في موقف متناقض.. أكد التزامه بشرعية هادي ورفضه للتفاوض تحت التهديد رغم طرده لقوات

اليمن.. الانتقالي الجنوبي يسخر من تهديدات التحالف وطائراته ويحث مناصريه على الصبر أمام أيام صعبة قادمة

عدن (ديبريفر)
2019-08-11 | منذ 4 شهر

هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي - أرشيف

Click here to read the story in English

سَخِرَ "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح والمدعوم إماراتياً، اليوم الأحد، من تهديدات قيادة قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، له أمس السبت.

وتناقل سياسيون وناشطون في منصات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، وهو يسخر من تهديدات التحالف خلال إلقائه خطبة صلاة عيد الأضحى صباح اليوم الأحد في أحد مساجد عدن، فيما أكد بن بريك أن الخطبة بيّنت "موقف الانتقالي والقوات الجنوبية من الأحداث" الأخيرة التي جرت في المدينة الساحلية جنوبي اليمن.

وقال بن بريك في تغريدته: "الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي قائد القوات الجنوبية يتقدم المصلين لصلاة العيد ونائبه هاني بن بريك يخطب ويؤم المصلين، وفي الخطبة بيّن موقف الانتقالي والقوات الجنوبية من الأحداث وأكد الثبات وعدم التفاوض تحت وطأة التهديد، وأكد الالتزام بشرعية هادي والوقوف إلى جنب التحالف".

وفي مقطع الفيديو يظهر نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ببزة عسكرية وهو يخطب أمام المصلين، ساخراً من تهديدات التحالف، قائلاً: "لا تكمن المفاوضات تحت وطأة التهديد، ولا تحت ضرب الطائرات. الحوثي صمد خمس سنوات وهو أردئ خلق الله ولا يحمل سوى عقيدة الولي الفقيه في إيران، أما نحن لدينا عقيدة نفديها بأرواحنا ودمائنا".

وأقسم بن بريك قائلاً: "لن يهددنا أحد، والله لن يهددنا أحد"، في إشارة إلى تهديدات قيادة قوات التحالف العربي بضرب قوات الانتقالي الجنوبي إن لم تنسحب من المواقع والمعسكرات وقصر الرئاسة في مدينة عدن والتي سيطرت قواته عليها أمس السبت بعد معارك استمرت أربعة أيام ضد قوات الحكومة اليمنية "الشرعية".

وحذّر نائب رئيس الانتقالي الجنوبي مناصريه من أيام عصيبة في الأيام القادمة، في إشارة إلى ما قد يتعرض له المجلس ومدينة عدن جراء رفضه لدعوات وتهديدات التحالف العربي.

وحث بن بريك المقرب من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، مناصري الانتقالي الجنوبي على الصبر، قائلاً: "على شعبنا أن يسمع، اصبروا على كل المعاناة، فستأتي علينا أيام صعبة وتلتفون حول القيادة كما عهدناكم، سيتم تجويعنا، وستقطع عنا كل الوسائل. اصبروا وصابروا".

واللافت في خطاب نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هو التناقض الذي ظهر في أحاديثه وأفعاله، ففي الوقت الذي يؤكد التزام المجلس "بشرعية هادي والوقوف إلى جنب التحالف"، تقوم قواته بقتال قوات الرئيس هادي التابعة للشرعية وطردها من عدن، كما يرفض المجلس تهديدات التحالف ودعواته.

تهديدات التحالف

يأتي هذا الرد الرسمي من الانتقالي الجنوبي على التحالف العربي، بعد ساعات من دعوة قيادة قوات التحالف الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" في اليمن، المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح لسحب قواته المواقع التي استولت عليها خلال الأيام الماضية في عدن وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة.

وطالب التحالف في تصريح للمتحدث الرسمي باسم قواته، العقيد الركن تركي المالكي، بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، بوقف فوري لإطلاق النار في مدينة عدن، وذلك اعتباراً من الساعة الواحدة من فجر اليوم الأحد.

وهددت قيادة التحالف على لسان متحدثها الرسمي، بأنها "ستستخدم القوة العسكرية ضد كل من يخالف ذلك".

