بوصفها إقصاء للحزب الذي تعتبره الامارات عدوها الأول في اليمن، مقابل تمكين المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي.

وقال الرئيس العليمي إن الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة عتق تعطي درسا إضافيا في أهمية الالتفاف حول سلطة الدولة وحقها في احتكار القوة واتخاذ كافة الوسائل لإنفاذ ارادتها وحماية مواطنيها، في إشارة منه على مايبدو لضرورة المضي في توحيد مختلف التشكيلات والفصائل العسكرية والأمنية تحت مظلة وزارتي الدفاع والداخلية وفق ما نص عليه اتفاق الرياض.

وألمح العليمي الى قرارات قادمة واجراءات عقابية قد تطال قيادة السلطة المحلية بشبوة، سيتخذها المجلس الرئاسي بناء على تقرير لجنة تقصي الحقائق المشكلة برئاسة وزير الدفاع وعضوية وزير الداخلية وخمسة من أعضاء اللجنة الامنية العسكرية المشتركة.

وأوضح؛ إن "اللجنة ستقوم بتقصي الحقائق ومعرفة الأسباب التي أدت إلى إزهاق الأرواح من أبنائنا في محافظة شبوة العزيزة، وتحديد مسئولية السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية ودورها في تلك الأحداث ورفع النتائج إلى مجلس القيادة الرئاسي لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة".

وأضاف العليمي : إنني اليوم اتحمل مسئولية قيادة المجلس الرئاسي من منطلق الحرص على وحدة القوى السياسية وكافة وحدات القوات المسلحة والأمن بمختلف تشكيلاتها لمواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران والذي شكل أساس الدمار والخراب الذي ألت اليه بلادنا منذ اسقاط الدولة في سبتمبر 2014 م.

مؤكداً أن قبوله بهذا المنصب إنما هو للمساهمة الوطنية على وحدة تلك القوى والمكونات السياسية الممثلة في المجلس والحكومة لتقوم بدورها الوطني في استعادة الدولة واسقاط الانقلاب.

كما أكد على أهمية الدور المحوري لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والامارات بتماسك ونجاح مجلس القيادة الرئاسي في تحقيق هدف استعادة الدولة وتعزيز الامن والاستقرار في المناطق المحررة، بمشاركة كافة القوى المناهضة للانقلاب.

وناشد الرئيس العليمي كافة القوى والمكونات السياسية بتجسيد روح التوافق والشراكة دون إقصاء والعمل على وحدة الصف.

مشدداً على أن "أي صراع بين رفاق السلاح سيشكل خدمة للانقلابيين ومشروعهم الإيراني التوسعي في المنطقة، ولن اقبل او اسمح ان توجه اسلحتنا لغير العدو المشترك لليمنيين جميعا"، حد قوله.

وتعهد العليمي بأن يكون عاملاً من عوامل الشراكة والتوافق ورفض الإقصاء أو الانتقام، وعدم القبول بتوجيه السلاح إلى الرفاق والشركاء في معركة استعادة الدولة والنظام الجمهوري، حسب تعبيره.

 وأضاف : أتعهد بالعمل مع إخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي وهيئة التشاور والمصالحة واللجنة العسكرية والأمنية على تحقيق ذلك، وتوحيد كافة الوحدات العسكرية والأمنية وتكاملها تحت مسئولية وزارتي الدفاع والداخلية، وبدعم ومساندة من قيادة التحالف لان ذلك هو الطريق الامثل لتحقيق الأهداف التي تم انشاء المجلس من اجلها".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet