اليمن: تعز خارج كل التفاهمات السياسية والإنسانية بصورة صادمة

تقرير (ديبريفر)
2019-11-28 | منذ 4 سنة

تعز المدينة التي ظلمها الجميع في حرب اليمن

التطور اللافت في موضوع مطار صنعاء، وعمليات تبادل الأسرى بين السعودية التي تقود تحالفاً داعماً للحكومة اليمنية الشرعية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله)، جعل نوافذ الأمل مشرعة أمام فرصة إنسانية، يتصدر لها اليمنيين فيما بينهم، وتتعلق بفتح المعابر والمنافذ إلى مدينة تعز وسط اليمن.

يقول الكثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، أن اليمنيين قساة فيما بينهم، لكن عمليات تبادل الأسرى التي تمت في الشهر الأخير بكثافة، ومنذ اتفاق ستوكهولم، بين جماعة الحوثيين(أنصار الله) وقوات حكومية، وبوساطات محلية، تشير إلى أنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق يقضي بفك الحصار عن مدينة تعز التي تعيش أوضاعاً إنسانية وصحية كارثية.

القيادي البارز في جماعة الحوثيين(أنصار الله)محمد البخيتي، خرج اليوم، بتصريح استباقي حول حصار مدينة تعز، قاطعاً الطريق فيما يبدو على أي تساؤلات حول مصير تعز في ظل كل تلك التفاهمات الحاصلة بين الجماعة والسعودية، ورافضاً وصف تعز بالمحاصرة، وقد قال على حسابه في تويتر:" تعز محتلة، وليست محاصرة"، مستطرداً " المحاصرة هي إب، وذمار وصنعاء وغيرها من المحافظات والمناطق غير المحتلة".

وتسمي جماعة الحوثيين(أنصار الله) المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف أو المسلحين الموالين له، حتى وإن كانت من القوات الحكومية، بالمحافظات المحتلة، بما في ذلك محافظة تعز التي تسيطر الجماعة على مناطق واسعة منها.

وقال البخيتي :"سبب غلق طريق الحوبان هو مروره من أكثر الجبهات العسكرية اشتعالاً، وسبق وعرضنا على حزب الإصلاح الاتفاق لوقف اطلاق النار في تعز، من أجل فتح الطريق إلا أنه رفض لأن قراره ليس بيده".

بدورها، تتهم قيادات من حزب الإصلاح في تعز، جماعة الحوثيين(أنصار الله) بأنهم غير صادقين في مسألة فتح المعابر والحصار عن المدينة.

وفي حين يتبادل الطرفان تهم رفض "فك الحصار عن تعز"، تواصل المدينة العيش مضطرة وسط الأوبئة والقمامة المتكدسة التي تفتك بالأهالي، وتكتفي الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بإصدار توجيهات لفظية لا تنفذ على أرض الواقع، ولا تخفف من معاناة مدينة مأهولة بالسكان وتفتقر لأبسط الخدمات الإنسانية والصحية.

ويتمسك الآلاف من النازحين الذين أجبرتهم المواجهات العنيفة بين الحوثيين والمسلحين الموالين للتحالف داخل مناطقهم وأحيائهم الشعبية، على مغادرة منازلهم إلى وجهات عديدة ومختلفة، لكنهم ومنذ أكثر من أربعة أعوام وهم يتمسكون بأمل العودة إلى منازلهم، خاصة وأن بعض من تلك المناطق تشهد استقراراً إلى حد ما.

منفذ جولة القصر في تعز

يقول محمد علي(50 عاماً) لوكالة "ديبريفر" أنه يحلم بالعودة إلى منزله داخل مدينة تعز، فقد انهكته أحواله المعيشية كنازح في صنعاء يطالبه المؤجر دفع إيجاراته المتأخرة منذ خمسة أشهر، ودفع زيادة في مبلغ الإيجار.