وقال المالكي إن قيادة القوات المشتركة للتحالف "تدعو كافة المكونات والتشكيلات العسكرية من الانتقالي وقوات الحزام الأمني إلى العودة الفورية لمواقعها والانسحاب من المواقع التي استولت عليها خلال الأيام الماضية، وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة".

وبعد ربع ساعة من تصريح المتحدث باسم قوات التحالف، دعت المملكة العربية السعودية، أطراف الاقتتال في عدن، إلى اجتماع عاجل في المملكة.

وقال مصدر في وزارة الخارجية السعودية في ساعة متأخرة من مساء السبت، إن "المملكة تابعت بقلق بالغ تطور الأحداث في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وتوجه إزاء ذلك الدعوة للحكومة اليمنية ولجميع الأطراف التي نشب بينها النزاع في عدن لعقد اجتماع عاجل في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية".

وذكر المصدر أن الاجتماع يهدف "لمناقشة الخلافات وتغليب الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف، وذلك للتصدي لميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى، واستعادة الدولة وعودة اليمن آمنا مستقراً" حد تعبيره. ولم يذكر المصدر موعد أو مكان الاجتماع بالتحديد.

 

التحالف يبدأ بتنفيذ تهديداته

ونفذت قوات التحالف العربي أولى تهديداتها اليوم الأحد بشن مقاتلاته ضربات وصفها متابعون بـ"تحذيرية" ضد قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم إماراتياً في مدينة عدن جنوبي اليمن بعد أن سيطرت هذه القوات على القصر الرئاسي وكافة معسكرات الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً.

وذكر مصدر محلي في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة "الشرعية" عاصمة مؤقتة للبلاد، أن طيران التحالف نفذ نحو ثلاث ضربات على قصر رئاسة الجمهورية في منطقة معاشيق ومعسكر تابع للقوات الحكومية في منطقة جبل حديد في عدن، وكلا المكانين المستهدفين سيطرت عليهما قوات الانتقالي الجنوبي أمس السبت،.

وأفاد المصدر لوكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، بأن الضربات استهدفت أماكن خالية داخل القصر الرئاسي والمعسكر، لكنها أدت إلى فرار قوات الانتقالي الجنوبي من القصر والمعسكر قبل أن تعود ثانية إليهما بعد دقائق من رحيل طائرات التحالف.

من جهته أكد التلفزيون الرسمي السعودي نقلاً عن بيان للتحالف، أن طائراته "استهدفت إحدى المناطق التي تشكل تهديداً مباشراً لأحد المواقع المهمة للحكومة الشرعية اليمنية".

وهدد التحالف بالمزيد من الضربات إذا لم تستجب قوات الانتقالي الجنوبي لمطالبه بالانسحاب من المواقع التي سيطر عليها خلال الأيام الماضية. وقال البيان: "ستكون هذه العملية الأولى وستليها عملية أخرى في حال عدم التقيد ببيان قوات التحالف"، مضيفاً: "لا تزال الفرصة سانحة للمجلس الانتقالي للانسحاب الفوري".

وفي ساعة مبكرة من فجر اليوم الأحد أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، التزامه بوقف إطلاق النار في عدن، بناءً على طلب قيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، لكنه رهن انسحاب قواته من المواقع التي سيطر عليها خلال الأيام الماضية، بنتائج حوار مرتقب تحتضنه المملكة.

وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، نزار هيثم في تغريدة على تويتر: "استجابة لبيان قيادة تحالف دعم الشرعية، يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي التزامه التام بإيقاف إطلاق النار، كما يرحب المجلس بدعوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية للحوار وجاهزيته له".

وحول انسحاب قوات الانتقالي الجنوبي من المواقع التي سيطر عليها، كشف لوكالة "ديبريفر" مصدر مقرب من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، بأن قيادة المجلس رفضت انسحاب قواتها ورهنت ذلك بما سينتج عن الحوار المرتقب التي دعت إليها الرياض بشكل "عاجل".

وعملياً فإن إطلاق النار متوقف أساساً منذ ما قبل طلب قيادة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية، بعدما أحكمت قوات الانتقالي الجنوبي مساء أمس السبت سيطرتها على كامل مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، عاصمة مؤقتة للبلاد.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet

آخر الأخبار

إقراء أيضاً


التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن ، كن أول المعلقين

إضافة تعليق