عدن (ديبريفر) -عقد بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، الجمعة، إجتماع ثلاثي ضم اليمن والأمم المتحدة ومملكة هولندا، وذلك لمناقشة أخر الترتيبات الجارية للشروع بتنفيذ المرحلة الأولى من خطة إنقاذ خزان صافر النفطي العائم، الذي ينذر بكارثة بيئية وشيكة في البحر الأحمر.
وخلال الاجتماع الذي ضم معين عبدالملك رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ووزيرة التجارة الخارجية والتعاون الدولي بمملكة هولندا "ليسجي شرينماخر"، ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، ديفيد جريسلي، جرى بحث الخطوات العملية لحل مشكلة الخزان النفطي العائم.
وأكد الاجتماع، أهمية تسريع صرف التعهدات التي قدمتها الدول المانحة والقطاع الخاص والأفراد لدعم خطة الأمم المتحدة وتغطية ما تبقى منها، لتفادي المخاطر البيئية والبحرية والإنسانية الكارثية التي يشكلها الخزان في حالة تعرضه للانهيار.
وجدد رئيس الحكومة اليمنية الاشارة الى المخاطر المحدقة التي تهدد حياة ومصادر عيش ملايين من اليمنيين جراء تهالك سفينة صافر النفطية التي ترسو في مياه البحر الأحمر قبالة سواحل مدينة الحديدة.
وقال إن هناك مخاوف متصاعدة من امكانية حدوث تسرب أو انفجار في السفينة التي تعد وحدة تخزين عائمة تحمل مايفوق 1.1 مليون برميل من النفط الخام.
مؤكداً أن المخاطر التي تمثلها السفينة المتهالكة التي لم تخضع لأية أعمال صيانة منذ ثمانية أعوام، لن تنحصر في اليمن فحشب وانما ستمتد آثارها الخطيرة لتشمل جميع الدول المشاطئة للبحر الأحمر، كما أنها ستؤثر على ممرات الملاحة الدولية في خليج عدن ومضيق باب المندب وصولا الى قناة السويس.
وأضاف: "نحن أمام قنبلة موقوتة حقيقية، فالخزان الذي يعمل منذ ٤٥ عام، ويحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام، وصل الى مرحلة كبيرة من التدهور، بعدما توقفت عمليات الصيانة منذ بداية الحرب التي اشعلتها جماعة الحوثي".
وأوضح معين عبدالملك، أن موقف الحكومة اليمنية واضح منذ البداية في رفض تسييس هذا الملف الخطير أو إدراجه في أي نقاشات سياسية بصفته أولوية إنسانية وبيئية واقتصادية.
وقال، إن الحكومة طالبت مرارا وتكرارا بالسماح لخبراء الأمم المتحدة بالوصول الى الخزان لتقييمه وتفريغه في ظل استمرار رفض الجماعة الحوثية واستخدامها هذا الملف للمساومة والابتزاز السياسي.
وأعرب عن أمله في أن يتم تغطية فجوة التمويل للمرحلة الأولى، للبدء بتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة في القريب العاجل، وألا تواجه خطة الانقاذ الأممية بتعنت جديد أو مماطلة من قبل الحوثيين كما يفعلون منذ سنوات.
وثمن رئيس الوزراء اليمني جهود مملكة هولندا وقيادتها وتبنيها مسار تحييد خطر الخزان عبر استبداله بناقلة أخرى، وكذا استضافتها لمؤتمر للمانحين لتمويل الخطة.
بدورها،أعربت الوزيرة الهولندية عن سعادتها بزيارتها الى عدن والمشاركة في هذا الاجتماع..
مؤكدة اهتمام بلادها بقضية خزان صافر النفطي استشعارا بالمخاطر الكارثية لحدوث أي تسرب او انفجار للخزان.
وقالت شرينماخر، إن هولندا تشاطر الحكومة اليمنية مخاوفها من انعكاسات خزان صافر ليس على اليمن فحسب بل على المنطقة.
كما اشارت إلى استضافة هولندا مع الأمم المتحدة في مايو الماضي مؤتمر لجمع التبرعات اللازمة وتمويل الخطة التشغيلية لمنع التهديد الذي يشكله خزان النفط العائم في البحر الأحمر.
وأكدت استمرار الحكومة الهولندية في حشد الجهود لتمويل كامل الخطة وتفريغ وصيانة الخزان النفطي وفق الخطة المعدة من قبل الأمم المتحدة.
من جانبه، أكد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، ديفيد جريسلي، على أهمية هذا الاجتماع، وما قُطع من شوط كبير في مسار حل مشكلة خزان صافر النفطي.
ونوه إلى التعاون القائم مع الحكومة اليمنية في هذا الجانب وثقته في نجاح خطة الأمم المتحدة لمنع خطر الخزان النفطي.