لندن (ديبريفر) - نقلت مصادر دبلوماسية عن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، قوله إن الأطراف اليمنية، لم تتوصل إلى اتفاق بشأن الإعلان المشترك للحل الشامل للأزمة المستمرة في البلاد للعام السادس.
ووفقاً للمصادر التي حضرت الجلسة المغلقة لمجلس الأمن الدولي التي عقدت الثلاثاء عبر الفيديو حول الوضع في اليمن، فقد أبلغ غريفيث، أعضاء المجلس بأن الطرفين قدما ردوداً على مسودته المطورة للإعلان المشترك، لكن "مواقفهما متباعدة فيما يتعلق ببعض الإجراءات الاقتصادية والإنسانية، وبخاصة فيما يتعلق بفتح مطار صنعاء الدولي، ودفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وتسهيل تحصيل الإيرادات من موانئ الحديدة".
وأفاد غريفيث بأن مكتبه يواصل العمل مع الأطراف المعنية "للاتفاق على ترتيبات مؤقتة لضمان دخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة، واستخدام إيراداتها لرواتب موظفي الخدمة المدنية، معتبراً أن "هذه ضرورة إنسانية ولكنها مهمة أيضاً من الناحية السياسية، لأن ذلك قد يقوض ويمنع التقدم في مفاوضات الإعلان المشترك".
وتتهم جماعة الحوثيين (أنصار الله) التحالف العربي بقيادة السعودية والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً باحتجاز سفن المشتقات النفطية ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة غربي البلاد الواقع تحت سيطرة الجماعة.
وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أوقفت إصدار التصاريح لسفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة وعلقت العمل بالآلية الخاصة باستيراد الوقود إلى مناطق الحوثيين منذ نهاية مايو الماضي، متهمة الجماعة بالاستيلاء على رسوم المشتقات النفطية الموجودة في حساب خاص بفرع البنك المركزي بالحديدة.
ورعت الأمم المتحدة، في أكتوبر 2019، اتفاقاً بين جماعة الحوثيين والحكومة "الشرعية" بشأن رسوم الجمارك والضرائب على واردات المشتقات النفطية التي تصل إلى موانئ الحديدة، وتحييد هذه المبالغ في حساب خاص واستخدامها لدفع رواتب موظفي الدولة في مناطق سيطرة الجماعة.
وحذر المبعوث الأممي من أن "الوقت ينفد. إذ لا يمكن أن تستمر مفاوضات الإعلان المشترك إلى ما لا نهاية"، مشيراً إلى أن سيواصل مشاوراته مع الطرفين بناء على التعليقات الواردة، وسيضع مسودة جديدة للإعلان المشترك الذي يهدف إلى "إيجاد بيئة مواتية لاستئناف العملية السياسية" لأنها "الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم في اليمن"، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.
وللعام السادس على التوالي، يشهد اليمن حرباً بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران واتي تسيطر على محافظات بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر 2014.
ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة، حيث بات 80 بالمئة من اليمنيين بحاجة لمساعدات إنسانية وفقاً للأمم المتحدة، فيما يعاني البلد من تدهور حاد في القطاع الصحي ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض.