صنعاء (ديبريفر) - هاجمت جماعة أنصار الله (الحوثيين) مساء اليوم الأحد، منظمة "هيومن رايتس ووتش"، متهمة إياها بأنها "مسيسة وغير مهنية"، وذلك على خلفية تقرير للمنظمة يتهم الجماعة بطرد آلاف المهاجرين الإثيوبيين من شمال اليمن في أبريل الماضي، بذريعة فيروس كورونا، مما تسبب بمقتل العشرات منهم.
وقال القيادي البارز في جماعة الحوثيين وعضو مجلسها السياسي، محمد علي الحوثي، على حسابه في "تويتر" إن المنظمة الحقوقية الدولية طلبت منهم ليلة الـ11 من أغسطس رداً على استفسارات بشأن مهاجرين إثيوبيين، على أن يتم إرسال الرد خلال اسبوع، لكنهم تفاجأوا بنشر تقريرها بعد يوم واحد من رسالتها.
الحوثي أكد أن جماعته سبق وأن أجابت على استفسار بشأن آخر ولم تنشره "هيومن رايتس ووتش" حتى الآن، لكنه لم يكشف عن فحواه، مضيفاً" ونحن نوضح هذا لنؤكد أن هذه المنظمة مسيسة وغير مهنية".
القيادي الحوثي أرفق مع تغريدته، صورة "مبتورة" للاستفسارات التي طلبها منه نائب مدير المنظمة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، آدم كوغل.
وفي مذكرة "الاستفسارات" الخاصة بالمنظمة الدولية، سألت الحوثيين:" هل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أو وكالات إنسانية أخرى، ومن ضمنها المنظمة الدولية للهجرة، "وصول حر وغير مقيد إلى المناطق في شمال اليمن عند الحدود حيث يعلق الإثيوبيين؟".
المنظمة، وفقاً للمذكرة، حددت يوم 18 أغسطس الجاري موعداً لرد الحوثيين وتعليقاتهم على استفساراتها حول المهاجرين الإثيوبيين، كي تضمنها في تقريرها المقبل.
وكانت "هيومن رايتس ووتش" قد اتهمت الحوثيين، الخميس الماضي، بطرد آلاف المهاجرين الإثيوبيين مما أدى إلى مقتل العشرات وإجبارهم على النزوح إلى حدود المملكة، حيث أطلق حرس الحدود السعودي النار على المهاجرين الفارين ما أسفر عن مقتل العشرات منهم.
وقالت المنظمة الدولية في بيان، إن مقاتلين حوثيين بزي "عسكري أخضر" اعتقلوا بقسوة بالغة آلاف الإثيوبيين في "الغار"، وهي قرية يقطن فيها بشكل غير رسمي المهاجرون في محافظة صعدة شمالي اليمن، بحسب عدد من المهاجرين.
وأضافت أن قوات الحوثيين، التي شوهدت بشكل منتظم وهي تقوم بدوريات في المنطقة، أجبرت المهاجرين على ركوب شاحنات صغيرة واقتادتهم إلى الحدود السعودية، واستخدمت الأسلحة الصغيرة والخفيفة لإطلاق النار على أي شخص حاول الفرار.
وقال شهود إن مقاتلي الحوثي صرخوا قائلين إن المهاجرين "يحملون فيروس كورونا" وعليهم مغادرة الغار خلال ساعات، وبدأوا بإطلاق الرصاص والصواريخ ما أدى إلى سقوط قتلى .
وأشارت المنظمة إلى أن حرس الحدود السعودي أطلقوا النار على المهاجرين بمجرد اقترابهم من الحدود، بقذائف الهاون وقاذفات الصواريخ، حيث ردت قوات الحوثيين بإطلاق النار على حرس الحدود السعودي وعلى أي مهاجر حاول الهروب من فوضى القتال عائدا إلى اليمن.
وأفادت بأن حرس الحدود السعودي اقتاد من استسلم أو عثر عليهم من المهاجرين في سيارات صغيرة وشاحنات صغيرة إلى مركز احتجاز في محافظة الداير بمنطقة جازان في جنوب غرب السعودية، ثم إلى مراكز احتجاز أخرى في جيزان وجدة.
وطالبت المنظمة الحوثيين بالتحقيق مع القادة المسؤولين عن عمليات الإخلاء في "الغار" ومحاسبتهم، عن قتل وجرح المهاجرين والطرد القسري لآخرين عند الحدود السعودية اليمنية.
ويعبر آلاف العاملين الإثيوبيين المتجهين إلى السعودية اليمن كل شهر لكن القيود المفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد في البلد الذي تمزقه الحرب، خفضت عدد الوافدين.