بروكسل (ديبريفر)- اعتبر المرصد اليمني للحريات الإعلامية أن استثناء الصحفيين من صفقة التبادل المعلن عنها مؤخرا في سويسرا بين الحكومة الشرعية وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، يعد خذلاناً ووصمة عار كبيرة في جبين الأمم المتحدة راعية الإتفاق.
وقال المرصد في بيان له، أمس الأحد: "لقد مثل الأمر صدمة كبيرة للصحفيين في اليمن والعالم، لا سيما وأن المبعوث الأممي مارتن غريفيث سبق وأعلن في شهر أبريل الماضي عن مساع لإدراج الصحفيين الذين صدرت بحقهم أوامر إعدام وسجن حوثية، إلى قائمة المحتجزين ممن سيتم إطلاق سراحهم".
واكد مرصد الحريات الإعلامية، أن الصحافة في اليمن تواجه منذ خمس سنوات أبشع أنواع الانتهاكات والممارسات التعسفية كالإخفاء القسري، والسجن في ظروف بالغة السوء، والقتل وأحكام الإعدام خارج إطار القانون والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية.
وأضاف، إن قرار الإعدام التي أصدرتها جماعة الحوثي بحق أربعة من الصحفيين اليمنيين، والسجن بحق 5 آخرين،يعد أحد تعبيرات الصورة القاتمة التي يواجهها الصحفيون في اليمن.
وبحسب المرصد فقد بلغت الانتهاكات التي مارسها أطراف الصراع في اليمن، ضد الصحفيين 2692 انتهاكا منذ بداية عام 2015 وحتى نهاية سبتمبر من العام الجاري.
وناشد المرصد اليمني للحريات الإعلامية، المنظمات الدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير القيام بدورها في الدفاع عن الصحفيين حتى ينالوا حقوقهم الكاملة التي ضمنتها لهم المواثيق والدساتير الدولية.
ومؤخرًا، رعت الأمم المتحدة اتفاقًا بين الحكومة وجماعة الحوثي قضى بالإفراج عن680 من الأسرى الحوثيين مقابل 400 من أسرى الحكومة بينهم 15 سعوديًا و4 سودانيين، دون أن يشمل الصحفيين المختطفين في سجون الحوثي منذ عدة سنوات.
ونهاية يوليو الماضي، دعا الاتحاد الأوروبي ورؤساء البعثات الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي لدى اليمن كافة أطراف الصراع لإطلاق سراح جميع الصحفيين المعتقلين في اليمن فوراً.
وأعرب رؤساء البعثات الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي لدى اليمن في بيان صحفي تلقت وكالة "ديبريفر"، عن قلقهم البالغ والعميق إزاء الهجمات الشديدة على حرية الصحافة، بما في ذلك على حياة الصحفيين وحقوقهم على مدى الأشهر الماضية في اليمن.
وقال البيان: "أن هناك زيادة مقلقة في إصدار أحكام الإعدام والاعتقال التعسفي والترهيب وحتى اغتيال للصحفيين في اليمن".
وأضاف البيان: "تُشكل هذه الأفعال هجمات غير مقبولة على مبدأ حرية الصحافة"، مشيرا الى ضرورة إحالة مرتكبي جريمة قتل نبيل حسن القعيطي إلى القضاء".
وكان مسلحون مجهولون اغتالوا مصور وكالة فرانس برس، نبيل حسن القعيطي بالقرب من منزله في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في 3 يونيو الماضي.
وحث البيان، جميع الأطراف في اليمن على احترام حرية التعبير كما جسدها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والدستور اليمني.