نيويورك (ديبريفر) - أكدت الأمم المتحدة، الثلاثاء، تفاقم الأوضاع الانسانية والمعيشية في اليمن خلال الأشهر القليلة الماضية وتضاعف أعداد الجوعى والمحتاجين على نحو غير مسبوق، وسط مخاوف متزايدة من إنزلاق البلد الغارق بالحرب منذ عدة سنوات، نحو مجاعة هي الأسوأ على مستوى العالم في التاريخ الحديث.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، إن " ملايين اليمنيين لا يملكون ما يكفي من الطعام في شهر رمضان المبارك".
ودعا المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الانسانية في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع تويتر، الى مساعدة اليمنيين في مواجهة هذا الوضع المأساوي.
وتعاني الأمم المتحدة من نقص كبير في التمويل، الأمر الذي دفعها إلى تعليق بعض أنشطتها وبرامجها الاغاثية والانسانية خلال الأشهر الماضية، وسط توقعات بوقف المزيد من برامج المساعدات الخاص بها مستقبلا.
وتأتي هذه التصريحات في سياق تحذيرات أممية ودولية متزايدة من إمكانية وقوع كارثة حقيقية تتربص بالسكان المحليين في البلد المطحون بصراع مميت منذ ثمانية أعوام.
ويدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية، وبين جماعة أنصار الله (الحوثيين) المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها بما فيها العاصمة صنعاء منذ بدء اجتياحهم المسلح عام 2014.
وخلّف هذا الصراع المستمر باليمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ودفع الملايين إلى حافة المجاعة؛ حيث بات 80 بالمئة من اليمنيين تقريبا بحاجة لمساعدات إنسانية، وفق تقارير الأمم المتحدة التي أكدت مرارا أن البلد يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا.
وكان ديفيد غريسلي، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن المانحين دعا الاثنين الماضي، إلى"زيادة الدعم لمساعدة اليمن، وسرعة الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها خلال مؤتمر المانحين الأخير".
وقال: "سيساعد هذا الدعم العاملين في المجال الإنساني باليمن على تزويد المحتاجين بفوائد سلام ملموسة، حيث نعمل على توسيع نطاق وصولنا إلى المناطق التي تعذر وصولنا إليها في السابق".
وفي 16 مارس الماضي، أعلنت الأمم المتحدة، تلقيها تعهدات مالية من 36 جهة مانحة بقيمة 1.3 مليار دولار لصالح مشاريعها الإنسانية في اليمن لعام 2022، في وقت كانت تطمح كانت بالحصول على 4.27 مليارات دولار، لتنفيذ خطتها التي تستهدف الوصول إلى 17.3 مليون شخص.