منظمة الصحة العالمية تحذر من تسارع تفشي الكوليرا في اليمن

جنيف (ديبريفر)
2018-10-02 | منذ 5 سنة

طفل مصاب بالكوليرا يتلقى العلاج في مشفى باليمن

حذرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، من تسارع تفشي وباء الكوليرا في اليمن من جديد، عقب تحذيرات للأمم المتحدة مؤخراً بعودة موجة ثالثة من الوباء في هذا البلد الذي أوضاع إنسانية سيئة نتيجة الحرب المحتدمة فيه منذ ثلاث سنوات ونصف.

وكشفت أحدث بيانات لمنظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، أن تفشي مرض الكوليرا في اليمن بدأ يتسارع مرة أخرى حيث يتم حالياً الإبلاغ أسبوعياً عن عشرة آلاف حالة اشتباه للإصابة بالمرض.

وأكد طارق جاسريفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إنه تم الإبلاغ عن الاشتباه بإصابة 185 ألف و160 شخصاً بالكوليرا حتى سبتمبر الفائت.

وهذا الرقم يُعد ضعفي معدل الإصابة خلال الثمانية الأشهر الأولى من العام الجاري عندما تم تسجيل 154 ألف و527 حالة إصابة في كل أنحاء اليمن مع وفاة 196 شخصاً.

وأشار جاسريفيتش إلى إنه منذ ظهور وباء الكوليرا في اليمن في أبريل 2017 تم الإبلاغ عن 1.2 مليون حالة اشتباه للإصابة بالمرض مع وفاة 2515 شخصاً. وأوضح: "لمسنا تزايد عدد حالات الكوليرا في اليمن منذ يونيو 2018، هذه الزيادة أصبحت أكبر خلال الأسابيع الثلاثة الماضية".

ولفت المسئول الدولي إلى إنه تم الإبلاغ عن نحو 11 ألف و500 حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا خلال أول أسبوع من سبتمبر أيلول بزيادة عن 9425 حالة خلال الأسبوع السابق له، وفقا لرويترز.

ومرض الكوليرا بإمكانه أن يفتك بأي طفل خلال ساعات فقط من إصابته إذا لم يتم معالجته.

وكانت منظمة رعاية الأطفال البريطانية، أعلنت اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع عدد حالات الإصابة المحتملة بالكوليرا في محافظة الحديدة غربي اليمن، مشيرة إلى أنها تضاعفت ثلاث مرات تقريباً في المراكز الصحيّة التي تدعمها منذ استؤنف القتال في المحافظة بين جماعة الحوثيين (أنصار الله) والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان، إن المرافق الطبية التي تدعمها في اليمن سجّلت زيادة بنسبة 170% (2.7 مرات) في أعداد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا (1342 حالة في أغسطس مقابل 497 في يونيو).

وأكدت أن الحُديدة أصبحت "مركز" تفشّي وباء الكوليرا في اليمن، محذرة من تصاعد حدة القتال في الحديدة كونه يثير المخاوف على سلامة منشآت الصرف الصحي وإمدادات المياه، فضلاً عن الأثار الصحية الخطيرة عل السكان إذا تضررت هذه المنشآت.

إلى ذلك قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن نحو 1.8 مليون طفلاً يمنياً، يعانون من سوء التغذية مما يجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض، ويشمل ذلك نحو 400 ألف شخص حياتهم معرضة للخطر بسبب سوء التغذية الحاد.

بدورها أشارت هيئة إنقاذ الطفولة إلى أن الغارات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده السعودية في أواخر يوليو الماضي، ألحقت أضراراً بإحدى منشآت الصرف الصحي ومحطة للمياه تزود ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيون، بالماء.

وأوضحت الهيئة: "بعد هذه الواقعة زادت حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا إلى الضعفين تقريبا فيما بين يوليو (732 حالة) وأغسطس (1342 حالة) في المراكز التي تدعمها هيئة إنقاذ الطفولة".

وحذرت الأمم المتحدة أواخر أغسطس الماضي، من عودة موجة ثالثة من تفشي وباء الكوليرا في اليمن.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، وقتها، إن اليمن يواجه موجة ثالثة محتملة من تفشى الكوليرا، مشيراً إلى تزايد عدد المصابين خلال الأسابيع الأخيرة.

وبدأ تفشي وباء الكوليرا في اليمن في أكتوبر 2016 وتزايد حتى ديسمبر من العام نفسه ثم تراجع، لكن دون السيطرة الكاملة عليه، وبدأت زيادة جديدة في حالات الإصابة في أبريل العام 2017.

واليمن منقسم بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت قبل ثلاث سنوات ونصف بين جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعوة من إيران، وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية شن آلاف الضربات الجوية على قوات الحوثيين لإعادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى الحكم في العاصمة صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ أواخر عام 2014.

وانهار القسم الأكبر من منشآت البنية التحتية الصحية في اليمن في ظل النقص الحاد في الإمدادات الطبية وانخفاض معدلات التطعيم، وعدم تقاضي العاملين في مجال الرعاية الصحية رواتبهم منذ ما يربو عن عام ونصف العام، فيما تدفع منظمة الصحة العالمية حوافز للأطباء والممرضات وعمال النظافة والمسعفين لتوفير العاملين لشبكة طوارئ مكافحة الكوليرا.

وانتشر الجوع في اليمن بعد أن أصبح ساحة قتال في صراع سياسي بالوكالة بين السعودية وإيران، ما يهدد بحدوث مجاعة كبيرة في أوساط اليمنيين.

وتؤكد الأمم المتحدة ان الأزمة الإنسانية في اليمن هي "الأسوأ في العالم"،  وتشير إلى أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر المجاعة، ولا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.

وقتل نحو 11 ألف شخص مدني على الأقل وأصيب عشرات الآلاف جراء الصراع المسلح الدائر في اليمن، كما شردت الحرب ثلاثة ملايين داخل البلاد، وفر الآلاف خارجها.

 

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام عبر الرابط أدناه:

https://telegram.me/DebrieferNet


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet