Story in English
نشرت صحيفة "ذى أميركان كونسرفاتيف" الأمريكية مقالاً للكاتب "دانيال لاريسون"، أمس، هاجم فيه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في الحرب الذي تشناه في اليمن دعماً لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في حربه ضد جماعة الحوثيين.
وشكك الكاتب الأمريكي في مبرر السعودية والإمارات بأن هذه الحرب هي لـ"الدفاع عن النفس"، مؤكداً أن "الحداث تبيّن أن السعوديين والإماراتيين هم المعتدون الدوليون، وأن التهديد الخطير للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ما كان له وجود إلى أن حدث القصف والغزو وتجويع اليمن منذ عام 2015" حد تعبيره.
ولم يخلوا مقال "لاريسون" من انتقادات وجهها إلى الإدارة الأمريكية بسبب دعمها للسعودية والإمارات في هذه الحرب، مؤكداً أنها لا يمكن الدفاع عن هذه الحرب ولا عن دعم الولايات المتحدة لها.
وفي ما يلي نص المقال الذي ترجمته وكالة "ديبريفر" للأنباء من الإنجليزية إلى العربية:
بقلم دانيال لاريسون
يلخص باول بيلر على نحو ملائم لماذا لا يصب دعم الحرب على اليمن في مصلحة أميركا حيث كتب:
لا تتوافق سياسة الإدارة الأميركية تجاه الحرب في اليمن من منظور واقعي يركز على أين تقع وأين لا تقع مصالح الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة. لن تجني الولايات المتحدة أي شيء من نتائج الحرب الأهلية في اليمن.
فالتمرد الحوثي متجذر في القضايا المحلية التي تشمل ما رآه الحوثيون من الاهتمام غير الكاف من قبل الحكومة المركزية بمصالح العناصر القبلية في شمال البلاد.
كما أن التهديد الحوثي ليس سوى تهديد تافه لأي أطراف في المنطقة غير الحكومة المركزية اليمنية، وبالرغم من أن إدارتا ترامب والسعودية قد عقدتا صفقة كبيرة بخصوص الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على السعودية، تظل هذه الصواريخ كوخز الدبابيس مقارنة بالغارات الجوية من الجانب الآخر، وهو مايجعل الصواريخ الحوثية مجرد محاولة للانتقام، ولو لم يشن السعوديون والإماراتيون حملتهم المدمرة، لما أطلق الحوثيون صواريخهم باتجاه السعودية. إلى هنا انتهى حديث باول بيلر.
طالما وأن الولايات المتحدة لديها مصالح في اليمن، فهي قد تضررت من حرب التحالف، إذ لم يكتف التحالف بالتفاوض مع أعضاء فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتجنيدهم، فضلا عن أن الفوضى التي زرعها تدخلهم، أفادت تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بشكل كبير. كانت الولايات المتحدة تدعم سياسة سعودية وإماراتية من شأنها أن تزيد من التهديد للقاعدة في شبه الجزيرة العربية، وقد فعلت ذلك عن دراية منذ عدة سنوات.
إن هاتين الحكومتين ليستا "حليفتان" لنا، وسياستهما المتهورة تجعل الولايات المتحدة وحلفائنا الحقيقيين أقل أمناً.
وإحدى نقاط الدفاع الأكثر استفزازا وخداعا عن الدعم الأمريكي للحرب هي الادعاء بأن السعوديين والإماراتيين "يدافعون" عن أنفسهم والولايات المتحدة هي مجرد مُساعد في ذلك "الدفاع عن النفس". ويبين السجل أن السعوديين والإماراتيين هم المعتدون الدوليون هنا، وأن التهديد الخطير للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ما كان له وجود إلى أن حدث القصف والغزو وتجويع اليمن منذ عام 2015.
يتحجج التحالف بمحاولة إعادة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي غير الموثوق به إلى السلطة، لكن هادي لا يمتلك أي دعم لا داخل اليمن ولا في الإمارات العربية المتحدة منذ فترة طويلة وقد تحول إلى دعم وكلاء آخرين مستغلا محاولتهم خلق مجال نفوذ لأنفسهم.
ولم يؤد التدخل الخارجي في صراع اليمن إلى إطالة أمد الحرب وتكثيفها فحسب، بل أدى أيضا إلى هلاك السكان المدنيين وخلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم، كما أدى إلى تفاقم الانقسامات السياسية القائمة في البلد. حرب التحالف السعودي غير ضرورية وغير مُبررة، وخلقت شروراً هائلة من شأنها أن تعصف باليمن والمنطقة لفترة طويلة قادمة. الحرب لا يمكن الدفاع عنها، وكذلك دعم الولايات المتحدة لها.