"وعد الأخرة" رسالة تهديد حوثية بحبر إيراني .. كيف ستقرأها الرياض؟

ديبريفر
2022-09-03 | منذ 9 شهر

تقرير (ديبريفر) - أزاحت جماعة انصار الله (الحوثيين) المدعومة إيرانياً الستار عن تشكيلة جديدة من الصواريخ والأسلحة المتطورة، خلال عرض عسكري هو الأكبر لها منذ بدء الحرب، حاولت من خلاله طهران إيصال رسالة تهديد شديدة اللهجة عبر اذرعها الحوثية لأطراف عدة وفي المقدمة المملكة العربية السعودية وجيرانها الخليجيين، مفادها : "نحن هنا".

ووفقاً لمراقبين، لايمكن قراءة رسالة التهديد هذه بمعزل عن التطورات الحاصلة في ملف المفاوضات النووية بين الدول الغربية وإيران التي تحاول الضغط في إتجاه تحقيق مكاسب كبرى، وخاصة فيما يتعلق برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها والسماح بإعادة تصدير النفط، وذلك برمي هذه الورقة على الطاولة.

وتضمنت منظومة الأسلحة التي كشفت جماعة الحوثي عنها خلال استعراض للقوة أقامته يوم الخميس بمدينة الحديدة الشاطئية على سواحل البحر الأحمر، تشكيلة من الصواريخ الباليستية (أرض - بحر)، التي تعرض للمرة الأولى بالاضافة لتشكيلة كبيرة من الألغام البحرية الفتاكة.

وأكد مراقبون وخبراء سياسيين وعسكريين في أحاديث متفرقة لوكالة "ديبريفر" أن إختيار جماعة الحوثي وداعميها الإيرانيين لمدينة الحديدة القريبة من مضيق باب المندب كموقع لاقامة عرضها العسكري المسمى "وعد الأخرة"، وفي هذا التوقيت تحديداً كان محسوباً بعناية فائقة لتصبح رسالة التحذير هذه أكثر وضوحاً وقوة بالنسبة للخصوم.

ولم يُخفِ زعيم الجماعة الحوثية - الذي بدا مزهواً متفاخراً بما وصلت إليه جماعته من قوة وإمكانيات- نبرة التهديد التي جاءت هذه المرة جلية وأكثر قوة في كلمة له بالتزامن العرض العسكري، بثتها وسائل الإعلام الحوثية الخميس.

 وقال عبدالملك الحوثي في الكلمة أنّ هذه العروض العسكريّة التي بدأت في هذه المرحلة من الهدنة هدفها تقديم رسالة للأعداء الطامعين المعتدين..

من جانبه أكد القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى (مجلس الحكم بصنعاء) أن جماعته باتت تمتلك قوة بحرية لايستهان بها، وقادرة على ضرب أبعد نقطة في البحر الأحمر ومن أي مكان في اليمن.

وأوضح المشاط إن هذا التطور يأتي في سياق ما يخوضه الشعب اليمني من معركة في مواجهة تحالف العدوان، محذرا من وصفهم بـ"الأعداء" من أي مغامرات قد يرتكبونها.

ومن ضمن الأسلحة التي عرضها الحوثيون صواريخ مندب 2 بعيد المدى، وفالق1 متوسط المدى، وألغاماً بحرية من طراز كرار وصدف وعاصف4.

فيما كان لافتاً ظهور صاروخ "روبيج" الروسي الصنع، وهو من الصواريخ الباليستية الأكثر تطوراً المضادة للسفن العملاقة و الفرقاطات الحربية، ويستخدم لضرب السفن والغواصات، كما يمتلك قدرة هائلة على تدمير وإغراق حاملات الطائرات، حسبما افاد خبراء عسكريون.

ويصل مدى هذا الصاروخ إلى 260 كم، كما يمكنه الانطلاق نحو الأهداف البحريّة بسرعة أكثر من 1100 كم/س، بالإضافة لقدرته على مقاومة عمليات التشويش ورصد أهدافه بالرادار الإيجابي في نطاق 100 كم، وكذلك رصد الأهداف بالرادار السلبي في نطاق يصل إلى 450 كم.

وأثار هذا الاستعراض العسكري الكبير للحوثيين، بما يحمله من دلالات ورسائل، ردود أفعال واسعة على الصعيدين الرسمي والشعبي.

حيث يعتقد البعض أن استعراض الحوثيين قوتهم  بمثابة إعلان قرب إستئناف الحرب وبدء العد التنازلي لإنهيار الهدنة الهشة التي تبذل الأمم جهداً كبيراً للحفاظ على بقائها صامدة رغم الخروقات المستمرة التي تتعرض لها منذ الساعات الأولى من دخولها حيز التنفيذ.

بينما أعتبره أخرون "تطور خطير" يعطي دليلاً جديداً على ضعف وفشل التحالف بقيادة السعودية التي كان مسؤولها يعتقدون حين انطلاق عاصفة الحزم بقدرتهم على إنهاء الحوثيين خلال أسابيع معدودة.

متسائلين عن ماهية المبررات التي بوسع المسؤولين السعوديين وقيادة قوات التحالف تسويقها لحلفائهم ومؤيديهم وهم يرون بأم أعينهم تنامي قوّة الجماعة الحوثية بهذه الصورة الرهيبة خلال سبعة أعوام من تدخلهم العسكري في اليمن؟!.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet