Click here to read the story in English
وجه ناشطون وصحفيون، خلال اليومين الماضيين، اتهامات لكندا بازدواجية المعايير في التعامل مع طالبي اللجوء والقضايا الإنسانية.
وقارن الناشطون والصحفيون بين تعامل كندا مع قضية الفتاة السعودية رهف القنون (18 عاماً) الهاربة من أهلها، والفتاة اليمنية ندى علي (22 عاماً) وشقيقتها الهاربتان من جحيم الحرب الطاحنة في بلادهما والمستمرة منذ قرابة أربع سنوات، وخلفت "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفق تأكيدات الأمم المتحدة.
وأثار قرار كندا منح الفتاة السعودية رهف حق اللجوء خلال بضعة أيام فقط من هروبها إلى تايلاند، ورفض أوتاوا منح الفتاتين اليمنيتين ندى وشقيقتها حق اللجوء منذ قرابة عامين، الاستياء والاستغراب لدى المتابعين والناشطين والصحفيين، الذين اعتبروا ذلك التعامل دليل على ازدواجية المعايير في التعامل مع طلبات اللجوء وبدوافع سياسية "مغرضة"، خصوصاً وأن علاقة كندا بالسعودية تعيش في أسوأ أيامها بعدما طردت الرياض السفير الكندي لديها قبل نحو شهرين.
ونشر الناشطون صوراً لطريقتي متناقضتين لاستقبال كندا الفتاة السعودية، واستقبالها الفتاتين اليمنيتين، إذ استقبلت السلطات الكندية الفتاة السعودية التي وصلت في مطار مدينة تورينتو السبت الماضي، استقبالاً رسمياً وبحفاوة بالغة، وكان في مقدمة مستقبليها وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، فيما استقبلت ذات السلطات الفتاتين اليمنيتين بالاعتقال ووضع القيود الحديدية على يديهما كالمجرمين وهما تبكيان رغم عدالة قضيتهما، وذلك خلال محاولة دخولهما الأراضي الكندية لطلب اللجوء، بعد فرارهما من الولايات المتحدة عقب إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض قراراً بحظر رعايا 7 دول، بينها اليمن، من دخول الأراضي الأمريكية.
وعقدت وزيرة الخارجية الكندية مؤتمراً صحفياً عقب وصول الفتاة السعودية، ووصفتها خلاله بأنها "كندية جديدة شجاعة للغاية".
وحظيت قضية الفتاة السعودية رهف خلال الأسبوعين الماضيين اهتماماً دولياً كبيراً بعد أن ظهرت على موقع "تويتر" تطالب بنجدتها عقب فرارها من عائلتها أثناء زيارة إلى الكويت ووصولها إلى العاصمة التايلاندية بانكوك بقصد اللجوء إلى أستراليا، قبل أن تتدخل المنظمات الدولية وكندا لتمنحها حق اللجوء.
وساهم استخدام السعودية "رهف" موقع "تويتر" في إبراز قضيتها وتضخيمها، وهو ما دفع الفتاة اليمنية "ندى علي" التي ترفض السلطات الكندية منحها وشقيقتها حق اللجوء، إلى إنشاء حساب خاص بها مؤخراً على "تويتر" ناشدت خلاله المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، للنظر إلى قضيتها ومعاناتها والضغط على السلطات الكندية من أجل منحها وشقيقتها حق اللجوء.
وظهرت اليمنية ندى في بث مباشر، قبل نحو يومين، على "تويتر" بكت وذرفت خلاله الدموع وهي تشرح معاناتها وشقيقتها، وتعبر عن اشتياقها لوالدتها بعد 3 سنوات من فراقها، وتطالب بمنحها حقها كإنسانة.
وفيما ذهب بعض الناشطين إلى أن المقارنة بين رهف وندى غير سليمة كون رهف تقدمت للأمم المتحدة بمبرر أنها مضطهدة دينيا وتريد تغيير دينها وهو ما منحها حق اللجوء، فيما ندى دخلت إلى كندا بطريقة غير شرعية، أكدت ندى في بثها المباشر أنها تقدمت بطلب رسمي إلى كندا للجوء، لكن السلطات الكندية رفضت ذلك تحت مبرر اتفاقية وقعتها مع الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الشأن، ما اضطرها إلى محاولة قطع الحدود الأمريكية الكندية مشياً على الأقدام.
وانتقد الكثير من الناشطين تصرف الحكومة الكندية واتهموها بـ"ازدواجية المعايير" في تعاملها مع قضايا اللاجئين، ودعوا إلى مساواة الفتاتين اليمنيتين بالفتاة السعودية ومنحهما حق اللجوء خصوصاً وأن قضيتهما أكثر عدالة.
ورغم أن ندى لم تتطرق نهائياً في بثها المباشر إلى السعودية "رهف"، غير أن الناشطين ربطوا توقيت ظهور الفتاة اليمنية على "تويتر" بعد قرابة عامين من توقيفها في كندا، بقضية رهف وظهورها أيضاً على "تويتر" لتلفت الانتباه إلى قضيتها التي اتخذت أبعاد دولية.
واعتبر عدد كبير من الناشطين أن كندا تعاملت بازدواجية مع حالتي رهف وندى، وفقاً لأغراض سياسية في المقام الأول، وأشاروا إلى أنه لو كانت رهف تحمل الجنسية اليمنية لما حظيت بهذا الاهتمام المبالغ فيه ووصل إلى أعلى المستويات في كندا.
وأكد الناشطون أنه كان الأحرى بالسلطات الكندية التعامل بإيجابية وتعاطف أكثر مع القضية الإنسانية للفتاتين اليمنيتين كونها أكثر عدالة، لأن بلادهما تمر حالياً بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم" بحسب تأكيدات الأمم المتحدة، نتيجة الحرب الدموية الطاحنة المستمرة في اليمن منذ قرابة أربع سنوات.