عدن (ديبريفر) قال مصدر عسكري يمني مسؤول، يوم الثلاثاء، إن كل الأعمال العسكرية لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، تؤكد أن هناك توجها لمعركة بحرية محتملة في الفترة المقبلة.
ونقل موقع "عربي 21"، عن المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، قوله، إنه مقابل تحركات الحوثيين العسكرية، هناك تحركات مماثلة من قبل طارق صالح، قائد قوات المقاومة الوطنية المدعومة من الإمارات، وعضو المجلس الرئاسي في مديريات الساحل الغربي من محافظة تعز ومديريات الريف الجنوبي من محافظة الحديدة .
وأشار إلى أن وزير الدفاع في الحكومة المعترف بها، الفريق ركن، محسن الداعري، قد تسند له مهمة تأمين منطقة باب المندب، حيث ممر الملاحة الدولي، بدعم سعودي وإماراتي، وإسناد من طارق صالح.
وكشف المصدر عن مناورات بحرية تنفذها قوات أمريكية وبريطانية لأسلحة جديدة قد تستخدم من قبل "الأسطول الخامس"، منها "نظام اتصالات وقوارب غير مأهولة ومسيرات إسرائيلية".
وذكر أن مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، عبّر عن مخاوفه من أن يكون هناك تدخلا عسكريا مباشرا من قبل "الأسطول الخامس"، ردا على أي حماقة قد يقدم عليها الحوثيون، وذلك بشن عمليات تستهدف الممر البحري العالمي للطاقة "باب المندب".
وقال المصدر إن الإمارات والسعودية ربما تنأيان بنفسيهما عن التدخل المباشر في المعركة المحتملة في الفترة المقبلة، أو في المشاركة في قوات المهام المشتركة البحرية، تجنبا لأي ضربات للحوثيين على أراضي الدولتين بواسطة الطائرات المسيرة أو الصواريخ.
واستدرك قائلا إن الرياض قد تكون حاضرة بشكل غير مباشر، بعد حصولها على أنظمة دفاع جوية جديدة، مخصصة لاعتراض أي هجمات بالطائرات غير المأهولة، منها هجمات الحوثيين التي استهدفت العمق السعودي في السنوات الماضية.
وأفاد المصدر بأن السعودية تسلمت نظام دفاع جوي جديد من الصين، قبيل الهدنة التي فشل تجديدها في أكتوبر الماضي، وقامت بإجراء عدة تجارب عليه، وأثبت فعاليته لصد أي هجمات بالطائرات المسيرة، مؤكدا أن السعوديين لن يظهروا كداعمين مباشرين في أي معركة قادمة، وسيكون وزير الدفاع اليمني، الداعري، وطارق صالح، وقوات خفر السواحل التابعة للحكومة المعترف بها دولياً في محافظة المهرة، شرقا، في واجهة المعركة.
وأوضح المصدر العسكري أن القيادة السعودية تمارس ضغوطا على الولايات المتحدة الأمريكية عبر تقاربها مع الصين، سعيا منها "لإخضاع الأسطول الخامس وقوات المهام البحرية 153، على إيقاف أي شحنات أسلحة تزود بها إيران حلفاءها الحوثيين، ومنها قطع غيار المسيرات".
وكان وزير الدفاع في حكومة الحوثيين اللواء محمد العاطفي، توعد، يوم الثلاثاء، بـ"تعامل قوي وحازم مع أي تطور يمثل تهديدا أو مساسا بالسيادة البحرية والوطنية لليمن"، بحسب وسائل إعلام الجماعة.
وقال العاطفي، إن "الأمن البحري للمياه الإقليمية اليمنية ستكون له الأولوية في المرحلة المقبلة"، مضيفا أن مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية هي أرض يمنية سيادتنا عليها كاملة.
وأضاف "اتخذنا كافة الإجراءات التي تضمن التعامل بقوة وحزم مع أي تطور يمثل تهديداً أو المساس بالسيادة الوطنية أو الاقتراب من السيادة البحرية"، مؤكدا: "لدينا خيارات لا يلومنا عليها أحد، إن لجأنا إليها"، موضحا أنهم قدموا كل السبل للوصول إلى نهاية إيجابية".
واتهم وزير دفاع الحوثيين من أسماه "العدو" (التحالف بقيادة السعودية) بالسير عكس التيار، وفق تعبيره، قائلا إن "ما نشهده اليوم من أعمال عدائية وتآمرية وتخريبية ومن حصار، شهادة مؤكدة أن التحالف لا يريد ولا يرغب في إحلال السلام".
وفي وقت سابق الثلاثاء أعلن الجيش المصري توليه قيادة قوة المهام المشتركة (153) في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، التي تضم كلا من: السعودية ومصر والإمارات والأردن والولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح الجيش المصري، في بيان، أن هذه المهام تأتي بسبب الأنشطة الإرهابية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن.
وقال البيان: "تتولى مصر قيادة القوة؛ انطلاقا من دورها المحوري وتعاونها الوثيق مع القوات البحرية للدول المشاركة، لتحمل مسئولياتنا المشتركة نحو تحسين البيئة الأمنية بكافة المناطق والممرات البحرية، وتوفير العبور الآمن لحركة تدفق السفن عبر الممرات الدولية البحرية، والتصدي لكافة أشكال وصور الجريمة المنظمة، التي تؤثر بالسلب على حركة التجارة العالمية ومصالح الدول الشريكة".
وتمر من خليج عدن ومضيق باب المندب أعداد كبيرة من سفن التجارة العالمية، والتي تعرضت لهجمات في الأعوام الأخيرة، وصفتها واشنطن ودول خليجية كالسعودية بـ"الإرهابية"، وعادة ما وجهت اتهامات إلى إيران وجماعة الحوثيين حليفتها باليمن بالتورط، مقابل نفي كليهما.