تعهدت المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا عربيا عسكريا في اليمن، باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية الأطفال في الحرب الدامية الدائرة في اليمن للعام الخامس على التوالي.
وقال المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، في كلمة بلاده في جلسة مجلس الأمن الدولي، السبت، تحت بند الأطفال والنزاع المسلح، إن المملكة تعمل مع دول التحالف على تكوين وحدة حماية الأطفال التي أنشئت بموجب التفاهم مع الأمم المتحدة.
وأضاف: "لقد أشار تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بإنصاف إلى مدى الجهد الذي بذلته قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن للتخفيف من الإصابات بين الأطفال، وأشار إلى انخفاض عدد هذه الإصابات بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة لعام 2018م".
وشكك مندوب السعودية، الأرقام الواردة في التقرير حول الإصابات بين الأطفال المنسوبة إلى قوات التحالف، معتبراً أنها أرقام مبالغ فيها وأن جميع تلك الأرقام كانت تستقى من مناطق تحت سيطرة الحوثيين، وبعضها لا يمكن لمراقبي الأمم المتحدة الوصول إليها والتحقق من المعلومات الواردة منها، حد قوله.
ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله ) المدعومة من إيران، والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.
وينفذ التحالف منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥ ينفذ عمليات جوية وبرية وبحرية دعماً لقوات الحكومة اليمنية "الشرعية" في حربها ضد جماعة الحوثيين، لكن بعض الضربات الجوية للتحالف سقط فيها عدد كبير من المدنيين بينهم أطفال ونساء.
وزعم المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة، أن الجهات المسؤولة في المنظمة الأممية قد أخفقت في تزويد قيادة التحالف بالمعلومات الكاملة حول الإصابات حال وقوعها، ومكانها وتاريخها ووقتها وما يسندها من أدلة ووثائق، معتبراً أنه "في غياب هذه المعلومات الدقيقة تظل الاتهامات مجرد تخمينات جزافية ورجم بالغيب، أما في الحالات القليلة التي تم فيها أشعار قوات التحالف بتفاصيل كافية، فلقد كانت هذه الحالات موضع اهتمام بالغ وأجريت حولها التحقيقات المستقلة وصدرت بشأنها تقارير مفصلة أوضحت ظروف كل حالة واتخذت الإجراءات الكفيلة بمحاسبة المسؤولين عنها".
وجدد المندوب السعودي اتهامات بلاده لإيران بدعم ما أسماه "الميليشيات الطائفية في لبنان وسوريا وعلى رأسها حزب الله من أمثلة الإساءة المتعمدة للأطفال"، موضحاً أن "النظام الإيراني يربي الأطفال الأبرياء على المسيرات العسكرية وحمل السلاح وترديد الهتافات التي لا يدركون معناها أو مضمونها، فضلا عن دعمها المستمر المتواصل للمليشيا الحوثية وما أثبتته تقارير الأمم المتحدة المستقلة من مواصلة تهريب السلاح الإيراني إلى الحوثيين في مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن 2216 و 2231 و 2140" حد تعبيره.
وكثير من الضربات الجوية، أخطأت أهدافها وتسببت في مقتل مئات المدنيين في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى، وهو ما دفع المنظمات الأممية والدولية لتوجيه اتهامات للتحالف بارتكاب جرائم حرب.
وتتهم الأمم المتحدة والجماعات الحقوقية التحالف العربي باستهداف المدنيين، وارتكاب جرائم قد تصل إلى مستوى "جريمة حرب"، وهو اتهام ينفيه التحالف.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.