أنقرة (ديبريفر) - سلطت وكالة "الأناضول" التركية، في تقرير لها الثلاثاء، الضوء على تدشين العام الدراسي الجديد في اليمن في ظل الحرب وتفشي فيروس كورونا.
وقالت الوكالة في تقريرها الذي جاء بعنوان "كورونا والحرب يسلبان فرحة العام الدراسي باليمن"، إن أوجاع الحرب في اليمن ومخاوف تفشي فيروس كورونا، سلبت فرحة العام الدراسي الجديد الذي ينطلق على عدة مراحل.
وأوضح التقرير أن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً بدأت في 6 سبتمبر الجاري، الدراسة للمرحلة الثانوية، على أن تبدأ للمرحلة الأساسية مطلع أكتوبر المقبل.
وأشار إلى أن الجامعات اليمنية في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين (أنصار الله)، بدأت في استقبال الطلاب لإجراء اختبارات القبول للعام الدراسي الجديد، غير أن الجماعة لم تعلن موعداً لبدء الدراسة في المدارس.
وأضاف التقرير "يأتي هذا العام الدراسي، في ظل تدهور أكبر للأوضاع المعيشية، جراء الانهيار المتواصل للعملة المحلية، إذ تجاوز سعر الدولار نحو 800 ريال يمني".
وبحسب التقرير يتزامن العام الدراسي أيضاً مع مطالبة المعلمين في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، بصرف علاوة مضاعفة لمواجهة غلاء المعيشة، فيما يشكو المعلمون في مناطق الحوثيين من عدم تسلم رواتبهم بشكل منتظم منذ سنوات.
ونقل تقرير "الأناضول" عن حنان علي الرداعي، الباحثة في الشؤون التربوية والاجتماعية، قولها إن "التعليم في اليمن يخوض معركة جديدة في ظل ظروف قاهرة أبرزها استمرار الحرب، وما خلفته من تدهور اقتصادي واجتماعي وسياسي".
وتابعت: "اكتملت دائرة المأساة على اليمن بظرف صحي استثنائي اجتاح العالم، وهي جائحة كورونا التي عانت منها دول كبرى وتجرعت معاناتها دولنا الفقيرة".
وأشارت إلى أن "العام الدراسي الجديد يطل في ظل تشكيك مستمر لعدم استكمال العام الدراسي الماضي، والمخاوف من تفشي فيروس كورونا بين الطلاب بسبب تدهور الأوضاع الصحية في البلاد".
وأضافت الرداعي "نأمل أن نتخطى هذا الغموض بإقرار إجراءات وقائية في المدارس الأهلية والحكومية، تجنبا لتفشي الوباء ولعدم حرمان الطلاب من التعليم الأساسي".
فيما قال محمد علي (من تعز، لديه ثلاثة أبناء في الدراسة)، إن الظروف الاقتصادية الصعبة جعلت فرحة بدء العام الدراسي منقوصة.
وأضاف "قبل الحرب كان هناك استعداد وسعادة بتعليم الأبناء، وشراء مستلزماتهم، غير أن الظروف الحالية وغلاء الأسعار والمخاوف من تفشي فيروس كورونا تكالبوا على الشعب اليمني".
ولفت إلى أن "العديد من الأسر اليمنية، أصبح تعليم أطفالها هماً ثقيلاً، كما لم يعد التعليم محافظاً على مستوى جودته بسبب تدهور الأوضاع، ولم يعد هناك تدريساً جاداً يفيد الطلاب"، حسب قوله.
واستطرد قائلاً: "نريد أولاً إيقاف الحرب، وهذا هو مطلبنا الأول والأساسي، وبعدها كل شيء سيكون على ما يرام، بما في ذلك التعليم".
نائب مدير الإعلام والتثقيف الصحي بمكتب وزارة الصحة في محافظة تعز جنوب غرب اليمن، تيسير السامعي، قال "سيكون عاماً دراسياً صعباً، لكننا لن نستسلم".
وأوضح أن مكتب الصحة وضع خطة شاملة توعوية وإرشادية لتوعية الطلاب بطرق الوقاية من فيروس كورونا، وأصدر تعميمات لجميع المدارس، بضرورة فرض الإجراءات الاحترازية والوقائية، وتوفير المعقمات وإلزام الطلاب بارتداء الكمامات.