الرياض (ديبريفر) - دعت السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً في اليمن، اليوم الإثنين، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتحرك الفوري لاحتواء مخاطر انفجار أو غرق خزان النفط العائم "صافر" الذي يرسو على بعد 4.8 أميال بحرية من ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة غربي اليمن.
واتهم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، جماعة الحوثيين (أنصار الله)، بتجاهل كل المناشدات والتحذيرات التي وجهت لها، ورفضها إجراء الصيانة اللازمة للناقلة، أو السماح لفريق دولي بالتدخل لإنقاذها.
وأشار البيان إلى أن حال الناقلة صافر وصل إلى نقطة حرجة، إذ باتت بمثابة قنبلة موقوتة تهدد البحر الأحمر والدول الواقعة عليه بكارثة إنسانية، في حال تسرب أكثر من مليون ونصف برميل نفط منها إلى البحر الأحمر.
وقال المركز إن "الناقلة معرضة للانفجار في أي وقت بسبب التقادم وتوقف الصيانة، فضلاً عن تهالك المنشأة والأنابيب والمعدات الخاصة بها وتعطل منظومة مكافحة الحريق وهو ما سيتسبب في تسريب الغاز الخامل والنفط الخام".
وتوقع "انتشار بحيرات النفط في حال تسربه على امتداد البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب إيذاناً بتدمير البيئة البحرية على نطاق واسع مع عزل أكثر من 115 جزيرة وتوقف الحياة فيها."
وطالب البيان بضرورة عمل الصيانة الشاملة للناقلة، والتدخل العاجل لإلزام الحوثيين بالسماح للفريق الفني الأممي للاضطلاع بمهامه، وتمكين الفرق الفنية والهندسية من تفريغ السفينة من كميات النفط الخام الموجودة فيها بالطرق المناسبة.
وحث المركز السعودي، المجتمع الدولي الإنساني على "اتخاذ موقف ضد الضرر المتوقع حدوثه بحق البيئة والخطر الجسيم الذي يهدد السكان في المدن والجزر الواقعة على سواحل البحر الأحمر، وإنقاذهم من كارثة يمكن أن تتسبب في منع تدفق المواد الغذائية واللوازم الطبية لليمن من خلال تعطل الملاحة البحرية في البحر الأحمر".
وتوقفت ناقلة النفط الراسية والتي تعد محطة تصدير صغيرة لنفط مأرب على بعد عدة كيلومترات خارج ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر غربي اليمن، في مارس 2015 وعلى متنها ما يقارب 1.1 مليون برميل، دون إجراء أية أعمال صيانة لها منذ ذلك الوقت، ما يجعلها عرضة لخطر الانفجار.
ووصف خبراء متخصصون سفينة النفط المتهالكة "صافر" بأنها قنبلة موقوتة بسبب تراكم خطير للغازات المتطايرة المنبعثة من النفط الذي تحمله السفينة، ما قد يؤدي لانفجارها والتسبب بكارثة بيئية ربما تفوق أي تسرب نفطي سابق.
ويوم الجمعة قال سفير بريطانيا لدى اليمن، مايكل آرون، إن هناك اتفاقاً شبه كامل بين الأمم المتحدة وجماعة الحوثيين (أنصار الله) بالنسبة لما سيعمله فريق خبراء الأمم المتحدة في الناقلة الراسية غربي اليمن.
وأضاف مستدركاً "لكن نواجه مشكلة في التمويل، حيث نحتاج إلى ما بين 3 و4 ملايين دولار، ونتحدث حالياً مع بعض المانحين ألمانيا خاصة، بريطانيا دفعنا 3 ملايين دولار، وإذا حصلنا على المبالغ قبل نهاية الشهر الحالي أو نهايته من الممكن أن يكون الفريق في جيبوتي".
وفي رده على تصريحات مسؤول رفيع في شركة "صافر" مالكة الخزان العائم حول ضرورة تفريغ الناقلة فوراً قبل إجراء أي تقييم، أشار آرون إلى أن تفريغ الناقلة من النفط أمر ممكن، لكن بعد زيارة فريق خبراء الأمم المتحدة.
وعلل ذلك بقوله "نعتقد بإمكانية تفريغ الناقلة، لكن بعد تقرير فريق الخبراء، فإذا قلنا ذلك قبل الزيارة سيلغي الحوثيون الزيارة؛ ولذلك نعتقد الأولوية هو زيارة الفريق الأممي، وبعد ذلك نرى نتائج الزيارة من الخبراء ونناقش الحوثيين".
وكان مسؤول رفيع في شركة صافر لعمليات الإنتاج والاستكشاف اليمنية، مالكة خزان النفط العائم "صافر" أكد قبل اسبوع أن الخزان بحاجة لتفريغ حمولته من النفط الخام فوراً.
وحذر المسؤول من نفاد الوقت في الحديث عن محاولات الصيانة فـ "الكارثة قريبة، الأفضل هو سحب النفط بأسرع وقت من خلال المختصين، وبالنسبة لقيمة النفط لا يهم أين تذهب المهم هو تفادي كارثة تسرب النفط الأمر الذي سيكلف مليارات الدولارات ويقضي على الموانئ المحيطة والبيئة البحرية".