لندن (ديبريفر) - اتهمت منظمة العفو الدولية "أمنستي" المملكة العربية السعودي مجدداً، بتعذيب المهاجرين الإثيوبيين الذين طردتهم جماعة أنصار الله (الحوثيين) من اليمن، مؤكدة توثيقها لوفاة ثلاثة محتجزين في مراكز احتجاز مزرية.
وقالت "أمنستي"، يوم الجمعة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إنه ومنذ مارس الماضي" طردت جماعة الحوثيين آلاف العمال المهاجرين الإثيوبيين وعائلاتهم إلى السعودية بسبب تفشي فيروس كورونا".
وأشارت إلى أن "السلطات السعودية قبضت على المهاجرين لدى وصولهم إلى المملكة، وصادرت مقتنياتهم، وانهالت عليهم بالضرب في بعض الحالات".
وأفادت المنظمة أنه" تم نقل غالبية الإثيوبيين إلى مركز احتجاز (الداير)، ثم تم نقلهم إلى سجن جيزان المركزي، ثم نقل بعضهم إلى سجون في جدة ومكة لمدة تزيد على 5 أشهر في ظروف بالغة القسوة".
وذكرت المنظمة أن "جميع الأشخاص الذين أُجريت معهم مقابلات قالوا، إنهم تعرَّضوا لإساءة معاملة فظيعة منذ اللحظة الأولى للقبض عليهم من قبل السلطات السعودية".
ولفتت إلى أن "الأوضاع التي يعيشها هؤلاء في زنازين قذرة مكتظة، مُحاطين بالموت والمرض، مزرية للغاية إلى حد أن ما لا يقل عن اثنين منهم حاولا الانتحار".
واشتكى جميع المحتجزين، وفقاً لتقرير منظمة "أمنستي" من الأمراض المتفشية داخل السجون التي أصابت أغلبهم، فضلاً عن "احتجاز النساء الحوامل والرضع والأطفال الصغار في ظروف مروعة".
ووثقت المنظمة "ثلاث حالات وفاة لأشخاص بالغين في الحجر، استناداً إلى شهادات متسقة لشهود عيان" وقالت إن "محتجزين آخرين أبلغوها بوجود ما لا يقل عن أربع حالات وفاة أخرى".
وتتوقع المنظمة أن يكون العدد الحقيقي لحالات الوفاة أعلى من ذلك بكثير، نظراً" لتفشي الأمراض، وعدم توفر الطعام والماء والرعاية الصحية".
وطالبت "أمنستي" بإجراء "تحقيق في مزاعم إساءة معاملة المحتجزين، وإخضاع المسؤولين عنها للمُساءلة".
ودعت السلطات السعودية للإفراج فوراً عن جميع المهاجرين المحتجزين تعسفيا، ووضع حد للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، وضمان حصولهم على ما يكفي من الطعام، والماء والمرافق الصحية، والرعاية الصحية، ومكان الإقامة، والملابس".
ولم تمنع القيود المفروضة على السفر بسبب جائحة كورونا، من عودة ما لا يقل عن 34 ألف مهاجر إثيوبي إلى موطنهم من مختلف بلدان العالم، خلال الفترة من أبريل إلى سبتمبر 202، كان من بينهم 3998 شخص عادوا من السعودية.