الرياض (ديبريفر) - تتبادل الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الإنتقالي الجنوبي الإتهامات بخرق قرار وقف إطلاق النار بينهما في محافظة أبين، وسط مخاوف من إمكانية فشل تنفيذ إتفاق الرياض وآليته التسريعية التي أعلن عنها مؤخراً.
وشهدت محافظة أبين جنوبي البلد في اليومين الماضيين تصعيداً عسكرياً لافتاً بين القوات الحكومية والمجلس الإنتقالي المدعوم إماراتياً ، بالتزامن مع وجود اللجنة السعودية الخاصة بالإشراف على تنفيذ الشق الأمني والعسكري لاتفاق الرياض.
وجدد المجلس الإنتقالي الجنوبي الثلاثاء اتهامه القوات الحكومية بخرق اتفاق وقف اطلاق النار في أبين.
وقال محمد النقيب المتحدث باسم قوات الإنتقالي في محور أبين، أن مواجهات مسلحة عنيفة تدور في الأثناء بين الطرفين بعدما استهدفت القوات الحكومية مواقعهم في الطرية والقطاع الساحلي بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أضطر قوات الانتقالي للرد بحزم وقوة.
وكان المجلس الإنتقالي الجنوبي علق في وقت سابق مشاركته في المشاورات الجارية لتنفيذ اتفاق الرياض، في خطوة يرى مراقبون بأنها جاءت إستجابة لضغوط وتوجيهات إماراتية.
وبرر الإنتقالي تعليق مشاركته بالتصعيد العسكري من القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية في محافظة أبين،وعدم الإلتزام بوقف إطلاق النار المتفق عليه، وإستمرار التحشيد العسكري باتجاه أبين والجنوب.
وأوضح الإنتقالي في رسالة تعليق المشاركة التي بعث بها للرياض بإعتبارها راعية الإتفاق، أن من ضمن الأسباب أيضاً عدم رعاية أسر الشهداء وعلاج الجرحى الذين بذلوا أرواحهم ودمائهم من أجل قضية الجنوب والمشروع العربي، إضافة لعدم صرف المرتبات الشهرية ومخصصات القطاعات العسكرية والأمنية، وتسوية أوضاع المتقاعدين العسكريين والمدنيين، وكذلك موظفي القطاع المدني وفي مقدمتهم المعلمين، فضلاً عن تردي الخدمات وتهاوي العملة المحلية وتضخم الأسعار.
وأكد عدد من المراقبين للمشهد السياسي في اليمن لوكالة "ديبريفر" أن رسالة المجلس الإنتقالي المتضمنة قرار تعليق مشاركته في المفاوضات وما تضمنته من مبررات، جائت إستجابة لرغبة الإمارات ليس إلا، لتعكس بوضوح حجم التخبط والصراع الحاصل بين أعضائه.
موضحين أن حشر المعلمين وتردي الخدمات والمواضيع الإقتصادية ليست سوى محاولة تعيسة من المجلس لخطب ود الشارع الجنوبي ، بعد شعوره المتعاظم بحقيقة تراجع شعبيته الواضحة خلال الآونة الأخيرة.
وكان نجل الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض دعا في تصريحات له الليلة الماضية، قيادة المجلس الإنتقالي للإنسحاب وتعليق مشاركته في مشاورات الرياض،وهو ما أعتبره محللون بمثابة توجيه إماراتي لقيادات الإنتقالي المتواجدة بالرياض لإتخاذ قرار التعليق.