Click here to read the story in English
وجهت السلطات المحلية في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين (أنصار الله)، اليوم السبت، بإغلاق "المقاصف والبوفيهات" في جميع المدارس في صنعاء لمدة عشرة أيام.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها في صنعاء والتي يديرها جماعة الحوثيون، أن حمود عباد الذي عينته الجماعة أميناً للعاصمة، أكد بأن "إغلاق المقاصف والبوفيهات بمدارس الأمانة يأتي كعمل وقائي واحترازي للحد من انتشار الأمراض والأوبئة ومنها الكوليرا".
وقال عباد أنه تقرر إلزام المقاصف والبوفيهات التي تعمل في 980 مدرسة حكومية وأهلية في صنعاء بتنظيف خزانات المياه فيها واستخدام مادة الكلور لمعالجة هذه المياه، إضافة إلى مراجعة العاملين فيها لصحة البيئة وإلزامهم بعمل فحوصات وبطائق صحية.
تأتي توجيهات سلطات الحوثيين في صنعاء، في وقت تصاعدت حالات الإصابة والوفيات جراء وباء الكوليرا خلال الثلاثة الأشهر الماضية.
وأظهرت إحصائية حديثة لمنظمة الصحة العالمية ارتفاع الوفيات بمرض الكوليرا في اليمن إلى 291 حالة منذ بداية العام الجاري 2019 وسجلت غالبيتها في شهر مارس الفائت بعدد 195 حالة.
وأفادت إحصائية صادرة عن مكتب الصحة العالمية في اليمن نشرها الثلاثاء، أن عدد الإصابات بالمرض الذي تشمل أعراضه اسهالاً مائياً حاداً، بلغ نحو 147 الف و927 شخصا منذ مطلع يناير العام الحالي وحتى 28 مارس الماضي.
وأظهرت الإحصائية ارتفاعا ملحوظا في عدد الإصابات والوفيات بالكوليرا خلال شهر مارس إذ بلغت 76 ألف و152 إصابة و 195 حالة وفاة.
وتصدرت العاصمة صنعاء وريفها أعلى نسبة وفيات بالمرض على مستوى اليمن حيث سجلتا 58 حالة وفاة، بينما جاءت محافظة إب، وسط اليمن، في الترتيب الثاني في أعلى مستوى للوفيات على مستوى البلاد بعدد 49 حالة وفاة، تلتها محافظتي ريمة وذمار، بعدد 32 حالة لكل منهما، ثم محافظتي تعز وعمران بعدد 28 و25 حالة على الترتيب.
وكانت سلطات جماعة الحوثيين (أنصار الله) في العاصمة اليمنية صنعاء، وجهت الخميس الفائت بمنع دخول المحاصيل الزراعية المروية بمياه الصرف الصحي إلى صنعاء، وذلك في اعتراف "ضمني" بمسؤولية تلك السلطات عن انتشار وباء الكوليرا القاتل في اليمن بصورة متسارعة في هذا البلد الفقير الذي يشهد حرب طاحنة للعام الخامس على التوالي.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها في صنعاء والتي يديرها الحوثيين، أن أمين العاصمة حمود عُباد، وجه الجهات المختصة بمنع دخول الخضار المروية بمياه المجاري أو المياه الراكدة إلى صنعاء حفاظا على صحة المواطنين سيما في ظل انتشار وباء الكوليرا.
وأكد عباد في تصريح للوكالة، اتخاذ الإجراءات بمنع دخول الخضروات من المزارع المحيطة بالمحطة الرئيسية لمعالجة مياه الصرف الصحي الواقعة في شمال العاصمة صنعاء ومنع تداولها في الأسواق، مشيراً إلى أنه لن يتم السماح لوسائل النقل المحملة بتلك الخضار بالمرور من النقاط الأمنية وسيتم اتخاذ الإجراءات الصارمة بحق مالكي الأسواق المخالفة.
ودعا عباد، قطاعات أمانة العاصمة والمديريات والجهات الأمنية والمعنية للتنسيق والبدء في تنفيذ إجراءات التفتيش والرقابة ابتداءً من يوم السبت.
وكان نشطاء يمنيون تداولوا مؤخراً، مقاطع مصورة تظهر عملية سحب مياه من قنوات مياه الصرف الصحي (المجاري) لري المزارع القريبة في صنعاء.
ويتهم ناشطون منتقدون لجماعة الحوثيين، باستخدامها الأوبئة كورقة سياسية وللترزق من المنظمات الدولية، وكسلاح في الخارج وربط هذه الكوارث الصحية بالحرب، وهو ما تنفيه الجماعة.
ويعيش اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية، ما أنتج أوضاعاً إنسانية صعبة، جعلت معظم سكان هذا البلد الفقير بحاجة إلى مساعدات عاجلة، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".