اليمن.. قوات النخبة الشبوانية تمنع دخول القات إلى شبوة

شبوة (ديبريفر)
2018-11-03 | منذ 5 سنة

شجرة القات

قررت قيادة "قوات النخبة الشبوانية" المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، اليوم السبت، منع دخول نبتة القات الذي يتعاطاها اليمنيون بكثرة، إلى كافة مدن ومناطق محافظة شبوة جنوبي اليمن.

وقضى القرار الصادر عن قيادة قوات النخبة الشبوانية، بعدم السماح بدخول شجرة القات إلى محافظة شبوة أو الإتجار بها أو ترويجها.

ودعا القرار تجار القات إلى الالتزام بالقرار والتعاون في تنفيذه، محذراً من أنه من يخالفه سيعرض نفسه للمساءلة القانونية، وفق القرار.

وقالت قوات النخبة الشبوانية المسيطرة على معظم مدن شبوة إنها اتخذت هذا القرار بسبب الأضرار التي تتسبب بها شجرة القات "المخدرة" على المجتمع اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا لمتعاطيه وأسرهم ومجتمعهم ككل.

وهذا القرار هو ثاني قرار من نوعه يتخذ منذ أواخر سبعينات القرن الماضي في جنوب اليمن، حينما كان لا يسمح بدخول القات إلا يومي الخميس والجمعة في عدن ومدن الجنوب وحتى قيام الوحدة اليمنية بين شطري اليمن عام 1990.

وسبق أن قررت السلطات الأمنية بمدينة عدن جنوب اليمن منتصف مايو ٢٠١٦ منع دخول القات جميع أيام الأسبوع ماعدا الخميس والجمعة، لكن القرار لم ينفذ على الواقع ولم يلق استجابة من كافة سكان المدينة الساحلية.

ويتوقع مراقبون أن قرار النخبة الشبوانية قد لا ينفذ على أرض الواقع نظراً لكثرة متعاطي "القات" ليس في شبوة فحسب بل بعموم مدن ومحافظات اليمن وأصبح تعاطيه ظاهرة وعادة اجتماعية.

وتسيطر على معظم مدن ومناطق شبوة قوات محلية مدعومة من الإمارات العربية المتحدة وتناصب جماعة "الأخوان المسلمين" وجماعات إسلامية أخرى العداء، وتلك القوات تدعى "النخبة الشبوانية" تدربت على يد قوات إماراتية أمريكية في حضرموت وقامت بالانتشار منذ أغسطس 2017 في غالبية مديريات المحافظة، خصوصاً النفطية منها، وتواصل تحركاتها العسكرية في مديريات أخرى، تتواجد فيها حقول نفطية وأخرى غازية.

 

١٠ ملايين دولار يحركها القات يومياً

ويستهلك "القات" يومياً على نطاق واسع في اليمن، وهو يعد أول وأهم محصول زراعي مربح تجارياً ورائج استهلاكياً نتيجة الأموال الطائلة التي يحركها في الأسواق والتي تصل إلى نحو عشرة ملايين دولار يومياً.

ويتعاطى غالبية اليمنيين البالغين "القات" بالمضغ عن طريق الفم كعادة من بعد ظهر كل يوم في جلسات جماعية وفردية يطلق عليها شعبيا "المقيل" وتمتد إلى الساعات الأولى من المساء.

ووفقاً للعديد من الدراسات الحكومية فإن أكثر من 700 ألف مواطن يعملون في زراعة أشجار القات في اليمن ثلثهم تقريباً من النساء ويزيد عدد مستهلكي القات من الرجال والنساء عن ثلث عدد سكان البلاد البالغ عددهم ٢٨ مليوناً وينفقون أكثر من ملياري دولار سنوياً على شراء هذه النبتة، كما يبددون أكثر من عشرين مليون ساعة عمل يومياً في البحث عنه وتعاطيه.

وذكرت تقارير رسمية حكومية سابقة بأن ما يتم إنفاقه على القات، التي تعد زراعته سهلة وينتج على مدار السنة، يصل إلى ما نسبته 35 بالمئة من دخل الأسرة.

وحذرت التقارير من أن القات أصبح مشكلة تواجه التنمية الزراعية في البلاد وعائقا أمام أنشطة ومجالات توفير الأمن الغذائي  نتيجة لاستهلاك المياه الجوفية في زراعته واستنزافها على حساب ري المحاصيل الزراعية الأخرى اللازمة للأمن الغذائي حيث يستأثر القات بنحو 30 بالمئة من مياه اليمن الجوفية.

والإمارات عضو رئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية، وينفذ منذ مارس 2015 عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس عبدربه منصور هادي بهدف إعادته للحكم في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014.

وأنشأت الإمارات عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية يمنية خصوصاً في المحافظات الجنوبية ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تقدر بآلاف الجنود في إطار إستراتيجية لمواجهة الحوثيين من جهة، وكذا محاربة تنظيم القاعدة الذي استغل الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات وحاول توسيع سيطرته في المنطقة قبل طرده منها، حد زعم الإمارات.

ويشهد اليمن حرباً دامية منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، بين قوات الرئيس عبدربه منصور هادي مسنودة بالتحالف العربي، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، خلفت نحو 11 ألف قتيل من المدنيين، وشردت ثلاثة ملايين مواطن داخل البلاد وفر الآلاف خارجها، فضلا عن تسببها بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفق الأمم المتحدة.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet