مانشستر (ديبريفر) - عثرت الشرطة البريطانية على المواطن اليمني عبدالله احمد عبدالله الحبيب متوفياً داخل غرفته في أحد الفنادق بمدينة مانشستر التي وصل إليها منتصف يونيو الفائت،بحثاً عن اللجوء الإنساني.
لم يكن الشاب ذو الأربعين عاماً، الذي فر من جحيم الحرب المشتعلة والأوبئة الفتاكة التي تعصف ببلده اليمن، يدرك بأن الموت كان مختبئاً له في المكان الذي ظن أنه بات في مأمن منه.
وحتى اللحظة ماتزال ظروف وملابسات الوفاة غامضة.. لكن مسئول في شرطة مدينة مانشستر قال بأن التحقيقات مستمرة لمعرفة أسباب الوفاة والتي يرجح أنها نتيجة نوبة قلبية مفاجئة.
وذكر متحدث باسم شرطة مانشستر الكبرى: "حوالي الساعة 11.10 صباحًا يوم الخميس 6 أغسطس، تم استدعاء الشرطة من قبل إدارة الفندق بعدما شعر الموظفون بالقلق لعدم إستجابة نزيل الغرفة لطرقات الباب، لنكتشف بعد ذلك وللأسف بأنه قد فارق الحياة فعلاً.
وأضاف : "لقد توفي شخص بشكل مأساوي في الفندق ، وكل أفكارنا مع أحبائهم في هذا الوقت".
وكان عبدالله الحبيب غادر اليمن في رحلة بحث عن اللجوء بإحدى الدول الأوربية، بعدما تقطعت به السبل، مخلفاً ورائه زوجة و4 بنات، على أمل أن يعود لاحقاً ويقوم بإخراجهن من بلد مزقته الحرب والأوبئة والأزمات الإقتصادية الى بر الأمان، لكن هذا الأمل تبدد الآن.
وسافر الحبيب على متن قارب صغير مع 15 شخصًا آخرين من اليمن وسوريا وإيران، قبل أن يتم القبض عليهم من قبل قوة الحدود التي احتجزتهم في مركز إزالة الهجرة في بيدفوردشير لمدة ثلاثة أيام ومن ثم نقلهم إلى الفندق بمدينة مانشستر الأنجليزية.
وتمكن الحبيب مع رفاقه الذين جمعتهم رحلة الموت هذه من النجاة عدة مرات من موت كان يتربص بهم في البحر والبر.
وقال شاب يمني أخر كان رفيقاً للحبيب في رحلة الموت هذه لدى حديثه لمراسل وكالة ديبريفر "عبرنا بمشقة بالغة إلى أوروبا قبل شهرين من الان على متن قارب مهلهل وواجهنا الموت كثيراً ، لكننا كنا ننجو بأعجوبة في كل مرة"
وبنبرة حزن واضحة يضيف، "كنا نشعر جميعنا ونحن في القارب بأننا فقدنا بلدنا وفقدنا عائلتنا وفقدنا مستقبلنا.. أحسسنا حينها أن البحر هو المكان الوحيد المتبقي لنا لنذهب إليه رغم علمنا بحجم المخاطر التي تواجهنا"
وأوضح كان معنا 13 شخصاً اخرين من سوريا وليبيا ومصر .. أنتابنا شعور مخيف بأننا نحوم بين الحياة والموت ويمكن أن نغرق في أي وقت لكن العناية الألهية كانت حاضرة معنا حتى وصلنا الى الشواطئ الأوروبية".
ودفعت الحرب الطاحنة التي تشهدها اليمن منذ العام 2015 وماخلفته من أزمات اقتصادية وظروف معيشية صعبة، عددا من الشباب الى المخاطرة والفرار بطرق غير شرعية صوب دول أوروبية بحثاً عن الأمان والحياة الكريمة التي يفتقدونها في وطنهم.