من المقرر أن تبدأ اليوم السبت في العاصمة المصرية القاهرة، أول جلسة للنظر في دعوى تم رفعها في مصر ضد كاتب ومالك دار نشر يمنيان لاتهامهما بازدراء الدين الإسلامي.
وتقدم المحامي أحمد عبد السلام زكي وكيلاً عن أشرف ماضي عضو نقابة الأشراف، إلى جُنح مدينة نصر في مصر، بجنحة مباشرة ضد الكاتب اليمني سام الغُباري، وضد صاحب إحدى دور النشر، متهماً إياهما بازدراء الدين الإسلامي، بعد نشرهما بمعرض الكتاب في القاهرة، "كتاباً مسيئاً للدين الإسلامي" وفق الطلب المقدم من قبل المحامي رافع الشكوى.
والكاتب سام الغُباري صحفي يمني أصدر في يناير 2018 كتاباً بعنوان "اليمن .. بلدي أنا"، ويعمل مستشاراً صحفياً في السفارة اليمنية لدى دولة البحرين ويقيم في المملكة العربية السعودية.
أما الكتاب موضوع الدعوى فهو بعنوان "القبيلة الهاشمية .. ألف عام من الدم" صادر عن دار "أروقة" للطباعة والنشر في مصر، ويملكها الكاتب اليمني هاني الصلوي.
وقال مقيم الدعوى إن شرطة المصنفات صادرت الكتاب المسيء أثناء تداوله في معرض القاهرة الدولي للكتاب وإن الكتاب كان يحرّض على الأزهر وعلى هدم منطقة الحسين، وان المؤلف تعمد ضرب السياحة الدينية في مصر، وتعمد الكذب والتضليل وبث الفتن الطائفية.
من جانبه قال الكاتب سام الغُباري إن كتابه "يناقش فكرة تموضع الهاشميين داخل اليمن هويةً وجغرافيا، ويطلق السؤال الشهير، هل هم يمنيون؟ ، وماذا يعني الانتماء إلى اليمنية ، وماهي اليمنية أصلًاً؟".
ويضيف الغباري: "هو نقاش جريء ومقامرة مستفزة لكنها مهذبة في كلماتها، وفي تأصيلها للصراع في اليمن عبر مراجع تأريخية معتمدة ولم تكن أصلًا دعوة أثنية او عنصرية كما يحلو للبعض اتهام الكتاب قبل قراءته".
وأوضح الغُباري في سياق تعريفه لكتابه قائلاً "القبيلة الهاشمية تسأل الهاشميين، من أنتم؟ ولماذا حروب الألف عام؟ هل يمكن أن ننتهي هنا؟ هل يمكن أن تتوقف الدماء وأن يرتفع سيف الإمامة المسلول على اليمنيين؟، يجب أن ينتهي الصراع بين مجتمعين في اليمن، مجتمع اليمنيين ومجتمع الهاشميين.. يجب أن تسود اليمنية كهوية ومبدأ وولاء، ليس الأمر سياسياً فقط، ورغبة في السلطة قد تحسبها على عائلة تريد الانقضاض على الرئاسة أو المُلك، لكنه حق مزعوم تصدر واجهات الزمن حتى اليوم".
وكان الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، احتفت بكتاب "اليمن بلدي أنا"، ورعته من خلال إقامة حفل اشهار في الرياض، لكن الكتاب أثار جدلاً واسعاً في اليمن وتم مصادرته من قبل الحوثيين في صنعاء بداعي تضمينه تحريضاً عنصرياً ضد فئة من الشعب اليمني، و هم "الهاشميون"، غير أن الكاتب الغُباري نفى هذه الاتهامات، مؤكداً أن كتابه انما يسلط الضوء على ما تقوم به جماعة الحوثيين في اليمن.
وقال الغُباري عن كتابه موضوع الدعوى المرفوعة ضده في مصر، إنه "حاول يبسط للقارئ تاريخاً مليئاً بالدم".
وتابع: "حاولت أعيد توجيه رؤيته حول السؤال الأهم، ماهي القبيلة الهاشمية المدرعة، لم تكن معسكراً، ولم تكن قبيلة، ولن تصير شعباً، إن خطوات الخميني التي يقتفي الحوثيون في اليمن أثرها ليست بعيدة عن صهيونية اسرائيل التي حرمت شعباً عربياً عظيماً في فلسطين كامل حقوقه وأراضيه وسلبت هويته وسخرت من أصالته وحضارته".
وأردف: "في اليمن واقع مشابه لصهيونية خمينية اخترعها الرجل في موطنه وأراد أن يقتفي بها أثر الصهيونية التي اتفقت فيما بينها على وطن قومي، إلا أن الخمينية الهاشمية اليوم تريد للهاشميين أن يدوروا حول أنفسهم فلا يجدوا قبيلة أو وطنًا، او أرض ميعاد، وهنا فقط قلت لهم أن هذا الدوران سيهلكهم وينهكنا، ويعيد صياغة عداوات تبعثها أسنة رماح معركة صفين بعد أربعة عشر قرن من انحسار دم القتلى والمصابين".
وكتب الغباري مقالاً في صحيفة "الجزيرة" السعودية بتاريخ 18 مارس بعنوان "خطيئة العفو"، وأعاد نشره في صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أكد فيه أن "اليمن منذ عام 2014 يتنفس الدم وينفث الكراهية في حروب مستمرة ونزاعات كارثية تتعمد طمس بنيته الوطنية وهويته الحضارية بغية تجنيد أحفاد سبأ قسراً ليكونوا جنوداً حُفاة في جيش المستعمر الفارسي الذي يتشكل عبر ميليشياته العقدية كالطوق على جزيرة العرب ومهد الحضارة الدينية والإنسانية.
وكانت حروب صعدة الستة بدأت عام 2004 في شمال اليمن بين نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وبين حركة الحوثيين (أنصار الله). وفي 4 ديسمبر 2017 قام الحوثيون بقتل علي عبدالله صالح في منزله.