صنعاء (ديبريفر) - رفضت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، مبادرة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، للحل الشامل للأزمة اليمنية، واعتبرتها "مناورة سياسية مخادعة".
وقالت مصادر مطلعة في حكومة الإنقاذ التابعة لجماعة الحوثيين، إن مبادرة غريفيث تتضمن "ثغرات جسيمة" لايمكن لحكومة الحوثيين، السكوت عليها إذ أن بنودها لاتبدو كفيلة بوضع حد للحرب، وذلك حسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية.
وأضافت "صحيح أن المبادرة تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار، ومعالجة للوضع الاقتصادي، إلا أن تلك المعالجة جزئية ولا تفي باحتياجات الشعب اليمني. والأسوأ من ذلك كلّه أنها لا تتضمّن رفع الحصار".
وتابعت بالقول "النظام السعودي يُوجِّه ما يُسمّى الشرعية برفض المبادرة في الظاهر، ولكن في الواقع ليس أمامه سوى خيار الموافقة عليها بسبب الخشية من أن يؤدّي تحرير مأرب إلى تقليص خياراته مقابل تعزيز أوراق قوة أنصار الله".
واعتبرت المصادر أن "المبادرة تُبقي الجانب السعودي متحكّماً بالبلد، فضلاً عن إمساكه بقرار السلم والحرب فيه، ومتى أتيحت له الفرصة سينقضّ على كلّ الإنجازات التي تَحقّقت".
وأكدت رفضها "إبقاء الشعب اليمني رهن المزاج السعودي، متى شاء يفتح المطار والموانئ ومتى شاء يغلقها، وكذا التحكّم بالمرافق الاقتصادية عبر علاقاته مع الجهات الدولية التي تُمكّنها المبادرة من التحكّم بالثروة النفطية من الإنتاج والتصدير مروراً بالرواتب والموازنات وغيرها".
وأشارت إلى منع التحالف دخول المشتقات النفطية والمواد الغذائية والدوائية إلى ميناء الحديدة، متهماً السعودية بممارسة "حصار قاس على ميناء الحديدة، وتمنع دخول السفن إليه رغم حصولها على تراخيص من هيئة التفتيش التابعة للأمم المتحدة".
وأردفت المصادر "تضحيات الشعب اليمني طوال سني الحرب لا تتناسب مع أيّ مبادرة تنتقص من سيادة البلد، أو تُقيّد قراره الحر، أو تمنعه من ممارسة دوره الطليعي في الإقليم".
وفي المقابل، لا تزال الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، ترفض مبادرة غريفيث، معترضةً على إبقائها على مطار صنعاء، تحت سيطرة جماعة الحوثيين، وتطالب بعودة طاقم العمل الذي كان هناك قبل عام 2014. كما تَتَحفّظ على مقترحات استئناف تصدير النفط من حقول مأرب، فيما لا يزال ميناء رأس عيسى تحت سيطرة جماعة الحوثيين، ولم تنسحب منه وتُسلّمه إلى الأمم المتحدة، إلى جانب مطالبتها بالرقابة على السفن الواصلة إلى ميناء الحديدة بدعوى منع تهريب الأسلحة.