شن نائب رئيس الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً وزير الداخلية، أحمد الميسري، هجوماً حاداً على دولة الأمارات العربية المتحدة وتوعدها بعودة المعارك ضدها وأتباعها في اليمن، وانتقد الموقف السعودي وصمت الرئيس عبدربه منصور هادي الذي وصفه بـ"المريب"، وذلك إزاء ما حدث في مدينة عدن جنوبي البلاد وأدى لانتصار قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم إماراتياً على قوات الحكومة "الشرعية".
واعترف الميسري في تسجيلات فيديو وتغريدات على تويتر، اليوم الأحد رصدتها وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، بهزيمة قوات الحكومة المعترف بها دولياً أمام قوات الانتقالي الجنوبي في عدن بعد معارك استمرت أربعة أيام في المدينة التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد.
الميسري الذي من المتوقع أن يكون قد وصل العاصمة السعودية الرياض برعاية السعودية اليوم الأحد قادماً من عدن بعد أن فر من منزله فيها إثر تدخل قوات سعودية فجر السبت، قال في تسجيل مصور: "نحن نقر بالهزيمة ونبارك للأشقاء في الإمارات العربية المتحدة النصر علينا"، في إشارة إلى دعم هذه الدولة الخليجية لقوات الانتقالي الجنوبي.
وتوعد نائب رئيس الحكومة اليمنية، الإمارات بالعودة لخوض معارك أخرى، وقال: "لن تكون هذه المعركة النهائية ولن تكون الأخيرة، نحن ذاهبون لنعود".
وفي إشارة إلى الوجهة التي سيغادر عدن إليها، أوضح الميسري في مقطع فيديو اليوم الأحد: "نحدثكم من عدن، في الساعة 12 ظهراً، وسنتجه بعد ساعتين برعاية الأشقاء في المملكة العربية السعودية إلى مطار عدن الدولي لترحيلنا إلى الرياض".
وكشف وزير الداخلية اليمنية، حجم الدعم الإماراتي لقوات الانتقالي الجنوبي ومكنها من حسم المعارك ضد قوات حكومته، قائلاً: "العربات الإماراتية التي نزلت شوارع عدن هي أكثر من 400 عربة نزلت في شوارع عدن وكانت محملة بالعتاد والأسلحة والذخائر في كل مربع من مربعات عدن، يقودها آلاف المأجورون، أصحاب الصرف اليومي، ونحن قاتلناهم بأدوات بدائية، حرصاً منا على بقاء مؤسسات الدولة والدفاع عنها بما أوتينا من قوة". وأضاف: "هذه الحرب فرضت علينا فرضاً والجميع يعلم أنه لا توجد مقارنة بين ما نملكه وما يملكونه".
وانتقد المسؤول اليمني موقف المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً عربياً منذ نحو أربع سنوات ونصف لدعم "الشرعية" في اليمن في قتالها ضد الحوثيين.
وأوضح قائلاً في إحدى تغريداته: "السعودية صمتت على ماجرى لنا لمدة 4 أيام وشريكنا يذبحنا من الوريد للوريد".
كما انتقد الميسري موقف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إزاء ما حدث في عدن معتبراً أن "صمت الرئاسة على ما حدث لنا وماجرى في عدن كان مريباً، وموقف غير موفق".
ووجه نائب رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً رسالة لا تخلوا من التهكم إلى قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، قائلاً: "شكراً لكم على نهب وسرقة منازلنا وما فيها وممتلكاتنا وسياراتنا والعبث بأشيائنا الشخصية".
وشبّه تصرفات قيادات الانتقالي الجنوبي بتصرفات الحوثيين في نهب منازل وممتلكات القيادات المخالفة لهم، معتبراً أن "التشابه بين السلوكين يؤكد أن المشكاة واحدة"، حد قوله.
وخاطب من وصفهم بـ"أبطال" الشرعية، مثنياً على مواقفهم وقال: "شكرا لكم، لا تبتأسوا، لا تحزنوا، يجب أن تكون جذوة الحرية مشتعلة في داخلكم، ويجب أن لاتنبطحوا لأصحاب المشروع الهدام، يجب أن تظلوا متمسكين بالقيم التي قاتلتم من أجلها، قيم الحق والعدالة والعيش المشترك والإخاء".
يأتي هذا الهجوم العنيف للوزير الميسري عقب يوم من إحكام قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح وبدعم إماراتي، على كامل مدينة عدن بعد معارك اندلعت الأربعاء الماضي واستمرت أربعة أيام بين قوات المجلس وقوات الحكومة اليمنية الشرعية.
واندلعت اشتباكات عنيفة الأربعاء الفائت في عدن عقب دعوة الانتقالي الجنوبي قواته إلى النفير العام والسيطرة على القصر الرئاسي في منطقة معاشيق، وذلك بعد اتهامه لحزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن) المسيطر على قرار الحكومة والرئاسة اليمنية، بالتواطؤ في عملية صاروخية أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها أودت بعشرات القتلى بينهم قائد رفيع في قوات الانتقالي خلال عرض عسكري في عدن في الأول من أغسطس الجاري.
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم وقوتهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف الذي تقوده السعودية. ودعمت أبو ظبي التوجهات الانفصالية، وساعدت في إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح في مايو العام ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس، ولا تخضع لتوجيهات الحكومة اليمنية "الشرعية".