واشنطن (ديبريفر) - سجلت تقارير دولية حديثة ارتفاعا مخيفا في معدلات الفقر المدقع ، في أعقاب جائحة كورونا التي ضربت معظم الدول، وتضرر بسببها مئات الملايين من البشر.
وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن ما بين 88 مليون و114 مليون شخص حول العالم أصبحوا في فقر مدقع، ليرتفع الإجمالي العام لعدد الأشخاص الذين يعيشون فقرا مدقعا إلى ما بين 703 مليون و729 مليون شخص حول العالم،مقارنة ب 615 مليون شخص قبل ظهور فيروس كورونا.
وتشكل هذه الأرقام نقطة مفصلية، ونهاية لسلسلة من الانخفاضات في معدلات الفقر المدقع، استمرت لأكثر من عقدين.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، تعد هذه الأرقام أكبر زيادة في معدلات الفقر المدقع منذ عام 1990 عندما بدأ البنك بتسجيل وحفظ البيانات.
ووفقا للمقياس الذي يعتمده البنك الدولي، فإن الفقر المدقع يشمل الأشخاص الذين يعيشون على أقل من دولارين أميركيين في اليوم الواحد، أو 700 دولار أميركي سنويا.
وقالت كارولينا سانشيز، المسؤولة البارزة في البنك الدولي إن هذه أسوأ نكسة يشهدها العالم منذ جيل بأكمله.
وأوضحت،خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008 عندما كان العالم في حالة ركود إقتصادي، كان عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع ينخفض، لكن آثار جائحة كورونا أثبتت أنها أكثر انتشارا وشدة.
وأضافت، قبل الوباء كان الفقر المدقع محصورا بمجموعات تعيش في الريف وهم من غير المتعلمين،غالبيتهم يعمل في الزراعة، لكن بعد الوباء أصبح الفقر المدقع يشمل مجموعات متعلمة وتعيش في المدن.
ومن المرجح أن يؤدي تصاعد الفقر المدقع إلى تحطيم الآمال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في الدول الفقيرة والنامية والأسواق الناشئة،وفقا للمسؤولة الدولية .
وقال البنك الدولي إن جائحة كورونا والصراعات حول العالم وتغير المناخ، سيجعل من هدف إنهاء الفقر بحلول عام 2030 أمراً بعيد المنال وشبه مستحيل.
وخلال العقود الثلاثة الماضية أدى صعود اقتصادات الصين والهند إلى انتشال مئات الملايين من براثن الفقر، كما شهدت أميركا اللاتينية انخفاضا في عدد الفقراء بأكثر من النصف، وكان ذلك قبل كورونا، إلا أن ما بعده لن يكون كذلك على الإطلاق.