لندن (ديبريفر) - أكد مسؤول رفيع في شركة صافر لعمليات الإنتاج والاستكشاف اليمنية، مالكة خزان النفط العائم "صافر"، اليوم الخميس، أن الخزان بحاجة لتفريغ حمولته من النفط الخام فوراً.
وقال المسؤول اليمني الذي رفض الإفصاح عن هويته، إن الحديث عن صيانة أو تقييم للناقلة عبر فريق خبراء من الأمم المتحدة أمر يتجاهل الحقائق ويسير في الاتجاه الخاطئ، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.
وأضاف "نحن الآن فعلاً مقدمون على كارثة بيئية لا قِبل لنا بها في تاريخ اليمن ولا منطقة الخليج وفي سباق حثيث مع الزمن، لكن يبدو أن القائمين على الأمر غير مكترثين بخطورة الموقف الخطير فعلاً".
واستطرد المسؤول بالشركة "الحل ليس بما يحاول فريق الأمم المتحدة بالاتفاق مع السلطات اليمنية في صنعاء أو في عدن عبر صيانة الخزان العائم صافر، هذا التوجه غير صحيح لأن الوقت الذي استغرقه الفريق للزيارة أكثر من سنة وحتى الآن لم يستطيعوا، وبالطريقة الحالية لعلاج الأمر الكارثة مؤكدة وقادمة لا محالة".
وذكر أن "التوجه الصحيح لمعالجة الأمر هو الضغط على فريق الأمم المتحدة والقوى المتصارعة في اليمن لطرح مناقصة عاجلة لتفريغ الخزان صافر من النفط كما هو".
ومضى مسؤول شركة صافر قائلاً "نحن ضد فكرة الصيانة قبل التفريغ، علينا جلب باخرة مجهزة بمعداتها وكل التجهيزات(وهي كثيرة في العالم) وتسحب النفط، إذا تم تفريغ النفط سوف نتنفس الصعداء ويزول الخطر الجاثم على صدورنا جميعاً".
وشدد على أن الأمرك يتعلق بالأولويات، إذ "يجب أولاً تفريغ الناقلة فوراً، بعدها نناقش تغيير الباخرة أو إصلاحها أو مشروع بناء خزانات للنفط على البر، علينا نزع القنبلة وفتيل تسرب البترول، بعدها الخيارات كثيرة" حسب تعبيره.
وحذر المسؤول من نفاد الوقت في الحديث عن محاولات الصيانة فـ "الكارثة قريبة، الأفضل هو سحب النفط بأسرع وقت من خلال المختصين، وبالنسبة لقيمة النفط لا يهم أين تذهب المهم هو تفادي كارثة تسرب النفط الأمر الذي سيكلف مليارات الدولارات ويقضي على الموانئ المحيطة والبيئة البحرية".
وأشار إلى أن الشركة كانت تنفق نحو 25 مليون دولار سنوياً على صيانة الخزان صافر، وكان حتى 2015 في وضع جيد وممتاز ، رغم أنه صنع في السبعينات.
وأفاد المسؤول في شركة صافر، بحدوث "تسرب لماء البحر قبل شهرين إلى قسم المحركات، وتغلبنا عليه جزئياً وسحبنا الماء للخارج، حالياً هناك انحباس مياه داخل الأنابيب فقط، ولا يوجد تسرب نفط".
وأشار إلى أن الفريق المحلي، "بصدد إحكام الفتحات التي يدخل منها الماء من الخارج؛ لأنها ضمن جسم السفينة للتبريد ويدخل فيها ماء البحر بشكل طبيعي، لكن المشكلة أن المحابس التي كانت توقفها لا تعمل الآن".
وأوضح أن خزانات النفط استنفدت الغاز الخامل الذي كان يحافظ عليها من أي اشتعال، والخطر الآن يتمثل في أن أي عمليات لحام أو شرارة بسيطة يمكنها إشعال الخزان بالكامل".
وكانت وكالة الأمم المتحدة البيئية قالت، إن حدوث أي تسرب في خزان صافر قد يدمر الأنظمة البيئية للبحر الأحمر والتي يعتمد عليها نحو 30 مليون شخص، بمن فيهم على الأقل 125 ألف صياد يمني، و1.6 مليون شخص في مجتمعاتهم الذين يعتمدون أصلاً بشكل كبير على المساعدات الإنسانية.
وأكدت الأمم المتحدة، أن تسرب النفط قد يدمر 500 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية يستعملها نحو 3 ملايين مزارع يمني، و8 آلاف بئر ماء، كما أنه قد يخلف مستويات مضرة من الملوثات الهوائية تؤثر على أكثر من 8 ملايين شخص.
وحسب الأمم المتحدة فإن التأثيرات المحتملة ستشمل أيضاً إغلاق مينائي الحديدة والصليف لمدة ستة أشهر؛ ما قد يؤثر بشكل خطير على قدرة اليمن على استيراد 90 في المائة من الأغذية والمساعدات الأساسية الأخرى والسلع التجارية التي يحتاج إليها.
وتوقفت ناقلة النفط الراسية والتي تعد محطة تصدير صغيرة لنفط مأرب على بعد عدة كيلومترات خارج ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر غربي اليمن، في مارس 2015 وعلى متنها ما يقارب 1.1 مليون برميل، دون إجراء أية أعمال صيانة لها منذ ذلك الوقت، مايجعلها عرضة لخطر الانفجار.
ووصف خبراء متخصصون سفينة النفط المتهالكة "صافر" بأنها قنبلة موقوتة بسبب تراكم خطير للغازات المتطايرة المنبعثة من النفط الذي تحمله السفينة، ماقد يؤدي لانفجارها والتسبب بكارثة بيئية ربما تفوق أي تسرب نفطي سابق.
وأظهرت صور جديدة متداولة لناقلة النفط "صافر" الثلاثاء، تسرب المياه الى داخل الناقلة العملاقة الراسية في سواحل البحر الأحمر غربي اليمن.