باحثون بريطانيون وفرنسيون: وباء الكوليرا في اليمن نقل من شرق أفريقيا

لندن (ديبريفر)
2019-01-04 | منذ 5 سنة

بحسب باحثين، وباء الكوليرا في اليمن، الأسوأ في التاريخ البشري


أكد باحثون وعلماء غربيون، إن أسباب تفشي وباء الكوليرا في اليمن، وهو الأسوأ في التاريخ البشري، جاءت من المرجح من شرق أفريقيا عبر مهاجرين أفارقة إلى اليمن.

واستخدم الباحثون في معهد ويلكام سانجر البريطاني ومعهد باستور الفرنسي تقنيات التسلسل الجيني وقالوا إنهم باتوا الآن في وضع أفضل يمكنهم من تقدير خطر انتشار الكوليرا مستقبلا في مناطق مثل اليمن، وهو ما يتيح للسلطات وقتا أكبر للتدخل.

وقال نيك تومسون الأستاذ لدى معهد سانجر وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي الذي شارك في الإشراف على الدراسة ”معرفة كيفية انتقال الكوليرا عالميا تمنحنا الفرصة للاستعداد بشكل أفضل لموجات التفشي في المستقبل“.

وقام الباحثون بدراسة 42 عينة من حالات إصابة بالكوليرا أخذت من مصابين في اليمن، ومن آخرين بمركز لاجئين على الحدود السعودية اليمنية، وتمت مقارنتها مع 74 عينة من حالات الإصابة بالكوليرا من جنوب آسيا والشرق الأوسط وشرق ووسط أفريقيا.

وتوصل هؤلاء إلى أن سلالة الكوليرا في اليمن مرتبطة بتلك التي ظهرت للمرة الأولى في عام 2012 في جنوب آسيا، وانتشرت بعد ذلك على مستوى العالم، وأن تلك السلالة لم تصل مباشرة إلى اليمن من جنوب آسيا أو الشرق الأوسط، لكنها تفشت في شرق أفريقيا بين عامي 2013 و2014، قبل أن تظهر في اليمن في 2016.

وبدأ تفشي وباء الكوليرا في اليمن أوائل أكتوبر 2016، قبل أن ينحسر ليعود في موجة ثانية أشد فتكا في أبريل 2017، ليسجل أكبر حالة تفشٍّ للوباء في العالم.

في 24 ديسمبر الفائت، قالت منظمة تابعة للأمم المتحدة، إنه تم رصد 400 حالة وفاة بوباء الكوليرا في اليمن، خلال العام 2018، مؤكدة انخفاض معدل حالات الكوليرا المشتبه فيها، بنحو ثلاثة أرباع، مقارنة بالعام 2017.

وذكر مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن في تغريدة على موقع تويتر رصدتها وكالة ديبريفر للأنباء وقتها، أنه تم الإبلاغ عن 295 ألف حالة يشتبه إصابتها بالوباء خلال العام 2018، مقارنة بـ 1.1 مليون حالة مشتبه بها في 2017.

وأضاف مكتب المنظمة الأممية أن " الأطفال دون سن الخامسة يمثلون ثلث الوفيات بهذا الوباء".

والكوليرا وباء يسبب إسهالا حاداً يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يتلق العلاج، والأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية، وتقل أعمارهم عن خمس سنوات، معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بهذا المرض.

وتعصف باليمن حرب أهلية مستمرة منذ قرابة أربع سنوات ويحتاج نحو 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، لمساعدات إنسانية عاجلة وكثير منهم على شفا المجاعةو انهيار القطاع الصحي وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية ما أدى إلى تفشي الأمراض والأوبئة في البلاد. وتعمل أقل من نصف المنشآت الصحية في البلاد بكامل طاقتها.

ولبحث أصول الانتشار، قام فريق معهد سانجر ومعهد باستور بعمل تسلسل جيني لعينات من بكتيريا الكوليرا تم جمعها من اليمن ومناطق قريبة.

وشمل ذلك عينات من مركز للاجئين اليمنيين على الحدود السعودية اليمنية و74 عينة أخرى من الكوليرا من جنوب آسيا والشرق الأوسط وشرق ووسط أفريقيا.

بعد ذلك، قارن الفريق الذي نشر نتائجه في دورية نيتشر يوم الأربعاء، تلك التسلسلات بمجموعة عالمية تضم أكثر من 1000 عينة كوليرا وتوصل إلى أن السلالة التي تسببت في الوباء باليمن تتصل بسلالة تم رصدها أول مرة في عام 2012 في جنوب آسيا وانتشرت عالميا.

غير أن الباحثين وجدوا أن السلالة اليمنية لم تصل مباشرة من جنوب آسيا، وإنما انتشرت وسببت موجات من الإصابة في شرق أفريقيا في 2013 و2014 قبل أن تظهر في اليمن في 2016.

وقال تومسون ”علم الجينوم مكننا من اكتشاف أن سلالة الكوليرا المسؤولة عن الوباء المدمر الحاصل في اليمن مرتبطة على الأرجح بهجرة أشخاص من شرق أفريقيا إلى اليمن“.

لكنه أضاف أن العينات المتاحة لا تسمح للفريق بأن يحدد على وجه الدقة البلد الذي أتت منه السلالة في شرق أفريقيا، وفقا لرويترز.

وحذرت منظمة الصحة العالمية في مطلع أكتوبر الماضي، من تسارع تفشي الكوليرا من جديد مع ظهور ما يشتبه أنها نحو عشرة آلاف حالة إصابة في الأسبوع وهو ما يمثل مثلي متوسط المعدل خلال الثمانية أشهر الأولى من عام 2018.

وأكد طارق جاسريفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية حينها، إنه تم الإبلاغ عن الاشتباه بإصابة 185 ألف و160 شخصاً بالكوليرا حتى سبتمبر الفائت.

وهذا الرقم يُعد ضعفي معدل الإصابة خلال الثمانية الأشهر الأولى من العام الماضي، عندما تم تسجيل 154 ألف و527 حالة إصابة في كل أنحاء اليمن مع وفاة 196 شخصاً.

وأشار جاسريفيتش إلى إنه منذ ظهور وباء الكوليرا في اليمن في أبريل 2017 تم الإبلاغ عن 1.2 مليون حالة اشتباه للإصابة بالمرض مع وفاة 2515 شخصاً. وأوضح: "لمسنا تزايد عدد حالات الكوليرا في اليمن منذ يونيو 2018، هذه الزيادة أصبحت أكبر خلال سبتمبر الماضي".

ومرض الكوليرا بإمكانه أن يفتك بأي طفل خلال ساعات فقط من إصابته إذا لم يتم معالجته.

وانتشر الجوع في اليمن بعد أن أصبح ساحة قتال في صراع سياسي بالوكالة بين السعودية وإيران، ما يهدد بحدوث مجاعة كبيرة في أوساط اليمنيين.

وبفعل استمرار الحرب بات اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفق تأكيدات الأمم المتحدة التي تؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.

وينفذ التحالف، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ سبتمبر 2014.

وتسبب الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet