بيروت (ديبريفر) - شهدت العاصمة اللبنانية بيروت موجة من النشاط الدبلوماسي المتسارع ، في أعقاب كارثة الثلاثاء الأسود الذي أوقع 172 قتيلاً وآلاف المصابين والمفقودين.
وتأتي موجة النشاط الدبلوماسي هذه،في إطار المساعي الحثيثة التي تبذلها بعض الدول الغربية بهدف التركيز على حث لبنان لسن إصلاحات جديدة ومحاربة الفساد المستشري لفتح المجال أمام المساعدات الدولية ومعالجة الأزمة الإقتصادية التي يشهدها البلد منذ سنوات.
ويوم الجمعة، زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بيروت ، عقب ساعات فقط من إجتماع ضم الرئيس اللبناني ميشيل عون مع مسئولين أمريكيين وفرنسيين كبار.
وأكد ظريف في أول زيارة رسمية لمسئول إيراني منذ إنفجارات بيروت وإستقالة الحكومة اللبنانية، بأن الشعب اللبناني وممثليه هم وحدهم أصحاب الحق في تحديد وتقرير مصير بلدهم.
لافتاً الى استعداد طهران وشركات ايرانية خاصة لتقديم الدعم ومساعدة لبنان في عمليات إعادة البناء وإصلاح قطاع الكهرباء.
وقال في تصريحات صحفية الجمعة ،"ليس من الإنسانية في شيء إستغلال أوجاع الشعوب ومعاناتها لتحقيق أهداف سياسية"، في إشارة منه على مايبدو إلى التحركات الغربية الأخيرة ومايشهده الشارع اللبناني من إحتجاجات غاضبة ضد النخبة السياسية في البلد.
وتقدم إيران دعماً مادياً ومعنوياً غير محدود لحزب الله اللبناني ،الحليف الأهم لها في المنطقة، والذي شارك جنباً الى جنب مع بعض حلفائه في تشكيل الحكومة اللبنانية المستقيلة.
وكان وكيل وزارة الخارجية الإمريكية للشئون السياسية ديفيد هيل ووزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي ، اجتمعا بشكل منفصل مع الرئيس اللبناني ميشال عون في وقت سابق اليوم الجمعة.
ودعت الوزيرة الفرنسية في تصريحات اعلامية، الى تشكيل حكومة جديدة قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة والتوقف عن إنتاج حكومات كسيحة ووعود جوفاء،بحسب ما نقلته عدد من وسائل الاعلام اللبنانية الجمعة على لسان الوزيرة الفرنسية.
وخلال الأيام القليلة الفائتة تدفقت بعض المساعدات الإنسانية الدولية الى لبنان، غير أن عدداً من الدول ربطت تقديم مساعداتها المالية بإجراء اصلاحات حقيقية في هيكل الدولة اللبنانية التي تتخلف بالفعل عن سداد ديونها السيادية الضخمة.
ويرى مراقبون أن الإتفاق على حكومة جديدة سيكون مهمة بالغة الصعوبة في بلد يعاني من إنقسامات طائفية حادة ويحكمه نظام المحاصصة الطائفي الذي إعتادت عليه لبنان منذ زمن طويل.