أعلنت منظمة الصحة العالمية، عن ارتفاع عدد الوفيات بوباء الكوليرا في اليمن، إلى 190 شخصاً في مختلف محافظات اليمن خلال أقل من 3 أشهر، وتحديداً منذ مطلع العام الجاري 2019.
وأكد المكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في بيان أمس الاثنين ، أنه "بعد سنتين من أسوأ تفشٍ للكوليرا في اليمن، ازدادت أعداد الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا والإسهال الحاد خلال الأسابيع الماضية".
وحذر البيان من تزايد في أعداد الإصابات بهذا الوباء الذي اجتاح قبل عامين، هذا البلد الفقير الغارق في نزاع عسكري مسلح منذ أربع سنوات.
وأشار إلى أنه تم تسجيل نحو 108 آلاف و889 حالة إصابة محتملة، خلال الفترة من الأول يناير وحتى 17 مارس الجاري، و190 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا في نفس الفترة.
وكانت منظمة الصحة العالمية، كشفت في 18 مارس الجاري، أن وباء الكوليرا حصد أرواح أكثر من 166 شخصاً في مختلف محافظات اليمن خلال أقل من 3 أشهر.
وبدأ تفشي وباء الكوليرا في اليمن أوائل أكتوبر 2016، قبل أن ينحسر ليعود في موجة ثانية أشد فتكا في أبريل 2017، ليسجل أكبر حالة تفشٍّ للوباء في العالم.
وحصد الوباء أرواح ألفين و743 حالة بالكوليرا من أصل قرابة مليون و400 ألف إصابة منذ تفشي الوباء في اليمن حتى نهاية عام 2018، وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية.
والكوليرا وباء يسبب إسهالا حاداً يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات إذا لم يتلق العلاج. والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وتقل أعمارهم عن خمس سنوات، معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بهذا المرض.
وتعصف باليمن حرب أهلية ، دخلت اليوم الثلاثاء عامها الخامس ، أدت إلى "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفقاً للأمم المتحدة التي تؤكد أن نحو 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة وكثير منهم على شفا المجاعة، فضلاً عن انهيار القطاع الصحي وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية ما أدى إلى تفشي الأمراض والأوبئة في البلاد. وتعمل أقل من نصف المنشآت الصحية في البلاد بكامل طاقتها.
وتصاعدت المخاوف من عودة تفشي موجة ثالثة من وباء الكوليرا في هذا البلد الفقير مع دخول موسم الأمطار وتدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمات الصحية جراء الحرب.
وانتشر الجوع في اليمن بعد أن أصبح ساحة قتال في صراع سياسي بالوكالة بين السعودية وإيران، ما يهدد بحدوث مجاعة كبيرة في أوساط اليمنيين.
وقال أحد مستشاري مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن، فضّل عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الكويتية "كونا" مؤخرا ، إن المرض الآن مستوطن في معظم مناطق البلاد ما يعني أنه سيستمر في الظهور لسنوات.
وأكد أن مكافحة الوباء تقتضي تحسين شبكات المياه والصرف الصحي وتوفير مياه صالحة للشرب وتحسين البني التحتية وزيادة التوعية بأهمية النظافة الشخصية والتخلص الامن من المخلفات والنفايات.
واليمن منقسم بسبب الحرب الأهلية بين جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعوة من إيران، وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية شن آلاف الضربات الجوية على قوات الحوثيين لإعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الحكم في العاصمة صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد منذ أواخر عام 2014.
في 23 يناير الفائت حذرت منظمة الصحة العالمية، من انهيار وشيك للنظام الصحي في اليمن، بفعل استمرار الصراع الدامي في هذا البلد الفقير منذ قرابة أربعة أعوام.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في منتصف ديسمبر أن 45 في المائة من المرافق الصحية في اليمن باتت خارج الخدمة، بسبب الحرب، مؤكدة أن 22 مليون يمني بحاجة ماسّة للغذاء.