نازحون كثيرون يريدون العودة إلى منازلهم وحاراتهم القديمة، ونظراً لتكاليف العودة الباهظة في ظل بقاء الحصار، فضلاً عن مخاطر الطرقات التي يضطر آلاف المسافرين عبورها كونها المنفذ الوحيد، فإنهم يرجؤون العودة على أمل أن يرفع الحوثيين(أنصار الله) الحصار عن تعز ويخصصون معابر تختصر لهم المسافات وتكاليف العودة.

بالمثل يواجه عشرات الآلاف من سكان مدينة تعز، مخاطر الموت بمختلف أنواع الأمراض، ومن بينها الأوبئة المنتشرة بكثافة فتاكة، لكنهم لا يستطيعون الخروج من المدينة لعديد اسباب في مقدمتها بُعد المسافات ووعورة الطرقات وتكاليفها.

وفي 10 أكتوبر الفائت، كانت ظهرت بعض التفاهمات الإيجابية حول حصار تعز، حيث رحب النائب البرلماني، ورئيس لجنة المفاوضات بشأن فتح الطرقات عبدالكريم شيبان، بمبادرة جماعة الحوثيين(أنصار الله) أنصار، بخصوص "فتح منفذ غرب مدينة تعز المحاصرة منذ خمسة أعوام" متمنياً أن تصدق الجماعة في تنفيذ مبادرتها.

وقال شيبان، وهو قيادي في حزب الإصلاح اليمني، أن وزير الأشغال في حكومة الإنقاذ التي شكلتها جماعة الحوثيين(أنصار الله) في صنعاء، تواصل معه وأبلغه وجود توجيهات عليا من الجماعة لفتح الطرقات في مدينة تعز خلال الأيام المقبلة.

وأكد شيبان أنهم قاموا بإرسال مسودة الاتفاق إلى جماعة الحوثيين(أنصار الله)، عبر غالب مطلق المكلف بفتح الطرقات، موضح فيها الطرق التي حددتها لجنة المفاوضات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، لكي يتم فتحها، ومن بينها " إزالة الالغام من الطرفين، وتأمين المنافذ من قبل (الشرعية) ووقف إطلاق النار من الطريق المفتوح من أجل سلامة العابرين والمسافرين".

عبدالكريم شيبان

وجدد شيبان ترحيبه بمبادرة جماعة الحوثيين(أنصار الله) بقوله :" نحن كمواطنين وسلطة محلية وجيش وطني في تعز نرحب بمبادرة فتح الطرقات ونتمنى أن يصدقوا".. مضيفاً :" قمنا بتحديد طريق (جولة القصر، وادي صالة، العسكري، الجحملية )، أو (جولة القصر، فرزة صنعاء، عقبة منيف، الحوض)، وكذلك اقتراحنا فتح طريق (مفرق الذكرة، الستين، مصنع السمن والصابون، المطار القديم) من أجل الناقلات الكبيرة فقد حتى لا يسبب زحاماً في بقية المنافذ".

ووصف تقرير أممي استمرار حصار جماعة الحوثيين(أنصار الله)، لمدينة تعز بـ" جريمة حرب".. وأكد التقرير أن الحصار أثر بشكل كبير على تعز، وتسبب بانعدام السلع الغذائية والمياه وبندرة الأدوية وانعدام الخدمات الصحية وتراجع التعليم وغيرها من أشكال الحياة.

وما تزال جماعة الحوثيين( أنصار الله) تحكم قبضتها على أجزاء من محافظة تعز خاصة مداخل المدينة الرئيسية، منذ أكثر من أربعة أعوام ونصف، فيما تحكم القوى تابعة لحزب الإصلاح سيطرتها على مركز محافظة تعز وبقية المديريات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.

وكان نشطاء دشنوا منذ مطلع أكتوبر الفائت، حملة للمطالبة بفك الحصار عن مدينة تعز، لدواعي إنسانية بحتة، غير أن أولئك النشطاء انشغلوا في احتجاجات دعت لإقالة كل قيادات السلطة المحلية والعسكرية وفي مقدمتها المحافظ نبيل شمسان.

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet