مساعدة غوتيريش تؤكد للرئيس اليمني أهمية التحقق الثلاثي من إعادة الانتشار في الحديدة

الرياض (ديبريفر)
2019-06-10 | منذ 5 سنة

خلال لقاء هادي بروزماري ديكارلو - اليوم

أكدت روزماري ديكارلو مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، خلال لقائها اليوم الاثنين بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المقيم في العاصمة السعودية الرياض، أهمية الرقابة والتحقق الثلاثي من أي عمليات لإعادة انتشار القوات في مدينة الحديدة وفقاً لاتفاق ستوكهولم.

وقالت المسؤولة الأممية التي أرسلها أمين عام الأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، للقاء الرئيس والمسؤولين اليمنيين والسعوديين بطلب من الرئيس هادي، إن وجود فرق الأمم المتحدة في اليمن سيكون لتقديم المساعدات الممكنة وليس لأي تواجد دائم أو هدف آخر، وذلك في إشارة إلى اتهام هادي للمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، بمحاولته فرض إدارة دولية لمدينة الحديدة وموانئها غربي البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها في الرياض وعدن عن ديكارلو، تأكيدها خلال لقائها بهادي على تشجيع الأمم المتحدة على السلام في اليمن والتزامها بتحقيقه وفق المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة والتزامها بمتابعة تنفيذ اتفاق السويد وفقا والمفهوم القانوني وقرارات مجلس الأمن الدولي.

واكتفت الوكالة بالإشارة إلى أن اللقاء الذي حضره نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، و رئيس الفريق الحكومي الميداني المشارك في تنفيذ اتفاق الحديدة اللواء صغير عزيز، "ناقش جملة من القضايا والموضوعات المتصلة بالشأن اليمني وآفاق السلام وإمكانياته المتاحة".

ولم تذكر أي تفاصيل أخرى عمّا جرى مناقشته في اللقاء، على الرغم من أن اللقاء جاء بطلب الرئيس اليمني لمناقشة ما أسماه "تجاوزات" المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، بعدما رفض الأمين العام انطونيو غوتيريش طلب هادي بتغييره.

وخلال اللقاء جدد هادي اتهامه للمبعوث الأممي بـ"التماهي مع المسرحيات هزلية والالتفاف على تنفيذ ما يتعلق بالحديدة في اتفاق ستوكهولم"، وقال إن ذلك "خلق ضغطاً ورفضاً شعبياً ووطنياً من كافة المكونات والمؤسسات الحكومية، وقبل ذلك من الفريق الحكومي المشارك في تنفيذ ذلك الاتفاق على الأرض". كما جدد الاتهام لجماعة الحوثيين بعدم التزامها بتنفيذ بنود الاتفاق، وفقاً للوكالة.

تأتي زيارة ديكارلو إلى الرياض بعد مطالبة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالحضور شخصياً أو مندوب عنه لبحث ما أسمتها تجاوزات مبعوثه الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث عند تنفيذ اتفاق إعادة الانتشار من موانئ ومدينة الحديدة غربي اليمن.

ويدور في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.

وأبرمت طرفا الصراع في ديسمبر الماضي اتفاقاً في ختام مشاورات بينهما احتضنتها السويد، يقضي بوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة وإعادة انتشار قوات الطرفين من المدينة وموانئها الثلاثة، مع إرسال بعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة إعادة الانتشار، لكن الاتفاق الذي كان من المفترض الانتهاء من تنفيذه في يناير الماضي، تعثر تنفيذه حتى الآن وسط تبادل الطرفين للاتهامات بعرقلة التنفيذ.

ويسيطر الحوثيون على مدينة الحديدة وموانئها منذ أواخر العام 2014، فيما تحتشد قوات يمنية مشتركة موالية للحكومة "الشرعية" والتحالف العربي منذ مطلع نوفمبر الماضي، في أطراف المدينة بغية انتزاع السيطرة عليها من قبضة الحوثيين.

وفي 14 مايو المنصرم أعلنت الأمم المتحدة أنّ الحوثيين انسحبوا من موانئ الحُديدة والصليف ورأس عيسى تنفيذاً للخطوة الأولى في اتفاقات ستوكهولم التي شكّلت اختراقاً في الجهود الأممية الرامية لإنهاء الحرب في اليمن.

لكن الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً، اعتبرت هذه الخطوة من جانب الحوثيين "تضليل ومسرحية هزلية"، وانتقدت ما أسمته "تواطؤ وتماهي" المبعوث الأممي مع هذه المسرحية.

وأبلغ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أواخر مايو الفائت أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة رسمية بما وصفه "تجاوزات غير مسبوقة وغير مقبولة" من المبعوث الخاص مارتن غريفيث، الذي اتهمته حكومة "الشرعية" بعدم النزاهة والحياد، والتحيز إلى جماعة الحوثيين.

واشترط الرئيس اليمني على أمين عام الأمم المتحدة في رسالته، "توفر الضمانات الكافية من قبلكم شخصياً بما يضمن مراجعة تجاوزات المبعوث الخاص (غريفيث) وتجنب تكرارها"، متهماً غريفيث بـ "العمل على توفير الضمانات للميليشيات الحوثية للبقاء في الحديدة وموانئها تحت مظلّة الأمم المتحدة".

لكن أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رفض ضمنياً طلب الرئيس اليمني، وقال إن منظمته تتصرف كـ "وسيط محايد، ولا تملك أي نية لإقامة إدارة دولية في الحديدة".

 

وذكر غوتيريش في رسالة منه إلى هادي، أنه ومبعوثه الخاص غريفيث، يأخذان "المخاوف المشروعة" التي أبدتها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً "على محمل الجد.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet