أعلنت وزارة الثروة السمكية بالحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، اليوم الجمعة، أن الجسم البحري الغريب الذي ظهر أمس الخميس في ساحل أبين بمحافظة عدن جنوبي البلاد هو حوث نافق قدفت به الأمواج العاتية إلى الشاطئ.
واوضح تقرير صادر عن الهيئة العامة لأبحاث علوم البحار والأحياء المائية الحكومية التابعة لوزارة الثروة السمكية، أن نتائج النزول الميداني لمعاينة الجسم الغريب الذي اثار الجدل في أوساط السكان، أظهرت أنه بقايا من الجزء الأمامي لحوت نافق ويظهر رأس الحوت والزعنفة الصدرية للحوت، وتبين أن بطن الحوت مشقوقة وأمعائه للخارج ومتحللة.
وذكر التقرير الذي أعده رئيس قسم الأحياء البحرية ومصائد الأسماك في الهيئة، زكي محمد علي، والباحث رزق يوسف عبيد، أنه من خلال المعاينة للجسم تبين أن الحوت نافق وقد مرت فترة ليست قصيرة على نفوقه.
وأشار التقرير إلى أن الفريق البحثي لم يستطع تحديد نوع الحوت لأن ما تبقى منه هو أجزاء من البطن وحتى الرأس وتظهر الزعنفة الصدرية في جسم الحوت، وبطن الحوت مشقوقة وتظهر الأحشاء الداخلية، بينما لايوجد بقية الجسم من البطن وحتى الذيل، مبيناً أنه ومن خلال المعاينة لرأس الحوت وحتى البطن، يُعتقد أنه الحوت الأحدب وهو الأكثر ظهوراً في مياه خليج عدن خصوصاً في الموسم الحالي.
وأوضح أن طول الحيتان الكبيرة من هذا النوع يصل إلى 12 متراً، وأن الحيتان غالباً ما تتعرض لضربة من مراوح السفن التجارية في عرض البحر أثناء صعودها من الأعماق إلى سطح البحر، خصوصاً وأنها تظهر في الممر الدولي لعبور السفن في مياه خليج عدن، وبالتالي تتسبب عملية تصادمها بنفوقها فتجرفها التيارات المائية لخليج عدن إلى الساحل.
وأكد التقرير أن هناك نوعان من الحيتان تظهر في مياه خليج عدن والبحر العربي، أحدهما يطلق عليه محلياً حوت العنبر، ونوع آخر يسمى حوت الأحدب، مشيراً إلى الهيئة لم تجري بعد دراسات بيولوجية على هذه الحيتان، نتيجة لظهورها في الأعماق الكبيرة وعلى مسافة تبعد ما بين 10 و15 ميل بحري من السواحل اليمنية.
في أواخر ديسمبر الماضي شهدت سواحل محافظات عدن وأبين وشبوة وحضرموت ظهور كميات كبيرة من قنديل البحر، وهي قناديل سامة.
وقال مسؤول يمني، حينها، إن ٦٠ شخصاً على الأقل أصيبوا بحالات تسمم وإغماء بفعل مهاجمة كائن بحري غريب مرتادي سواحل مدينة عدن جنوبي البلاد.
ويمتلك اليمن شريطاً ساحلياً يمتد نحو 2500 كيلو متر ويطل على البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، ويزخر بثروة سمكية هائلة تقدر ما بين 350 و400 من أنواع وأصناف الأسماك والأحياء البحرية وتتيح إمكانية اصطياد ما يقارب 400 ألف طن منها سنوياً، وما يُستغل حالياً هو 60 نوعاً فحسب بما لا يتعدى نسبة 17 بالمائة من إجمالي أنواع الأسماك والأحياء البحرية المتوافرة في المياه اليمنية عموماً.