صحيفة نيويورك تايمز : مأساة اليمن صنعت في أمريكا

نيويورك (الأناضول ـ ديبريفر)
2018-12-12 | منذ 4 سنة

حي سكني في فج عطان دمرته طيران التحالف

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الثلاثاء، الضوء على المأساة الإنسانية التي يشهدها اليمن جرّاء الأسلحة التي باعتها الولايات المتحدة للتحالف العربي بقيادة السعودية، وحجم المساعدات الأمريكية له.

واستعرضت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها بعنوان "المأساة في اليمن صنعت بأمريكا"، حياة الناس في اليمن التي أضحت كابوساً في لحظة جرّاء الحرب المدمرة المستمرة منذ قرابة الأربع سنوات بين الحكومة المعترف بها دولياً وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله).

وتطرق التقرير إلى أرقام صفقات الأسلحة التي تبيعها واشنطن للمملكة العربية السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً في اليمن ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، وذلك دعماً لقوات الرئيس هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.

وسردت نيويورك تايمز حكايات وقصص حقيقية لأشخاص فقدوا حياتهم في غارة جوية استهدفت منطقة "أرحب" في ريف العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2016 ، مبينة أن الغارة الجوية شنت حينما كانت تقوم مجموعة من القرويين بحفر بئر ماء، فلقي بعضهم حتفه جراء القصف، وتقطعت أوصال البعض الآخر.

وأشار التقرير إلى أن آثار ذلك القصف ودلائله لا زالت موجود بالمكان رغم مرور أكثر من عامين على الواقعة.

وعرضت الصحيفة صوراً لعدد من الأطفال، والشباب، والشيوخ الذين فقدوا أعضائهم في الغارة التي قتل فيها 31 شخصاً من بينهم 3 أطفال، وأصيب 42 آخرين، بحسب معطيات منظمات حقوق الإنسان المختلفة، كما ذكرت نيويورك تايمز.

وأفادت الصحيفة أن القنابل المستخدمة في ذلك الهجوم، تحمل أرقام هويات منحتها وزارة الدفاع الأمريكية، وأنه ثبت أن شركة في ولاية تكساس هي التي تقوم بإنتاجها.

وروت الصحيفة نقلاً عن أحد الأطباء أن جرحى هذه الجريمة حين وصلوا إلى قسم الطوارئ في مستشفى الثورة العام بصنعاء، وجدوا الممرات محاطة بالمرضى المحتضرين وأفراد عائلات يائسين من غارات جوية مختلفة، حدثت في أقرب مكان في صنعاء.

ولفتت الصحيفة إلى أنه منذ بداية الحرب في اليمن عام 2015 وحتى الآن، والأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان المختلفة تحذر من الأضرار التي تلحق بالمدنيين، ومساكنهم في غارات التحالف العربي.

وذكرت أنه "في عام 2015 أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات وسفينة صواريخ موجهة وسفن حربية أخرى لمساعدة السعوديين على فرض الحصار على اليمن".

وقالت الصحيفة الأمريكية إن "القنابل السعودية ضربت المصانع، والطرق، والجسور، والمستشفيات، والآبار، والجنازات، وحفلات الزفاف، والتجمعات من النساء، وحافلات المدارس المليئة بالأطفال في اليمن".

وأضافت أن الحصار الذي تفرضه السعودية على المناطق الخاضعة لسيطرة مسلحي جماعة الحوثيين، بذريعة منع دخول السلاح لهم، صعّب من مسألة إيصال المساعدات الإنسانية والغذاء باليمن.

وأشارت إلى أنه بسبب الحصار والغارات الجوية، فقد 85 ألف طفل دون سن الخامسة، حياتهم، وانتشر وباء الكوليرا في 21 محافظة بالبلاد الأفقر في شبه الجزيرة العربية.

ووفقاً لتأكيدات الأمم المتحدة، بات اليمن يعاني "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، فضلاً عن أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، أصبحوا بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن السعودية حصلت على دعم الأسلحة من الولايات المتحدة، مبينة أن الرياض اشترت أسلحة بمليارات الدولارات في فترات حكم الرؤساء السابقين، بيل كلينتون، وبوش الابن، وباراك أوباما.

وأوضحت أن الرئيس الأمريكي السابق أوباما، قام قبل فترة وجيزة من انتهاء فترته الرئاسية، بوقف بيع القنابل الذكية للمملكة بهدف تقليل معدلات الوفيات في صفوف المدنيين.

وذكرت أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، حينما تولى مهام عمله، كانت السعودية أول وجهة يجري لها أول زيارة خارجية له كرئيس للولايات المتحدة، وأعاد استئناف بيع الأسلحة التي كان قد علقها أوباما، مشيرة إلى أن تلك الفترة شهدت سعي الكونغرس الأمريكي لاتخاذ خطوات لوقف بيع تلك الأسلحة.

وقالت الصحيفة إن الأكثر أهمية "هو أن أمريكا باعت السعوديين مليارات الدولارات من الأسلحة ذات التقنية العالية لمساعدتها".

و تضمن تقرير نيويورك تايمز بعضاً من المعلومات التي وردت في "بيانات نقل الأسلحة بمعهد أبحاث السلام الدولي التابع لمعهد ستوكهولم الدولي" والتي كشفت حجم السلاح الذي زودت به واشنطن السعودية والذي تضمن "طائرات وقنابل ليزرية وقنابل غاز وصواريخ جو أرض".

وتسبب الصراع في اليمن بمقتل نحو 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet